صفحة الكاتب : عباس العزاوي

الطائفية واخواتها
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يسارع الكثير من الناطقين بالبعثية في القائمة العراقية  سوى قبل مشاركتهم في الحكومة او بعدها, يسارعون في كل حدث سياسي في العراق الى اطلاق التصريحات المغرضة والحاقدة لا لكي يثبتوا للعالم وطنيتهم في القضايا التي تخص المواطن العراقي المظلوم  بل ليشهدوا على انفسهم بالطائفية المقنّعة والمخزية لكل من يحاول تبنيها او التعاطي معها شكلاً او مضموناَ .
فالطائفية مرض ابتلانا الله به بعد ان تقمّص الساسة  منذ فجر التاريخ رداء الدين والتقوى لشرعنة  وتدعيم سلطانهم وجورهم وحتى ينخرط من في قلوبهم مرض والبسطاء من الناس في صفوف جنود الشيطان ( السلطان المؤمن) لابد من مبرر ديني ( سماوي )  يدفع بهم للقضاء على الخصوم ونحرهم شرعاً وقانوناً .... فان انتصر ـ اي الجنود ـ لصالح سيدهم كان لهم خير الدنيا ونعيمها.. وان قتلوا كان لهم الجنة والنعيم الدائم عند رب السلطان القائم بأمر الله حتى لو كان علماني او ملحد او فاسق.. فالطائفية أذن تعمل على ظلم الاول وقتل الثاني لتصبح السلطة ( الجملة المفيدة) في الختام بيد فئة ثالثة مجرمة تتربع على صدور الناس ردحاً من الزمن.
 يتذكر الجميع عندما اطلقت  السيدة ميسون الدملوجي كلمتها الغريبة بُعيد ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي وردود افعالهم الهستيرية جراء هذا التحالف المشروع انذاك .واصفة اياه  بالاصطفاف الطائفي , مع ان قائمتهم يشكل 90% من منتسبيها من مذهب واحد! وكل المناصب المهمة ذهبت لطائفة معينة بعد اشتراكهم في الحكومة , فأين  تشمين رائحة الطائفية والاصطفاف الطائفي ؟ ياسيدة ميسون!!.
الناطق البعثي حيدر الملا الذي يعمل كمهرج للقائمة العراقية منذ تشكيلها كرر نفس المفردة بعد اتخاذ البرلمان موقفه الانساني من الاحداث في البحرين ليقول انه اصطفاف طائفي !!! ولا اعرف اين هو هذا الاصطفاف الطائفي ؟ ام القضية ان البرلمان بهذا الموقف النبيل سحق على ذيل المسخ الوهابي صديق القائمة الحميم وداعمها الاول, رغم ان الحكومة لم تفعل شي  يذكر سوى تضامنها المعنوى وشجبها واستنكارها الحملة العسكرية الظالمة بقيادة ال سعود ودرعهم الطائفي لاجهاض الثورة البحرينية السلمية ضد نظام التمييز الطائفي  في المنامة.
اتهم الوزير السابق وعضو البرلمان الحالي  السيدعبد ذياب العجيلي  السيد علي الاديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الحالي  بالطائفية واقصاء الكفاءات العلمية ( من حملة شهادة الابتدائية والمتوسطة) على اثر حملته الوطنية الاخيرة بتطهير الوزارة من رجال امن النظام السابق والمخابرات وتنفيذا لقرارات هيئة المسالة والعدالة والتي كانت معطلة ايام العجيلي.وتعيين  بدلا عنهم من نفس المحافظة !! فاين تكمن الطائفية في ذلك ؟ ومن من الرجلين يتحرك من منطلق طائفي مريض؟!!
امير التصريحات الدليمي السيد علي حاتم السلمان طفق يهتف في اغلب الفضائيات وعلى قناة بي بي سي( بالمصري)  وغيرها ضد الحكومة المنتخبة!!.هذا البطل الذي تغير مائة وثمانون درجة طائفية  بعد الانتخابات الاخيرة وتقمص دور حيدر الملا مؤخراً  بالصراخ والجعجعة ريثما يعود الاخير من اجازته ـ يقال بانه ذهب في زيارة لاسرائيل ـ واصبح اكثر الشخصيات حضوراً اعلامياً خلال الفترة الماضية لاسيما بعد  تهديداته الجنونية بقطع يد حزب الدعوة واسقاط الحكومة واعلان العصيان المدني وايواء المطلوبين قانونياً ومطالبته في القناة المذكورة الشعب  العراقي بالانقضاض على الحكومة في المنطقة الخضراء التي تشكل غالبية رجالها  من ايران, لكنه لم يذكر لنا اسماً واحداً حتى يريحنا من حيرتنا بشأن تبعية العراق لايران .. واصفا ً الاعتقالات الاخيرة ضد البعثيين المتآمرين بالكيدية ومنتقداً في الوقت ذاته طريقة الاعتقال من هدم البيوت على رؤوس ساكنيها اثناء المداهمة وترويع الاهالي المسالمين!!! ولانعرف كيف لم تلتقط كامرات الفضائيات البعثية بقايا هذه البيوت التي دمرتها الحكومة!! اعتقد ان هذا الرجل سيعلن عن قريب التحاقه بالقائمة العراقية فهو يتفق معها تماماً بكل تخرصاتها وصراخها !! فمن يتنفس برئة طائفية ؟ الحكومة بتطبيقها قانون مكافحة الارهاب واستئصال السرطان البعثي ام هذا  المهووس الذي يسعى لاشعال النار في العراق وشعبه!
النجيفي من جهته كشف عن طائفية واضحة وصريحة عندما صرح من واشنطن حول تهميش الحكومة ـ وهو رئيس برلمانها ـ للطائفة السنيّة واعلن عن تاييده لهم في حالة مطالبتهم في اقامة اقليم خاص بهم , وانكر بوقاحة هذا المضمون عندما عاد الى بغداد!! ودفنت القضية لانه قال لم اقصد هذا وان كلامي جاء حسب السؤال عن السنة واحوالهم, ولو كان السؤال عن الشيعة لاجبت بذلك !! وعندما عاد الى بريطانيا , كرر التصريح الطائفي ذاته! وبعدها تتالت طلبات الاقاليم في صلاح الدين والانبار وديالى!! كل هذا الحراك ليس فيه طائفية, فكيف تكون الطائفية , والغريب ان احد مسؤولي محافظة صلاح الدين اتهم قضائي بلد والدجيل بالطائفية لانهم رفضوا الانضمام الى اقليمهم "اللاطائفي"! وكأني به يقول " تهمة الطائفية مالتنه شلون تبيعوهه علينه".
 قبل فترة اعلن السيد طارق الهاشمي عن خرق للدستور من قبل مجلس رئاسة الوزراء برفضه تحويل طلب إقليم صلاح الدين للمفوضية وذكر ايضا في بيان اصدرته حركته "تجديد" في المنتدى السياسي السادس لها ," ان التحدي الكبيرالذي يهدد العراق هو الظلم!! وشيوع الفساد وسوء الإدارة والاستهداف السياسي!!" ولم يشر الهاشمي في بيانه الى خرقه للدستور بتعطيل قرارات المحكمة بحق المجرمين والارهابيين وتجميده للاحكام, لكن في قضية صلاح الدين انتبه  الرجل الى هذا الخرق , وقد ذكر في لقاء سابق بان اغلب جرائم المدانين لاترقى الى حكم الاعدام " عفيه ضابط كل شي يعرف" فهل صحيح ان الجرائم لاترقى لحكم الاعدام ام ان  اغلب المدانيين من حلفائك الارهابيين والبعثيين ولهم دين في رقبتك تريد سداده ؟ أليس هذا تدخل سافر في قرارات المحكمة وتشكيك بعدالتها؟ اليس هذا فساد من جنابكم ياسيادة النائب؟ وانت تعرف اكثر من غيرك كيف ولدت فكرة اقامة الاقليم المذكور!! فلو كانت هذه المحافظة جنوبية هل سنجدك تتحمس لها وتدافع عنها بنفس القوة ام ستعتبرها مجرد املاءات ايرانية بالخط الفارسي تريد تمزيق جسد العراق الجريح , وتسكب مع تصريحك  دمعتين ساخنتين على وطننا الحبيب! فمن يفوح برائحة الطائفية النتنه ؟ الحكومة ام انتم ياايها النائب المحترم؟
اصطفاف طائفي آخر تجلى بعد فضيحة الاعترافات الخاصة بحماية النائب الهاشمي وهروبه الى المنطقة الاكثر أمناً للقتلة والمرتزقة واللصوص في اقليم كردستان العراق, هو اصطفاف القائمة العراقية الطائفي باغلب اعضائها وتعليق عضويتهم في البرلمان والوزارات في محاولة لخلق فراغ دستوري وتعطيل عمل الحكومة !! تضامنا مع المتهم " البرئ " والعمل على تفريغ التهمة الموجهة اليه من محتواها الجنائي ليستنى لهم تذويبها ضمن توافق رخيص مع رئيس الحكومة نوري المالكي!! هذا وارتفعت اصوات بعضهم بالتصريحات والتهديدات الفارغة  من جهة اخرى من مقر قيادتهم في عمان الخيانة  بكشف الكثير من الملفات الخطيرة!! وليتهم يفعلونها لنرى من هو الوطني الحقيقي من الساسة ومن هو الدجال المنافق!!! ليتهم!! فليس هناك  اي ُّ مبرر منطقي يمنعهم من كشف هذه الملفات الخطيرة خصوصاً بعد سقوط بعض رموزهم الكبيرة والمهمة! وبانت عورات مناضليهم في قضايا واتهامات ترقى لمستوى جرائم ضد الانسانية.
كل هذه المواقف الطائفية الواضحة وغيرها ومازالوا يصرّون على طائفية الشيعة وتبعيتهم لايران... , ومع كل مؤامراتهم المعروفة ضد العراق وشعبه واجتماعاتهم الاستجدائية وطلب الدعم من اعداء العراق في الخليج الصهيوني ومملكة الخيانة البدوية ,ولكنهم يتهمون الشيعة بالعمالة والخيانة وتنفيذ اجندات خارجية! فهل محاربة الارهاب واجتثاث البعث الفاشي , وتحقيق نصر غير مسبوق باخراج المحتل دون شروط؟! تنفيذاً لاجندات خارجية؟!  أذن كيف تكون الاجندات الوطنية  ياسادة؟

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/31



كتابة تعليق لموضوع : الطائفية واخواتها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : عباس العزاوي ، في 2012/01/01 .

الاستاذ الفاضل محمد حسن المحترم
التفاتة ذكية منكم استاذي العزيز حول الحالة الاجتماعية للآنسة ميسون.. لكن انا اعتقد وحسب خبرتي ان كلمة سيدة كلمة تقدير حتى لو كان الخصم لايتسحقها لكنك تتعامل معه من منطلق اخلاقك انت وليس هو ... تصريحاته وتصريحان صاحبها الملا لاتعدو ان تكون اوامر من سيدهم علاوي لان الملا مثلا يطلق كلمات لايمكن لمن في مستواه المتدني ان يعرفها.. لذا تجد ان اغلب العراقيون يضحكون لحواراتهم الفارغة..فبعد انتها الاوامر يظهر مستواه الحقيقي .... اما قضية الهاشمي فانا اتفق معك حول حقيقتة لكن تبقى الحقائق الموثقة وبشهادة الشهود تجلي للجميع الوجه الخقيقي له فما كنا نتلمسه من تصريحاته لها تصريفات وحجج ربما مقبولة على الاقل لانصاره اما الان فحتى محبية ( الشرفاء من السنة ) راودهم الشك والحيرة في هذه الاحداث الاخيرة,, الخطز القادمة شتكون اهم بالنسبة للشعب العراقي وهي تحديد اتجاه البوصلة في بناء الوطن وحمايته من قبل الجميع..., تحياتي لكم وتقبل مودتي وتقديري

• (2) - كتب : محمد حسن ، في 2012/01/01 .

السلام عليكم
أولا ميسون الدملوجي آنسة وليست سيده وارجوك على مهلك معها لانها في حالة سكر شديد مستمر والسبب شدة
تفكيرها بالمواطن العراقي لانها مناضلة في الملاهي والمراقص عندما كانت لاجئة سياسية في المريخ أما المهرج
حيدر الملا عندما يظهر على اي فضائية اتابعه ضاحكا لان اغلبية الشعب بات يضحك من تصرفاتهم الهستيرية والتي على طريقة صالح المطلك اما الارهابي طارق الهامشي صدقني انه مكشوف من اليوم الاول الذي راينا فيه وجهه الحاقد فأرجوك ان تطمئن اصبحوا صفر على الشمال بعد الفضائح التي يندى لها الجبين وواجب الاحرار اليوم اسناد المخلصين لقيادة هذا البلد الى بر الامان والحمد لله رب العالمين




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net