ولائيات • تعظيم الرّسول صلوات الله عليه
ابن الحسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ابن الحسين

تعظيم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أوامر القرآن الكريم للمسلمين في أكثر من مورد، فقال تعالى « لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ » [١] ، وقد ذكر المفسرون: إنّ الهاء - أي الضمير في « وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ » - عائدٌ على الرّسول صلوات الله عليه وآله، كما ذكر ذلك الشيخ الطوسي [٢]، والطبرسي [٣] .
بل القرآن أمرنا أن نوقّر الرّسول صلوات الله عليه وآله إذا ناديناه، فلا نقول له: يا محمّد، أو يا أبا القاسم ، لكن نقول: يا نبيَّ الله، ويا رسول الله[٤] ، فقال تعالى: « لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا » [٥] ، وقد رُوي: إنّ السيّدة الزّهراء صلوات الله عليها عندما نزلت هذه الآية، قالت : هبت رسول الله أن أقول له : يا أبه ، فكنت أقول : يارسول الله.. [٦] .
وقال ابن شهر آشوب: « من جلالة قدره -أي الرّسول - أنّ الله...نهى الخلقَ ان يدعوه باسمه ( لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا )، وإنّما كان ينبغي أن يدعو له : يا أيّها الرّسول ، يا أيّها النبيّ ، ولم يأذن بالجهر عليه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ) » [٧]
وتعظيم الرّسول الكريم صلوات الله عليه وآله لم يقتصر على أحد من المعصومين، بل جميعهم ، وفي ذلك شواهد.. ومن أعجب تلك الشّواهد التي علينا أن نتأمّل فيها كثيراً، ما رُوي عن الإمام الصّادق عليه السلام - ما نصّه - :
« عَنْ أَبِی هَارُونَ مَوْلی آلِ جَعْدَةَ، قَالَ: کُنْتُ جَلِیساً لأبِي عَبْدِ اللّهِ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ ، فَفَقَدَنِي أَیَّاماً ، ثُمَّ إِنِّي جِئْتُ إِلَیْهِ، فَقَالَ لِي: لَمْ أَرَكَ مُنْذُ أَیَّامٍ یَا أَبَا هَارُونَ؟ .
فَقُلْتُ: وُلِدَ لِي غُلاَمٌ.
فَقَالَ: بَارَكَ اللّهُ لَكَ فِیهِ ، فَمَا سَمَّیْتَهُ؟ .
قُلْتُ: سَمَّیْتُهُ مُحَمَّداً.
قَالَ : فَأَقْبَلَ بِخَدِّهِ نَحْوَ الأرْضِ وَهُوَ یَقُولُ: مُحَمَّدٌ مُحَمَّدٌ مُحَمَّدٌ حَتّی کَادَ یَلْصَقُ خَدُّهُ بِالأرْضِ.. »[٨]
وللإمام الصّادق عليه السّلام حالات في تعظيم النبيّ صلى الله عليه وآله تعجب منها العقول.. فرُوي عنه: أنّه كان كثير الدّعابة والتبسّم ، فإذا ذُكر عنده النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم اصفرّ لونه، وكان ما يحدّث الحديث عن رسول الله صلوات الله عليه وآله إلّا على طهارة [٩] .
____________
[١] سورة الفتح ٩ .
[٢] التبيان في تفسير القرآن ج٩ ص٣١٨.
[٣] مجمع البيان في تفسير القرآن ج٩ ص١٨٨ .
[٤] تفسير القمي ج٢ ص١١٠ .
[٥] سورة النور ٦٣ .
[٦] مناقب آل أبي طالب ج٣ ص١٠٢ .
[٧] مناقب آل أبي طالب ج١ ص١٩٦ .
[٨] الكافي ج٦ ص٣٩ .
[٩] بحار الأنوار ج ١٧ ص٢٤ ط : الأعلمي .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat