صفحة الكاتب : محمد كاظم خضير

شيعة النيجر وكفار قريش
محمد كاظم خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعيش الإنسانية اليوم أسوأ الفترات في تاريخها منذ الحرب العالمية، تتحدث سطور التاريخ عن أيام سوداء عاشها العالم ، يوم ارتكبت أبشع المجازر في حق الإنسانية وقتل ملايين البشر لمجرد أحلام سياسية كانت تراود زعيما، ويومها وقف العالم على قدم ساق لأمر كأمر شيعة نيجر ، قيل يومها إن تطهيرا دينيا حدث في حق يهود ألمانيا فيما يعرف بالهولكست الذي لا يزال العالم يستنكره إلى يومنا هذا، كما يستنكر سنين أوروبا السوداء، أما شيعة نيجرفحكاية مؤلمة وقصص تعجز الكلمات عن وصفها، تشبه حريق الحرب العالمية وخسائرها، ولكن القتيل ليس نفس القتيل، والجاني حليف مرضي عنه فيما يبدو. وذالك بمنطق السياسيين يكفي لتفعل كل شيء.

 

ذلك التاريخ الأسود والحاضر والوقائع المفزعة لم يثن ساسة أوروبا التي قام اتحادها على الدفاع عن الإنسانية ولا حتى الأمم المتحدة راعية حقوق الإنسان، لم يثنها عن غض الطرف عن جرائم محاربة التصفية الدينية لشيعة النيجر . هل سمعت أيها العالم الإنساني بمئات ماتوا اليوم قتلا وهربا من الموت والتصفية الجسدية ولسبب واحد هو إقامة الشعائر القضيةالحسينية في نيجر . إنها حقا مأساة القرن تلك التي يعيشها شيعة نيجر ، هولاءشيعة نيجر الموجود حقا بمعاناته ساكنيه واللامجود في حسابات السياسيين والمنظمات الحقوقية وأولها أكبر المنظمات العالمية منظمة الأمم المتحدة التي تغض الطرف غالبا حينما يكون الطرف المعتدى عليه شيعة ..

 

"

أليس السلاح النووي المحرم على غير من لا يمتلك الفيتو، كفيلا بحماية هؤلاء الشيعة التي يغض العالم الطرف عنها لأنها فقط أ مسلمين شيعة ولأنه لا زعيم لها كزعيم كوريا الشمالية!

"

 

شيعة نيحر الجرح الذي لا يندمل والحريق المشتعل في العالم العربي كاشتعال مجلس العزاء شيعة نيجر والتي أحرقها الجنود بدون رحمة ولا هوادة. من وجدوتموه من يحب علي .ع ويحب محمد وال محمد فاقتلوه أو أخرجوه من أرضكم ليموت في غيرها، هكذا لسان حال حكومة نيجر وكأن التاريخ يعيد نفسه، ما أشبههم بكفار قريش مع تغير التاريخ واختلاف الزمان وتغير الناس وتحكم السياسة والاقتصاد في كل شيء.

 

عشرات القتلى في هجوم جيش نيجر الوهابية على مسيرات حسينية في 10من محرم وقبله الكثير من المجازرة بحق الشيعة ، وتلك كلمة لو ترجمت في قاموسنا العربي لوصلنا لمعنى الرحمة، ولكن الأرض لم تكن رحيمة بأهلها كحال العالم وقادته ومنظماته معهم. كل الذنب أن ذنبهم اعتنقوا الاسلام المحمدي الاصيل بعيدا عن فكر القتل في زمن لم يعد فيه للمسلمين هيبة ولا كرامة ولا حياة لمن تنادي منهم، فهم أنفسهم تحولوا إلى قضايا ومآسي وجراح، فلم تعد تعرف هل تبكي على نهر الفرات أم تنعى صنعاء التاريخ والحضارة.

 

يعيش شيعة نيجر المتضطهدين مأساة لم يسبق لها مثيل منذ مآسي الحروب العالمية سيئة الذكر والسمعة والذكريات، لتستحق لقب مأساة القرن، وعلينا أن نسأل أنفسنا ماذا لو كان كيم جي شيعة ومن شيعة ؟ هل كان سيتركهم يقتلون ؟

 

أليس السلاح النووي المحرم على غير من لا يمتلك الفيتو، كفيلا بحماية هؤلاء الشيعة نيجيرياالتي يغض العالم الطرف عنها لأنها فقط أقلية شيعة ولأنه لا زعيم لها كزعيم كوريا الشمالية، يحميها من غدر السياسة وتناقض العالم الحقوقي في بعض الأحيان واللا إنساني في كثير من الأزمات والمواقف والقرارات.. لتبقى الإنسانية كنعمة مفقودة وميزة من الطبيعي أنها تفرق ولا تجمع.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد كاظم خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/01



كتابة تعليق لموضوع : شيعة النيجر وكفار قريش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net