صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

المالكي ... يطاعن خيلا من فوارسها العُهر
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 في غمرة تصاعد الازمة الحالية التي تعصف بالعراق طولا وعرضا ، اتصلت بشخصية اعلامية مرموقة متشفيا ، ولان علاقتي بهذا الشخص المهني عريقة ، فهو يتحمل مني كل نوبات النزق التي تعتريني بين الحين والاخر ، فلم يستغرب من موقفي المتشفي باتهام رئيس الوزراء نوري المالكي بالدليل الموثق في قتل الصحفي هادي المهدي رحمه الله، انما طلب مني ان اُمهله بضعة ايام لا اكثر، ربما كان ينتظر صديقي ان تنفي العراقية بنفسها هذا الاتهام . والقصة تعود لاكثر من عام مضى عندما سالت صديقنا الاعلامي هذا عما اذا كان لدى مناوئي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي - وهمو كثرُ - ملفات ادانة حقيقية ضده شخصيا، حينها قال متندرا وباللهجة العراقية : هواي . قلت اذن لماذا لا يستخدمونها ضده ؟ فانفجر صديقنا ضاحكا وهو يقول : عندما قلت هواي فاني اقصد اعداء المالكي ، مستطردا ، وألد اعدائه هم اقربهم اليه في التحالف الوطني. سالته وهو لا يكف عن انتقاد المالكي في اي تحرك يقوم به ، بما في ذلك زيارته الاخيرة للولايات المتحدة ، ماذا عن ملفات ادانة المالكي اذن ، فرد علي باليمين المغلظ ان خصومه الالداء على كثرتهم واستماتتهم لو كانوا يملكون ورقة واحدة او حتى خبرا ضعيف السند لادانة المالكي لطبعوه في ملايين النسخ بمال سعودي وشدوها على ارجل الملائكة ليطيروا بها في مشارق الارض ومغاربها "هذا هو وصفه" . واكمل صديقي قائلا ان لدى المالكي في مكتبه الخاص ارشيفا مترهلا من الادانات الخاصة بمسؤولي الصف الاول والبرلمانيين ، وقد صنفها حسب المؤسسات بدءا من هيئة الرئاسة نزولا الى مدراء عامين في وزارات الدولة ، وان هذا الارشيف يتضخم افقيا وعموديا يوما بعد يوم لان كادرا سريا موثوقا يعمل كالنمل لدى ابي اسراء هو الذي يتبنى تحديث هذا الارشيف بشكل مستمر وبصلاحيات مطلقة وان مسؤولا امنيا كبيرا هو ع.ح.ف يمده بكل ما هو موثق من المعلومات الخاصة من خلال لقاءات تعج بالمفات السرية تجري خلف الكواليس. وقد اشار صديقي الاعلامي الى اسم ياسين مجيد باعتباره مؤسس هذه الفكرة الجهنمية. وعندما قلت لصديقي بان مجيد انفصل عن المالكي منذ ان اصبح برلمانيا قبل عامين، قهقه بصوت عال مؤكدا ان ارتباط مجيد بالمالكي اليوم هو اكثف من فترة عمله كمستشار وان وجوده في البرلمان هو جزء من اسباب ترهل ارشيف الحجي !!! حينها سالت صديقي الذي يدخن سيكارة بطـ ... سيكارة ، اذن لماذا انت توجه سهام نقدك للمالكي قائما وقاعدا وهو بهذه النزاهة التي تزعم ، رد علي قائلا السبب كل السبب يكمن في هذا الارشيف المترهل الذي لا ادري ان كان يريد ابو اسراء ان ياخذه معه الى القبر " طبعا قالها بغضب" . سالته ان كان يريد من المالكي ان يكشف اوراق جميع العاملين في الدولة ليحترق الشارع من جديد ، رد علي قائلا : من حقك انت ان تسميها دولة اما انا فاسميها "گانگ - عصابة " مسلحة باخضر المال واشرس العتاد وارفع المناصب ، وان هذه العصابة تتفنن في تحين الفرص للانقضاض على المالكي فقط بسبب شيعيته و شعبيته ونزاهته. ما اعاد هذا الحديث الى ذاكرتي هو زيارة السيد المالكي الاخيرة الى واشنطن حيث رشح بعد الزيارة من مقربين لرئيس الوزراء بان الاخير اطلع الرئيس الاميركي على ملفات تحوي معلومات خطيرة عن مسؤولين من الصف الاول في العراق وصفت بانها تهدد الامن الوطني العراقي . ومما رشح ايضا ان اجهزة استخبارات اوباما لديها معلومات تكميلية سدت الكثير من الشواغر والثغرات الموجودة في ملفات المالكي . وهذا بلا شك امر خطير ويصب في خدمة ابي اسراء لانه كان من الممكن ان يشكك الرئيس الاميركي بنواياه ومعلوماته الارشيفية على السواء معتبرا ذلك نوعا من التحامل لتصفية الخصوم، لكن حسب تقارير اعلامية فان اوباما اعطى المالكي الضوء الاخضر في التصرف لما يراه مناسبا لخدمة بلده . ضمن متابعتي اللصيقة للشان العراقي بحكم عملي قرات شيئا عن شجاعة طارق الهاشمي لانه لم يغادر العراق مع توفر امكانيات الهروب الكبير لديه كونه ما زال محاطا بالعناصر المخلصة والحمايات المدججة ما يضمن له الوصول الى الواق واق . اعجب من هكذا طروحات بائسة تَرشح عن عقول عصافير . فهي تريد ان تلصق الشجاعة بصافر كما يقول المثل العربي . فاذا كان الهاشمي وهو نائب متنفذ لرئاسة الجمهورية ويملك من عصابات السلاح ما يملك ولى الدبر الى قلعة جولان محتميا بالكرد كالمستجير من الرمضاء بالنار،  فلماذا نلوم فراخا بالنسبة له كالدايني والدليمي وابنه والضاري واخرين على الهرب من وجهي العراق والعدالة . اني لاعجب كيف اوتي المالكي كل هذا الصبر والاصرار . كل ما اعرفه عنه عندما كنت قريبا اليه قاب قوسين او ادنى في سورية انه كان رابط الجاش ، لا يتحدث كثيرا، صبورا في حدود المعقول ، يغضب غير انه لا يكسر المواعين على رؤوس المغضوب عليهم . لكن يبدو اليوم وبعد عقد ونيف على اخر لقاء به في مهرجان شعري رعاه في حي السيدة زينب بريف دمشق ، انه كان يدخر في تلك الايام لما يحتاجه لهذه الايام من صبر واناة. ترى هل استشرف  المالكي مقدما حكم العراق ومرارة هذا الحكم . ربما ، فتجربة الامام علي عليه السلام المريرة في حكم العراقيين ليست عنه ببعيد

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/29



كتابة تعليق لموضوع : المالكي ... يطاعن خيلا من فوارسها العُهر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net