عودة تكايا الصوفيين إلى الأنبار بعد طرد داعش

في إشارة إلى تراجع تأثير تنظيم  (داعش)، أعاد الصوفيون فتح التكايا -الأماكن التي يقيمون فيها تجمعاتهم الدينية- في محافظة الأنبار، حسبما أكد مسؤولون محليون وعلماء صوفيون.

والصوفية هي نهج إسلامي روحاني يتمحور على التبصر داخل النفوس والتقرب الروحاني من الله ولديها اتباع من المذهبين السني والشيعي.

وتعرض الصوفيون خلال حكم داعش للاضطهاد وكان التنظيم يضعهم بمرتبة أبناء الديانات الأخرى، أي الكفار، ويعتبرهم (مهرطقين).

وعن هذا  قال عضو مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، إن عودة التكايا إلى المحافظة "مؤشر واضح" إلى نجاح عمليات تطهير المنطقة من داعش.

وأضاف أن تنظيم داعش "عدو للحركة الصوفية"، لافتا إلى أن الصوفيين جزء مهم وراسخ من المشهد الديني في المحافظة.

وأكد أن الصوفية "تدعو للسلام والمحبة بين أبناء الشعب العراقي"، وتنبذ الطائفية والتطرف والعنف.

وذكر كرحوت أنه بسبب عقيدتهم هذه، يتمتع الصوفيون في مناطق عدة من الأنبار بوجود قوي وشعبية واسعة بين السكان.

وتابع أن عددا من الصوفيين فقدوا حياتهم خلال حكم تنظيم داعش وفي المعارك التي هدفت إلى طرده، مشيرا إلى أن داعش لم تتوان عن قصف العديد من التكايا.

من جانبه قال المشرف على التكية القادرية في الفلوجة، الشيخ حمد الله محمود، إن تنظيم داعش قتل خلال السنوات الماضية نحو 44 شخصا من مريدي الحركة الصوفية وأصاب 22 آخرين بجروح.

وأضاف أن التنظيم عمد إلى تدمير وتفجير 30 تكية في مناطق مختلفة من أقضية الأنبار.

وأوضح أن "التكايا الصوفية ومنها القادرية والنقشبندية والشاذلية والكسنزانية والرفاعية، هي [طرق صوفية دينية] تقرب الناس من بعضهم".

وتابع أنه خلال تجمعاتهم الدينية، يقوم الصوفيون "بالدعاء لحفظ أبناء البلاد من شر الإرهاب والإجرام، ويدعون المواطنين إلى ضرورة تطبيق القانون واحترام القضاء".

الصوفيون يمارسون طقوسهم من جديد
أما المشرف على التكية الشافعية في الرمادي، الشيخ خميس المحمدي، فقال إن تنظيم داعش الإرهابي صنف الصوفيين على أنهم "مرتدون" وحظر خلال حكمه الأنبار الحركات الصوفية.

وأوضح أن التنظيم المتطرف حظر أيضا ممارسة بعض التقاليد والطقوس الدينية، كالدعاء والصلاة على النبي وصلاة التراويح الليلية في شهر رمضان.

وشدد المحمدي أن "الحركة الصوفية بجميع تكاياها الدينية تتشارك التقاليد والأهداف السامية نفسها، تلك التي تدعوا للتآخي والوحدة ونبذ أفكار الغلو الديني وعدم التسامح".

ولفت إلى أن التكايا الدينية في الأنبار عادت إلى تنظيم الفعاليات الدينية والمهرجانات الثقافية والأدبية والدورات القرآنية، مؤكدا أن هذه الفعاليات مفتوحة بشكل عام أمام الجمهور العريض.

وتابع أن رجال العلم والدين يلعبون دورا بارزا في هذه الفعاليات، حيث يعالجون قضايا تهم الجميع ومنها كشف حقيقة الفكر المتطرف والدعوة إلى التعايش السلمي بين جميع طوائف العراق.

وفي حديث  قال المواطن من الرمادي حيدر عباس المعموري، إن "التكايا تنتهج نهج السلام والمحبة".

وأضاف أن هذا الأمر هو ما جعله يقبل على التكايا لأداء الصلوات والطقوس الدينية.

أما الخبير الأمني والمحلل السياسي حامد العكاشي، فقال إن "الصوفيين كانوا خلال السنوات الماضية من أشد أعداء التنظيمات الإرهابية، لأن الفكر الصوفي يتعارض مع منهج الارهاب وعقيدته".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/19



كتابة تعليق لموضوع : عودة تكايا الصوفيين إلى الأنبار بعد طرد داعش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net