معاناة المراة العراقية في ظل صراعات المنطقة ..
جنان الهلالي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المرأة العراقية قدمت الكثير من التضحيات وعانت ماعانت من أضطهاد وعنف بمختلف انواعه وأشكاله ومن مختلف الأطراف فالنساء في العراق تعرضن للكثير
من الأنتهاكات والمخاطر وخاصة بعد الفترات المظلمة التي تناوبت على العراق من حروب وحصار وفتن طائفية سياسية تعاقبت على نخر جسد العراق .
كانت حياة المراة ورغم خلوها من التكنولجيا وتغيب الاجهزة الحديثة في الفترة الزمنية السابقة التي كانت تعيشها المراةفي (الفترة الذهبية ) حيث كانت تعيش احلى وأبهى اوقات حياتها لم تكن تعاني من شظف العيش بل كانت النعمة ومظاهر الترف تحيط بها . هذه الحالة الطيبة بلتأكيد لاتنطبق على عموم المجتمع لأنه لايخلو اي من المجتمعات من حالات الفقر والحرمان ،لكننا نتحدث عن الحالة الغالبة .
عاشت المرأة العراقية في تلك الفترة أجواء من الراحة
النفسية وغير مثقلة بأعباء الحياة كما هو الحال اليوم..
ومن سنن الله في خلقه أن لا يدوم حال ،فقد المت بالبلاد ظروف عصيبة ونوائب وبدأ العد التنازلي لكل مكونات المجتمع لكن المرأة تحملت العبء الاكبر في مواجهة الظروف القاسية والمريرة التي عاشتها منذ أربعة عقود تقريباً من حرب الى حصار الى حرب الى احتلال كانت الكلفة باهظة الثمن وعلى كل الصعد .
لقد المت بلبلاد مراحل عصيبة بداً بلحرب العراقية الأيرانية ،ثم فرض الحصار على البلد ا لذي أثقل كاهل المواطن العراقي وتحالف قوى الشر المتمثل بلدول العظمى والعدوان الغاشم الذي دمر البنى التحتية للبلد .
ثم َتعرض البلاد الى هجوم شرس من تنظيم داعش المتطرف الذي زاد الى معاناة المراة مآساة اخرى فقدت المرأة اليزيدية كرامتها فقد بيع الكثير منهن في سوق النخاسة ونحن في القرن الواحد والعشرون ،و في كل تلك المراحل التي اثقلت كاهل المراة العراقية كانت تعيش يومها حيث تتقاسمها الهموم والاعباء وتعصف بها رياح عاتية لا تدري كيف تواجه كل هذا الكم الرهيب من التحديات .
لقد فُقد الامن وكان الثمن ان فقدت الزوج او الابن او الاخ واحياناً جميعهم وشح بين يديها المال ولم تعد قادرة على تلبية متطلبات الحياة وانعكس ذلك سلباً على اعداد ابنائها وتعليمهم بشكل صحيح وانتشرت الجريمة المنظمة وتشظى المجتمع وتفككت الاسر وزادت معدلات الطلاق ، وبلأظافة الى نكبتها في فقد الاحبة - كانت تتحمل أعباء الحياة وثقل المسؤولية في تكملة مسيرة
الحياة وتنشئة الأولاد في ظل تغيب الرجل ، ناهيك عن الظروف المعيشية الصعبة التي أدت بها الى الخروج الى
معترك ساحة العمل ، لتلبية متطلبات الأسرة .
أليس مـن حقنـا ان نتساءل عن الذي تحقـق مـن الوعـود المعسـولة الكـاذبة التي جـاء الغـزو والاحتلال تحت ذريعتهـا ، وماذا جلب للعراق والعـراقيين غيـر الخـراب والدمـار الذي أوصل العـراق إلى أسوأ مـمـا كـان عـليه فـي مجـال الخـدمـات والأمن ، فبعـد مـرور خمسـة سـنوات كارثية وبعـد تـدمـير وتحطيم البنى التحتية ادخـل العراق في نفـق الطـائفية والمحـاصصة البـغيضـة واستشـرى الفسـاد والقتـل والنهب والإرهاب والدمـار وكـوارث لا تحصى ولا تعـد وكـان نصيب المـرأة العراقية من كـل ذلك أكثر بكثير .
هنـاك جانب آخر هـام مـن معـاناة المـرأة العـراقية وقـد بدأ مـنذ عـام 1991 بسـبب تلوث مـناطق واسـعة مـن جنـوب العـراق بالإشعاعات النوويـة نتيجـة لاسـتخدام اليورانيوم المنضب في اعتده القصـف الأمريكي وقـد ارتفعت أعداد مـناطق التلـوث عقب العدوان الأمريكي عـام 2003 لتصل إلى 350 مـوقعـا باعتراف وزيـرة البيئـة الحـالية ، وتشير تقـارير صحية دوليـة بان هـم النسـاء بعـد الولادة في البصـرة مثـلا ليس جنس المـولـود ذكـرا أو أنثى بـل هـل إن المـولـود مشـوه ام طبـيعي .
ان وجـود مليـون أرملة ومـليـون ونصـف من الأطفال الأيتام يحتـم عـلى الحـكـومـة العـراقـية ان تـوفـر لهـم الضمـان الاجتمـاعـي والعيـش الكـريـم والـذي لا ينبغي أن يـعـتبـر هـبة أو مكـرمـة مـن احـد بـل هـو حـق مشـروع ينبـغي عـلى الاطـراف العـراقيـة الوطنية التي تدرك مسـؤوليـاتهـا أن تسعـى لانتزاعـه لهـم مـمن هـم عـلى سـدة الحـكم. وقت يعاني ملايين الأطفال مـن سـوء التغذيـة ويعيش أكثر مـن أربعة ملاييـن عـراقي دون خط الفقـر معتمـديـن بالأساس عـلى الحصة التموينية الغذائـية المـتعثـرة بالنظـر لحـالتهـم المعـاشية المزرية بسـبب الغلاء الفاحش والبطالة. كمـا اجبرت ملايـين مـن العـوائل على مغـادرة العـراق لتعيش في سـوريـا والأردن فـي ظـروف إنسانية مـأسـاوية إضافة إلى ملايـين أخرى أجبرت على مغادرة منازلها لتعيش في الخيـام في هجـرة داخلية بسبب التطهـير المذهبي والقـومي.
هل أخذت المراة العراقية حقها في ظل ظروف الحرب والحصار ؟؟
النساء البرلمانيات لم يتعمدن تجاهل قضايا المرأة العراقية، ولكنه نوع من العجز اذ لم تتبلور الى الان آلية ككتلة نسوية قوية داخل البرلمان تكون مؤثرة وضاغطة في بعض القضايا المهمة وان كل النساء داخل قبة البرلمان لم يتمكن من صنع قرار واضح لصالح المرأة العراقية.للمطالبة بحقوق المراة وأنصافها . يجب ان تاخذ المرأة العراقية دوراً في العملية السياسية وان توصل صوتها ، ومطالبها وحل لجميع قضاياها التي أصبحت شعارات مركونة .
و ختاما نتمنى أن تنصف المراة وتلقى الرعاية المناسبة ما قاسته على مدى أربعة عقود مريرة ، وتحاط بالعناية التي تستحقها لان ما من أمة تستطيع النهوض والازدهار ما لم تنهض بواقع المرأة وتأخذ دورها الطبيعي في المجتمع .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
جنان الهلالي

المرأة العراقية قدمت الكثير من التضحيات وعانت ماعانت من أضطهاد وعنف بمختلف انواعه وأشكاله ومن مختلف الأطراف فالنساء في العراق تعرضن للكثير
من الأنتهاكات والمخاطر وخاصة بعد الفترات المظلمة التي تناوبت على العراق من حروب وحصار وفتن طائفية سياسية تعاقبت على نخر جسد العراق .
كانت حياة المراة ورغم خلوها من التكنولجيا وتغيب الاجهزة الحديثة في الفترة الزمنية السابقة التي كانت تعيشها المراةفي (الفترة الذهبية ) حيث كانت تعيش احلى وأبهى اوقات حياتها لم تكن تعاني من شظف العيش بل كانت النعمة ومظاهر الترف تحيط بها . هذه الحالة الطيبة بلتأكيد لاتنطبق على عموم المجتمع لأنه لايخلو اي من المجتمعات من حالات الفقر والحرمان ،لكننا نتحدث عن الحالة الغالبة .
عاشت المرأة العراقية في تلك الفترة أجواء من الراحة
النفسية وغير مثقلة بأعباء الحياة كما هو الحال اليوم..
ومن سنن الله في خلقه أن لا يدوم حال ،فقد المت بالبلاد ظروف عصيبة ونوائب وبدأ العد التنازلي لكل مكونات المجتمع لكن المرأة تحملت العبء الاكبر في مواجهة الظروف القاسية والمريرة التي عاشتها منذ أربعة عقود تقريباً من حرب الى حصار الى حرب الى احتلال كانت الكلفة باهظة الثمن وعلى كل الصعد .
لقد المت بلبلاد مراحل عصيبة بداً بلحرب العراقية الأيرانية ،ثم فرض الحصار على البلد ا لذي أثقل كاهل المواطن العراقي وتحالف قوى الشر المتمثل بلدول العظمى والعدوان الغاشم الذي دمر البنى التحتية للبلد .
ثم َتعرض البلاد الى هجوم شرس من تنظيم داعش المتطرف الذي زاد الى معاناة المراة مآساة اخرى فقدت المرأة اليزيدية كرامتها فقد بيع الكثير منهن في سوق النخاسة ونحن في القرن الواحد والعشرون ،و في كل تلك المراحل التي اثقلت كاهل المراة العراقية كانت تعيش يومها حيث تتقاسمها الهموم والاعباء وتعصف بها رياح عاتية لا تدري كيف تواجه كل هذا الكم الرهيب من التحديات .
لقد فُقد الامن وكان الثمن ان فقدت الزوج او الابن او الاخ واحياناً جميعهم وشح بين يديها المال ولم تعد قادرة على تلبية متطلبات الحياة وانعكس ذلك سلباً على اعداد ابنائها وتعليمهم بشكل صحيح وانتشرت الجريمة المنظمة وتشظى المجتمع وتفككت الاسر وزادت معدلات الطلاق ، وبلأظافة الى نكبتها في فقد الاحبة - كانت تتحمل أعباء الحياة وثقل المسؤولية في تكملة مسيرة
الحياة وتنشئة الأولاد في ظل تغيب الرجل ، ناهيك عن الظروف المعيشية الصعبة التي أدت بها الى الخروج الى
معترك ساحة العمل ، لتلبية متطلبات الأسرة .
أليس مـن حقنـا ان نتساءل عن الذي تحقـق مـن الوعـود المعسـولة الكـاذبة التي جـاء الغـزو والاحتلال تحت ذريعتهـا ، وماذا جلب للعراق والعـراقيين غيـر الخـراب والدمـار الذي أوصل العـراق إلى أسوأ مـمـا كـان عـليه فـي مجـال الخـدمـات والأمن ، فبعـد مـرور خمسـة سـنوات كارثية وبعـد تـدمـير وتحطيم البنى التحتية ادخـل العراق في نفـق الطـائفية والمحـاصصة البـغيضـة واستشـرى الفسـاد والقتـل والنهب والإرهاب والدمـار وكـوارث لا تحصى ولا تعـد وكـان نصيب المـرأة العراقية من كـل ذلك أكثر بكثير .
هنـاك جانب آخر هـام مـن معـاناة المـرأة العـراقية وقـد بدأ مـنذ عـام 1991 بسـبب تلوث مـناطق واسـعة مـن جنـوب العـراق بالإشعاعات النوويـة نتيجـة لاسـتخدام اليورانيوم المنضب في اعتده القصـف الأمريكي وقـد ارتفعت أعداد مـناطق التلـوث عقب العدوان الأمريكي عـام 2003 لتصل إلى 350 مـوقعـا باعتراف وزيـرة البيئـة الحـالية ، وتشير تقـارير صحية دوليـة بان هـم النسـاء بعـد الولادة في البصـرة مثـلا ليس جنس المـولـود ذكـرا أو أنثى بـل هـل إن المـولـود مشـوه ام طبـيعي .
ان وجـود مليـون أرملة ومـليـون ونصـف من الأطفال الأيتام يحتـم عـلى الحـكـومـة العـراقـية ان تـوفـر لهـم الضمـان الاجتمـاعـي والعيـش الكـريـم والـذي لا ينبغي أن يـعـتبـر هـبة أو مكـرمـة مـن احـد بـل هـو حـق مشـروع ينبـغي عـلى الاطـراف العـراقيـة الوطنية التي تدرك مسـؤوليـاتهـا أن تسعـى لانتزاعـه لهـم مـمن هـم عـلى سـدة الحـكم. وقت يعاني ملايين الأطفال مـن سـوء التغذيـة ويعيش أكثر مـن أربعة ملاييـن عـراقي دون خط الفقـر معتمـديـن بالأساس عـلى الحصة التموينية الغذائـية المـتعثـرة بالنظـر لحـالتهـم المعـاشية المزرية بسـبب الغلاء الفاحش والبطالة. كمـا اجبرت ملايـين مـن العـوائل على مغـادرة العـراق لتعيش في سـوريـا والأردن فـي ظـروف إنسانية مـأسـاوية إضافة إلى ملايـين أخرى أجبرت على مغادرة منازلها لتعيش في الخيـام في هجـرة داخلية بسبب التطهـير المذهبي والقـومي.
هل أخذت المراة العراقية حقها في ظل ظروف الحرب والحصار ؟؟
النساء البرلمانيات لم يتعمدن تجاهل قضايا المرأة العراقية، ولكنه نوع من العجز اذ لم تتبلور الى الان آلية ككتلة نسوية قوية داخل البرلمان تكون مؤثرة وضاغطة في بعض القضايا المهمة وان كل النساء داخل قبة البرلمان لم يتمكن من صنع قرار واضح لصالح المرأة العراقية.للمطالبة بحقوق المراة وأنصافها . يجب ان تاخذ المرأة العراقية دوراً في العملية السياسية وان توصل صوتها ، ومطالبها وحل لجميع قضاياها التي أصبحت شعارات مركونة .
و ختاما نتمنى أن تنصف المراة وتلقى الرعاية المناسبة ما قاسته على مدى أربعة عقود مريرة ، وتحاط بالعناية التي تستحقها لان ما من أمة تستطيع النهوض والازدهار ما لم تنهض بواقع المرأة وتأخذ دورها الطبيعي في المجتمع .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat