صفحة الكاتب : محمود الوندي

هيمن المؤسف على شبابه
محمود الوندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد سقوط النظام البائد في عام 2003 يتعرض الشعب العراقي الى الارهاب المثير من قبل دول الجوار والتي ترسل أرتال الإرهابيين الى العراق ، واخذت تجري انهار الدماء الزكية للعراقيين في جميع المدن العراقية ومنها بغداد العاصمة على إختلاف عقائدهم ومذاهبهم وقومياتهم ، وهدف الارهابيون للارهاب المدنيين العزل واشاعة الخوف والرعب في صفوفهم ، حيث تكون المقاهي والمساجد والاسواق الشعبية والمجالس العزاء والشوارع المكتظة بالمواطنين الابرياء هدفا رئيسيا لهم ، واصبحت الحياة في العراق واقفة على كف عفريت .. 
هذه الاعمال الارهابية مربوطة للمخططات المشبوهة التي تستهدف استقلال وسيادة العراق الجديد بنظامه السياسي بفيدراليته وديمقراطيته الحديثة ، لان معظم البلاد العربية والاسلامية غير راضين عن هذه التغيرات التي تحدث في العراق ، ويريدون قتلها في مهدها ، واسترجاع العراق الى صفوفهم السياسية في الدكتاتورية ..
واخيرا ما تشهد مدينة بغداد في اوسع تفجير متازمنا
 مع حادث كنيسة \" سيدة النجاة \" بعد نجاح المسلحون
في تنفيـذ هجمات دامية بسيارات مفخخة وعبـوات
ناسفة التي راحت ضحيتها مئات من القتلى والجرحى
وكان من ضمن تلك الضحايا الاستاذ الجامعي\" هيمن
خليل محمد علي من سكنة مدينـة خانقين \" الذي كان 
إنسانا متواضعا وحريصا على إشاعـة روح والأخاء
والتسامح بين جميع فئات الشعب العراقي ومكوناته ،
وكان يحمل في عقلـه وقلبـه رايـة السلم والمحبة 
وخطاب الثقافة البعيد عن الكراهية والبغض ..   
وان استشهاد مثل هكذا شخصية اكاديمية الذي أهرقته بلا رحمة التفجيرات العابثة التي انهت تدفق قلب ينبض بالحياة ، وروح استضاءات بمحبة لعلمه وطلابه ، ولم يسمح له ان يكمل مشواره العلمي لتقديم الخدمات الجليلة الى قوميه وشعبه لان إرادة الارهاب الاعمى والقاسي اوقف حركة الفكر التنويري لدى الشهيد الراحل \" هيمن \"  ، وان استشهاده يكون خسارة للمجتمع الكوردي بشكل خاص والمجتمع العراقي بشكل عام ،  وبرحليه ينتكس العلم والمعرفة ، كما تكون خسارة كبرى على جوهر الثقافة  ..
وهكذا انهت التفجيرات حياة الاستاذ الجامعي \" هيمن \" أحد ابرز الاكاديميين في الجامعة المستنصرية ( كلية العلوم / قسم الرياضيات ) ، وترك لاهالي مدينة خانقين قساوة الحزن وعمق الألم ، كما ترك صورة المبتسم وشفيف الروح والذكريات الحلوة لا تغيب عن ذاكرتيهم ، وطيبته وإنسانيته المرصع بثقل الاحجار الكريمة ، وبفقدانه نودع اكاديميا من قمة العطاء العلمي ومن حملة مشروع التطور والحداثـة في العراق ، هذه دلالة على مد الحقـد  الظلامي الاسود ضد العقل العراقي التنويري ..
إن سبب تأزم الاوضاع الامنية في العراق تدل على تدني الاجهزة الامنية وضعف المعلومات الاستخبارية ، واهمال الحكومة وعجزها عن حماية أرواح المواطنيين الابرياء ، لانها لم تضع حلولا واقعية للازمة الأمنية .. 
اما السبب الرئيسي لفسح المجال للارهاب الخارجي والداخلي والذي يكون ضحيته من ابناء شعبنا ومن ضمن الضحايا من الاكاديمين والاستاذة والمثقفين بكل انواعها .. فشل الكتل السياسية الفائزة في التوافق على شخصية رئيس الحكومة بعد حوالي ثمانية اشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية ، لان نبتت في عقلية السياسيين وقلوبهم الدكتاتورية الطائفية والحزبية ، كما تنبت الأعشاب البرية في الخلاء ويرفضون تدوال السلطة ، وتمسكهم بالكراسي السياسية  .
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود الوندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/10



كتابة تعليق لموضوع : هيمن المؤسف على شبابه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net