مهما تعددت التبريرات وتنوعت لغة الأعذار فأن الشيء المؤكد حول مجمل المشاركة العراقية في فعاليات دورة الالعاب الاسيوية الثامنة عشرة التي أسدلت الستارة على مسرح منافساتها في العاصمة الأندونيسية جاكارتا قبل أيام كانت مخيبة للامال من حيث المستويات والنتائج إلا في إستثناءات محدودة جدا أنحرفت عن مسار الأخفاق وكانت خارج نطاق التوقعات تقريبا، وهي مجسدة في وسام الذهب للرباع البطل صفاء راشد ووسامي الفضة للبطلين الرباع سلوان جاسم ورامي القرص مصطفى داغر مع الأشارة الى ما تحقق من ومضة إيجابية في كرة اليد، مع أن الأوسمة الثلاثة هي من حفظت لنا ماء الوجه قاريا وأحرازنا المركز 27 في الترتيب العام من بين 37 دولة نقشت أسماءها في جدول الأوسمة برغم مشاركة 45 دولة في هذا الأولمبياد القاري والموقع السابع في ترتيب الدول العربية في الاسياد الثامن عشر. وعندما نشير الى تلك الحقيقة الساطعة لا نريد زرع الأحباط في نفوس لاعبي ولاعبات منتخباتنا المشاركة التي ندرك ونعلم جميعا أنها بعيدة تماما عن المستويات الاسيوية، كما هي في حالة انحسار وتراجع واضح وصريح عربيا لأسباب وعوامل عديدة ومعروفة من بينها سوء التخطيط المستقبلي، وضعف القواعد لمعظم الألعاب الفرقية والجماعية، وعدم الأهتمام بمسابقات الفئات العمرية، والجفاف المزمن في منابع المواهب على صعيد الرياضة المدرسية وواقع الرياضة في الأندية، التي تشكل المادة الأولية والركيزة المهمة التي تستند اليها البطولات والمسابقات المحلية، والتي يمكن من خلالها تشكيل المنتخبات الوطنية في مختلف الفعاليات الفرقية والفردية ولكل الأعمار. كذلك وعندما نستحضر تلك الصور الواقعية المؤلمة والملتقطة في ملاعب أندونيسيا نشير الى حقائق مهمة من بينها أننا لم نرسم أمالا وردية ولم نطلق تكهنات عميقة التفاؤل بشأن ما سوف تعود بها المنتخبات العراقية من الاسياد، طالما نمتلك الرؤى والتصورات الميدانية عن واقع تخلفنا عن المستويات الاسيوية من جهة، وحاجتنا الى جهود ليست أعتيادية من أجل تقليص المسافة الشاسعة التي تفصلنا عن ركب التطور الرياضي في القارة الصفراء من جهة ثانية. كما نتمنى على الأخوة في الاتحادات المركزية التي زجت منتخباتها في الاسياد الأخير عدم أختلاق التبريرات البعيدة منطقيا عن الواقع، ورمي أسباب تواضع المستويات ولا أقول النتائج (التي هي أصلا بائسة) على عوامل الضعف في الأعداد وقلة الخبرة وعدم جدوى المعسكرات وضعف الأحتكاك، والى غير ذلك من المسوغات التي وأن كان بعضها واقعيا وموضوعيا لكن علينا في الوقت ذاته الأعتراف بعجزنا عن التخطيط السليم، وأفتقادنا الى الوسائل الناجعة التي تضعنا في المسارات الصحيحة تماما، كأفتقادنا الى ثقافة الإعتذار.. الإعتذار عن عدم المشاركة في محفل أو بطولة أو دورة نعلم مسبقا اننا غير جديرين في التنافس فيها، والإعتذار للناس والجمهور عن فقر النتائج وضعف المستويات والفشل والأخفاق، والتعهد بأعادة النظر في واقعنا والبحث عن أفضل الأساليب وأنجح الوسائل التي تختصر لنا الزمن، وتوفر الأموال وترشيد أنفاقها في خلق قاعدة قوية وأسس راسخة للبناء الصحيح وليس المشاركة لأجل اكتساب الاحتكاك والخبرة، ومعرفة أين نحن وسط الاخرين، وهي كلها شعارات تجميلية لوجه رياضي قبيح، صنعنا ملامحه بأيدينا عن سابق اصرار وعجز صريح في العمل المنتج.
السطر الأخير
** ليس كل من يطلق عليهم رجال, هم رجال, فكلمة الطير تجمع بين الصقر والدجاجة.. وعجبي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat