صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

مطابخ التحالفات
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يقول الفنان والشاعر الإنكليزي جون لينون “عندما كنت صغيراً، كانت والدتي تخبرني دائماً، أن السعادة هي مفتاح الحياة، وعندما ذهبت إلى المدرسة، قاموا بسؤالي: ماذا أريد أن أصبح في المستقبل، فأجبت: أريد أن أكون سعيداً، فقالوا لي: بأنني لم أفهم السؤال بالطريقة الصحيحة، فأجبتهم: بأنهم لم يفهموا الحياة جيداً”.

شعبنا العراقي الذي قاسى الأمرين، من عصور الدكتاتورية والانقلابات والحروب، لم يتبقى له من أمل، سوى أن يشعر بالسعادة، أمنية يتمناها كل شاب وذي شيبة، فقد تأكد من عدم حصوله، على حقوقه التي أقرتها الدساتير، مؤقتة كانت أو دائمة، حيث تُركن تلك الدساتير على الرفوف، كَموادٍ تُزَينُ مطبخ الساسة.

من الطبيعي أن يتعاون أفراد العائلة، على التسوق كُلٌ حسب ما يحب، ولكن من يتحكم بنوع الطعام الأم، والتي قد تأخذ رأي رب العائلة، ويُعد المطبخ مملكة ذات سيادة، لا يجوز لأحد التحكم به، غير ربة البيت التي ترغب أغلب الأحيان؛ تنظيم مملكتها حسب ما تراه مناسباً، على شاكلة التصرفات الدكتاتورية، بينما نرى الأخذ بالآراء والمشورة، من بعض ربات البيوت، وهو أشبه ما يكون بتقبل الآراء الأخرى؛ وهاذين مثالين على أنظمة الحكم السياسي.

اختار المواطنون الذين شاركوا في الانتخابات البرلمانية؛ من يُمَثلهم ولكنهم كمن يتسوق، كمية صغيرة لا تكفي للعائلة، لذا فقد كان الأمر صَعبٌ، على أصحاب الشأن التحالف، لتكوين الكتلة الكبرى، لتلاقي القوائم المشاركة صعوبة، بخلطة البرنامج المختلفة، ليصار إلى تقارب الأفكار أو البرامج، ليخرجوا بتحالف منسجم.

مثل فرنسي يقول” كثرة الطباخين تُفسد الطعام” بينما نَجد أن أغلب ساسة العراق، هم من اللاهثين خلف المناصب، فهم يريدون الطبخ على هواهم، ليُطعموا بقية الساسة حسب رغبتهم، هل سيتمكن طباخو السياسة، من تكوين كتلة منسجمة، تُريح المواطن وتخدم الوطن؟

إن ما يخشاه المواطن، تأخر الوقت المحدد، والعجالة بتقديم ما لا يستسيغه، ليقوم باحتجاجات لأربع سنوات أخرى، يضيع فيها الطبخ والطباخ.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/01



كتابة تعليق لموضوع : مطابخ التحالفات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net