صفحة الكاتب : نجاح بيعي

ما هذه الْغمِيزة .. يا أعضاد المّلة وأنصار الإسلام ؟!. المرجع الأعلى حاسد أم محسود ؟. ( الأخيرة )
نجاح بيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعد أن تعرفنا على الأمور (الأربعة) التي يجب أن تتوفر في مَن يتصدّى للخدمة العامة والتي جاءت في مضمون خطبة (الحسد) الثانية في جمعة 20/7/2018م , نلحظ الخطبة الأولى منها وقد أماطت اللثام عن المفاسد (الكبائر) كاشفة عن قوتها التدميرية , التي باستطاعتها القضاء على (مجتمع) بالكامل . ومُبيّنة قيمة الفرد (الواحد) على المجتمع فيما لو واقع (الكبيرة) :

(نعم المجتمع لا ينهار بين ليلة وضحاها لكن ينهار بشكلٍ تدريجيّ الى أن يصعب بعد ذلك لملمة أطراف المجتمع بشكلٍ تحفظ كيانه) . وهنا تطلق المرجعية العليا تحذيرها لـ(المجتمع) ككل . لإدراكها بأنه بدء يفقد كيانه بشكل يصعب لملمة أطرافه لإعادة الحياة اليه . وتكون قد دقّت ناقوس الخطر علّها تُسمع الجميع وتُسمع مَن به صمم : (عندما يدقّ ناقوس الخطر في كيان الأمّة علينا جميعا ً أن ننتبه) . 
ـ أيّ خطر هذا الذي يُهدد كيان المجتمع بالإنهيار؟. ومَن يقف وراءه ؟. وهل هذا الخطر هذا يرتقى ليصبح صُنو خطر (داعش) في القوة التدميرية بحيث لا تبقي ولا تذر ؟.
ـ إنه خطر الـحـسـد !. 
نعم الحسد . قال الإمام زين العابدين(ع) : (اللهم صلّ على محمد وآله وارزقني سلامة الصدر من الحسد). فالحسد وقرينه التكبر من الكبائر. والحسد يقف أمامه الإنسان مُرتعبا ً خشية أن يهدّم الكثير من كيانه. والحاسد نفسه تغلي وتفور بنار بلا سبب . والحسد هو أن ترى نعمةً عند (زيد) في ـ دين أو دنيا ـ وتتمنّى أن تزول هذه النعمة . الحسد يسلب هذه النعمة وإن أدّى الحال الى ـ القتل . نعم الى القتل !. لأن منشأ الحسد هو (ضعف الثقة بالله تعالى) وعدم حسن الظنّ به تعالى . والأخطر من ذلك كله أن الحسد داءٌ يسري بنا : (وارزقني سلامة الصدر من الحسد). وكلام المعصوم هنا ليس عن فردٍ نادرٍ كأن يكون في الـ(مليون) واحد يحسد . بل العكس لعلّ من كلّ مليون فينا (عشرة) لا يحسدون!.
ـ هل علمتم مَن هُو الحاسد ؟. الذي قد يضطر في نهاية المطاف الى أن يرتكب جريمة القتل؟.
ـ وهل عرفتم مَن هُو المحسود ؟. الذي قد يزخر بنعمة (الدين) أو (الدنيا)؟.
إعلم أن الحاسد والمحسود جبهتين متصارعتين والحرب بينهم سجال منذ بدء الخليقة والى اليوم , وستستمر مسيرتها الى قيام الساعة : (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) . فالحاسد المُتكبّر (إبليس) ومعسكره الى يوم القيامة . والمحسود (محمد) صلى الله عليه وآله و(أهل بيته) عليهم السلام ومَن ينوب عنهم الى يوم القيامة .
ـ تُرى أين يُمكن أن نجد مصداقهما مُجسّدا ً في مجتمعاتنا اليوم؟.
يُجيب على هذا السؤال أيضا ً(يعقوب) هذا الزمان وأقصد به المرجع الأعلى السيد (السيستاني)!. حيث ورد في (الخطبة) الأولى من صلاة جمعة ـ 17شعبان الموافق ليوم 4/5/ 2018م ما مضمونه : أن هناك في المجتمعات ومنذ عهد البشريّة الأولى أمراض كالفساد والإنحراف والرذيلة والباطل. ويقابلها حقّ وصلاح وخير وفضيلة . معسكرين ولابدّ أن تكون بينهم حربٌ طالما تلك الأمور موجودة . والمعركة تُسمى (معركة الإصلاح) . فالحركة الإصلاحية في المجتمع مستمرّة على طول التاريخ . فهي لا تتوقّف ولا تبقى مرهونة بعهد نبيّ أو وصيّ معين . فـ(الله تعالى جعل في كلّ زمان هناك حجّة له في الأرض هو يقود حركة الإصلاح)!.
ـ تُرى مَن هو قائد الحركة الإصلاحية في عصر الغيبة الكبرى اليوم ؟.
ورد في الركن (3) الثالث من خطبة جمعة 4/5/ 2018م : (النبيّ والإمام والعلماء المصلحون الذين جُعلوا حججا ً في الأرض) فالعلماء المصلحون الذين هُم نوّاب الإمام المعصوم (عج) هُم قادة الإصلاح الحقيقيّون في المجتمع اليوم . ويتصفون بالورع والتقوى ويمتلكون (المنهاج الكامل للحياة) . ولا لأظن القيادة الإصلاحية تعدو (المرجعية العليا) في النجف الأشرف ؟. وهي القائلة :(قد عملت على مراقبة حركة المجتمع في جميع مجالاته ، وكانت تلاحق تحوّلاته وتطوّراته ، وتضع دائما ً ومع كلّ ما تشعر أنّه سيهدّد المجتمع تضع برنامجا ً سواءً كان من خلال الفتاوى أو البيانات أو خطب الجمعة ، لإرشاده الى ما فيه صلاحه واستقامته..)!.
ـ بقي أن نتعرف على أهل (الفساد والإنحراف والرذيلة والباطل) اليوم . وهم معسكر الضد النوعي للحركة الإصلاحية على مدى التاريخ . الذين يتصفون بالعمى القلبي والنفسي وهذا ما يجعلهم (يرفضون دعوة الإصلاح .. ويمنعهم من رؤية الحق واتباعه). وهؤلاء لا يتورعون بتوجيه الاتهامات المختلفة  لقادة الإصلاح من الأنبياء والأئمّة والعلماء الصالحين . فهم يرمونهم بالسحر والكهانة مرّة وبالكذب والإفتراء والتسقيط مرات . وهم بارعون باعتماد أدوات للمواجهة ضد الحركة الإصلاحية تتناسب مع مكان وزمان المعركة . فهم يختارون عناوين متنوعة ينفذون من خلالها الى : (عقول وعواطف وقلوب البسطاء من الناس، لكي يحرفوهم ويمنعوهم عن اتّباع قائد الحركة الإصلاحيّة واتّباع منهجه). ورد أيضا ً في ذات الخطبة أن آيات القرآن الكريم قد بيّنت وكذلك يذكر التاريخ أنّ الناس على (3) ثلاث طبقات هي :
ـ الأولى : وهي الطبقة المتنفّذة في المجتمع . بسبب موقعها السياسيّ أو المالي أو الإجتماعي أو الإقتصادي أو الإعلامي وتسلّطت على مختلف شؤون الحياة للناس، وهي الأكثر تمرّدا ً ورفضا ًبسبب استكبارها وخشيتها من فوات مصالحها السياسيّة أو مصالحها الدنيويّة، وأنفتها واستعلائها على الحركة الإصلاحيّة .
ـ الثانية : وهي الطبقة الجاهلة أو غير الواعية . التي ليس لديها الوعي الكافي أو النضج الكافي بالحركة الإصلاحيّة . وهؤلاء ينساقون ويسيرون وينعقون خلف كلّ ناعق , خصوصا ًمع وجود الوسائل الإعلاميّة القادرة على التضليل والتجهيل .
ـ الثالثة : وهي الطبقة التي تتحكّم بها الأهواء والشهوات والأمزجة الشخصيّة . التي تسير خلف نزعاتها القوميّة أو العشائرية ، أو التي تكون أسيرةً لفكرها في الماضي ولا تقبل أيّ نقاش في هذا الإرث .
ـ إذن فالذين وجهوا سهام الإساءة الى قائدة الإصلاح (المرجعية العليا) هم الطبقات الثلاث أعلاه مُجتمعة . ومصداقها الأمثل (المجتمع) بعنوانه الواسع بحيث يشمل الجميع بلا استثناء إلا طبقة واحدة هي : (الطبقة المؤمنة والواعية) الملتزمة والمُتبعة والمُنقادة لقائد الإصلاح . عدم الإستثناء يجعل الجميع في دائرة الإتهام في توجيه الإساءة إليها الى حدّ القتل. وبالخصوص الطبقة المتنفذة (ومنها السياسية) بكافة قواها الإسلامية والعلمانية والقومية والوطنية وغيرها . والعتب هنا كل العتب على مَن رفع الإيمان شعارا ً والإسلام دثارا ً .
وإذا كانت بنت نبيّ الإصلاح الأعظم سيدتنا (فاطمة الزهراء ـ ع) قد قالت عندما رمت بطرفها نحو الأنصار عاتبة بقولها : (يا معشر النقيبة وأعضاد الملّة وأنصار الإسلام ما هذه الغميزة في حقي والسِّنةُ عن ظلامتي ..) فإن المرجع الأعلى السيد (السيستاني) سيجري على لسانه ويقول لـ(الناس ـ المجتمع) ما قالته ( الزهراء ـ ع) حينما التفتت الى الناس حينها : (معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل المغضية على الفعل القبيح الخاسر (أفلا تتدبّرون القرآن أم على قلوبهم أقفالها)؟ كلاّ ـ بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم ، فأخذ بسمعكم وأبصاركم ولبئس ما تأوّلتم وساء ما به أشرتم وشرّ ما منه اغتصبتم ! لتجدنّ والله محمله ثقيلا ً وغبّه وبيلا ً إذا كشف لكم الغطاء وبان ما وراءه الضراء (وبدا لكم من ربّكم ما لم تكونوا تحتسبون) و(خسر هنالك المبطلون) .
ـ انتهى .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجاح بيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/28



كتابة تعليق لموضوع : ما هذه الْغمِيزة .. يا أعضاد المّلة وأنصار الإسلام ؟!. المرجع الأعلى حاسد أم محسود ؟. ( الأخيرة )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net