صفحة الكاتب : جنان الهلالي

ذكرى سقوط الباستيل -تلوح في سماء البصرة
جنان الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نهاية الطغاة تبدأ من الصرخة الأولى للمظلومين -
ومظاهرة أهل البصرة ..التي أُُطلق عليها (ثورة الجياع ) مظاهرة عفوية للمطالبة بحقوقهم المشروعة الا وهي الماء ،والكهرباء ، والبطالة
فلأهداف لكل الثورات تنبع من منطلق واحد الا هو ظلم
الحكام وفسادهم وسوء الأحوال المعاشية للفرد .

لطالما خرج المواطنون بمظاهرات سلمية بانين عليها آمال لتحقيق مطالبهم في يوما ما ، وخاصة محافظة البصرة ، المنتجة 80%من نفط العراق والتي تعاني من تَردي الخدمات وخاصة الكهرباء وَعدم َتوفر الماء العذب للشُرب ، وأعداد الشَباب الكثيرة العاطلة عن العمل .
مطالب َمشروعة ،وَخدمات مَسروقة ، وكثرة الأمراض وعدم توفر العلاجات وغلاء أسعار الادوية ، وبطالة  مَقيته ..هَدمت  آمال الشباب في الحياة ، وَقتلت فيهم روح المواطنة الحقة ،فأغلبية المتظاهرين هم فئة الشباب الذين يطالبون بفرص عمل لكي يوفروا لعوائلهم
لقمةُ العيش .

-أوجه التشابه بين ثورة الجياع الفرنسية - وثورة اهل البصرة .

لقدعرف التآريخ ثورات عظيمة تركت آثرا عظيماً في ش١ض التآريخ البشري ، وأحدثت تغيراً لدى شعوبها وحققت أهدافها ، على نقيضِ  ثورات الربيع العربي التي انتهت بلفشل ومن السيء الى الأسوء ،
جاءت بحكوماتٍ هشة  َوشتت نسيج الشعب ، وفرقتهُ
بتعدد الاحزاب ،
اذ كان  اندلاعُ فكر ( الأنوار) في القرن الثامن عشر ، والتاسع عشر قد غَزى الأمم الأوربية ، من فرنسا إلى إنجلترا ثم روسيا .
وقد حول  "فكر " الأنوار فكر اوربا كله ، وغير طريقة تفكيرها لِتشتعل في أجساد الأوربين نارَ الغضب على الوضع  المُزري الذي كانوا يعيشون تحت وطأتهِ ،فخرجوا في انتفاظات غيرت مجرى التآريخ .
وكانت الثورة الفرنسية مثالاً لتلك الثورات ،وبدات ترسمُ طريقاً جديداً للبشرية .
ومن أسباب الثورة الفرنسية :  الفقر ،و الامراض ولأوبئة الخطيرة التي كانت  تنهش  فرنسا .. والحاشية الباذخة تستمتع بحياة الرفاهية في قصر" فرساي ' ،بين الأقطاع والكنيسة ورجال الدين الذين يسيطرون على كل شيء .
وفي يوم 14من يونيو/ حزيران سنة 1789 بدأت ثورة دموية غيرت التآريخ برمته ، ولكن من رحم التخبط ولدت جمهورية فرنسا وموجة من آلتغير الديمقراطي
أجتاحت العالم دون أستثناء ، وكانت هذه الثورة مرحلة
حُتمت على الشعب الفرنسي المرور منها لبزوغ فجر جديد ،ورغم مرور سنين طويلة على تلك الثورة والتجربة التي عاشها الشعب الفرنسي نسجت خيوط
وحدت الشعب الفرنسي فهم يعيشون بسلام وحرية حتى هذه اللحظة .

هل ستحقق ثورة الفقراء أهدافها ..؟

بين الحين والآخر يشهد الشارع حراك وتظاهر جماهيري ،للتنديد بالمفسدين ، وتلبية مطالبهم  ، ولكن سرعان ما تخفق هذه المظاهرات وتنتهي بأفول الغروب
ليرجع كل متظاهر الى بيته يُجر بأذيال الخيبة لعدم تلبية تلك المطالب التي خرج مطالباً لها وتحمل أعباء مسؤليتها ، وقد يتعرض بعضهم للأعتداء او يزج بهم في السجون ، او حتى يدفع ثمن حياته في سبيلها !
السبب الاول : عدم ايجاد حلول جذرية للمشكلة ، من قبل الحكومة ، وتهميش طلبات المتظاهرين .
السبب الثاني :
  تطور المظاهرات وخروجها من السلمية الى
الفوضوية ، قد يكون السبب الرئيسي في فشلها ، التخريب ، والتعرض الى الممتلكات العامة ودوائر الدولة
يؤدي الى تدخل القوات الامنية المكلفة لحمايتها ، وهذا يتسبب بمواجهة مع المتظاهرين ، التجارب المريرة التي
لازلنا نعاني منها والى يومنا هذا ،بسبب تخريب ممتلكات البلد   وبعد سقوط النظام وخاصة محطات توليد الطاقة الكهربائية والدوائر الخدمية الأخرى نعاني من عدم اعمارها حتى هذا اليوم ، فلممتلكات العامة  والتي هي بلأساس هي ممتلكات المواطن ، أنشأت لخدمة الصالح العام ، ولكن عدم ادراك بعض المتظاهرين بهذا الأمر وحماسة بعض المتظاهرين سبب الأعتداء على تلك الممتلكات .وهذه الاعمال التخريبية تؤدي الى موت أهداف المظاهرة ومطالبها المشروعة قبل تحقيقها.
نحن نريد ان نبني ولانهدم ، و مع حق  التظاهر السلمي والمطالبة بلتغير  ونصرة شباب العراق المظلوم ، ولكن مع الحفاظ على بيت العراقين ، ونحافظ على وحدة نسيج البلد ، الحرس الأمني، ومنتسبو الأمن الداخلي ابنائنا وأفراد القوات المسلحة ايضا ابنائنا .
واجبهم حماية الممتلكات العامة ودوائر الدولة والحفاظ عليها لذلك كان من المفروض عدم التصادم مع تلك القوات .
لذلك  التظاهر السلمي المنسق  وعدم انجرار  جميع الأطراف الى العنف يحقق أهداف المتظاهرين .
بلأضافة الى الحرص ،من المندسين الذين يصطادون في الماء العكر  ،

أن الله زرع في قلب كل أنسان رغبة في ان يعيش حراً، وحينما يتحطم هذا الحس بواسطة طغيان مضى لعقود لسوف ينهض مرة اخرى .
لذلك يجب ان نجد حلول جذرية  وليست ترقيعية
منذ السقوط وحتى يومنا هذا ..حكومة تتبع تولي حكومة ..لم يشهد خلالها اي تقدم سواء في الخدمات اوتحسين الحالة المعشية للمواطن اوفي مجال توفير الكهرباء اوالماء .
الحقيقة أثبتت كل الحكومات  التي تولت دفة الحكم بعد السقوط فشلها في حل جميع الازمات التي مرت على البلد سواء الخدمية منها أو السياسية ،فأصبح تفشي الفساد في كل الوزارات و دوائر الدولة .
وأصبح كل عراقي يدرك ..  ان الحل الوحيد لحل هذه المشاكل هو أيجاد الحلول الجدية والشروع بتنفيذها، ومحاسبة المفسدين الذين كانوا السبب في هدر المال العام ،لان الحلول الوقتية لم تعد مجدية الشارع العراقي لم يبقى على سابق عهدهم فالشعب اصبح مدركاً أن السياسين والاحزاب هم السراق للبلد، تلك الوجوه التي تسببت بثقل وأعباء الحياة المريرة للعراقين،  وان خمدت اليوم نيران المتظاهرين   ، قد ينفجر بركان من الغضب الذي لانهاية له ، 
وأختم بقول للأمام علي عليه السلام اذ يقول: ( أحذر صولة الكريم اذا جاع واللئيم اذا شبع ) .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جنان الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/18



كتابة تعليق لموضوع : ذكرى سقوط الباستيل -تلوح في سماء البصرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net