صفحة الكاتب : د . فاطمة عبد الغفار العزاوي

حوار مع المفكر الاسلامي سعيد العذاري
د . فاطمة عبد الغفار العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قطع يد السارق رحمة ام جريمة ؟

د.فاطمة عبد الغفار العزاوي
بداية رفض السيد العذاري مخاطبته بالمفكر الاسلامي وعلق قائلا انها منزلة لست اهلا لها ليس تواضعا مني بل هي الحقيقة وقال ايضا انا مجرد كاتب ومؤلف اما المفكر فهو من امثال الشهيد محمد باقر الصدر وعشرات المفكرين
وهذه جملة من اسئلة الحوار نقلتها نصا مع اجوبتها ارج وان تروق لكم
  السؤال الاول :كثرت الاشكالات حول عقوبة السارق بقطع يده في القانون الاسلامي فعدت من العقوبات القاسية بل اعتبرها الكثير جريمة ، فما هو رايكم سيدنا ؟
سعيد العذاري : لايصح النظر الى هذه العقوبة بمفردها وانما ينظر اليها كجزء من نظام كامل شامل للحياة يشرف على دولة نموذجية تستند الى الاسلام  في جميع مجالاتها ، اما النظر اليها في ظل دولة غير دينية فتعتبر جريمة وانا مؤيد لهذه النظرة
السؤال الثاني : هل هذا يعني انك تؤيد هذا الاشكال ؟    
سعيد العذاري : نعم أوأيده اذا كانت الحكومة غير دينية او غير مهتمة برفع المستوى المعاشي للمواطنين  وعدم عدالتها في التوزيع وعدم السعي لرفاهية مواطنيها 
  السؤال الثالث : ماهي خصائص الحكومة الدينية التي لاتكون عقوبة قطع اليد فيها جريمة ؟ راجية ان يكون الجواب مفصلا .
سعيد العذاري :
اولا: الاسلام هو دستور وقانون الدولة في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتربوية وباقي المجالات 
ثانيا :اشراف الأعلم والأوعى والأكفأ والانزه والاكثر اخلاصا وتضحية وصدقا وزهدا على جميع مرافق الحكومة 
ثالثا: اختيار الواعين الاكفاء واصحاب النزاهة في المواقع السياسية وسائر مرافق الدولة 
رابعا: اعتبار الدستور والقانون فوق الجميع 
خامسا: العلاقة بين الزعيم والمواطنين علاقة خادم بمخدوميه فهو خادمهم وليس له امتياز عليهم الا بقدر خدمته لهم 
سادسا: قيام الحكومة بواجباتها واهمها : 
الاول تربية المواطنين تربية روحية توجههم نحو المصلحة العامة ومراعاة حقوق بعضهم البعض وخلق روح الايثار والاحسان والتراحم والشعور بالاخوة والتعاون والتكافل الاجتماعي 
الثاني: تحقيق العدالة والمساواة بين الحاكم والمواطنين واحلال الرفاهية المادية والمعنوية للجميع
الثالث: صرف رواتب للمواطنين منذ الولادة وحتى االوفاة مع توفير عمل للقادرين عليه 
الرابع: اشباع حاجات المواطنين الذين لا عمل لهم او العاملين ولكن مواردهم لا تكفيهم 
الخامس: مجانية الخدمات الماء والكهرباء والطب والتعليم مع مراعاة الاقتصاد في الاستهلاك 
السادس: تخصيص منزل مجاني لكل متزوج 
السابع: تقديم قروض بعيدة المدى في التسديد لمن يريد شراء بيت اكبر من بيت الدولة المجاني 
الثامن: القيام بتزويج العزاب وتحمل الدولة جميع النفقات من مهور معقولة ومن اثاث منزلية وراس مال لمدة ستة اشهر او سنة 
 
الثاني عشر: تدخل الدولة لمنع الثراء الفاحش وفرض ضرائب اضافية على الراسماليين الكبار
السؤال الرابع : ماذا لو قصرت الدولة او بعض موظفيها في واجباتها تجاه المواطنين ؟
سعيد العذاري : اذا قصرت الدولة في حقوق المواطنين لايحق لها قطع يد السارق .
السؤال الرابع : لوفرضنا ان الدولة وفرت كل شئ بحيث لم يبق محتاج او فقير وحدث ظرف استثنائي بان اضاع المواطن امواله او تعرضت لتلف او حريق فاصبح مفلسا فاضطر للسرقة فما هو حكمه.؟
سعيد العذاري : هناك وزارة او مؤسسة او مصارف حكومية تتبنى معالجة مثل هذه الامور فيمكنه مراجعتها 
  السؤال الخامس : ماذا لو اهملت هذه المؤسسات طلب المواطن او تاخر علاج ازمته المالية؟
سعيد العذاري : انا اتحدث عن دولة عادلة ترعى مواطنيها وعن مواطنين تربوا على التكافل الاقتصادي والايثار والاحسان وعمل الخير ولديهم جمعيات خيرية منتشرة في مختلف المدن ، ففي مثل هذه الاجواء لايبقى مبرر للسرقة ، فيمكن للمحتاج ان يقترض ليسدد قرضه عند الحصول على راتبه الشهري او عند تعويض الدولة له ؛ مع فرض ان الخدمات تقدم مجانا كالعلاج والدواء والتعليم وتكون الاسعار للمواد الغذائية والكمالية زهيدة جدا .
السؤال السادس : ما ذا لو كانت حاجته انية وعاجلة فاضطر للسرقة ؟
سعيد العذاري : يقدم السارق للقضاء فيدرس القاضي قضيته بدقة من حيث حاجته وظروفه ووضعه اثناء السرقة فاذا كان مضطرا فلا يحكم عليه بقطع اليد وانما هناك عقوبات اخرى يقدرها القاضي للحيلولة دون تكرار السرقة لأنها اعتداء على اموال الناس  مهما كانت المبررات .
السؤال السابع : ارجو من سماحة السيد ان يبين لنا الضوابط في قطع يد السارق 
سعيد العذاري : اهم ضابط هو عدم الحاجة وعدم وجود مبرر للسرقة ؛ وبمعنى اخر ان السارق تقطع يده في حالة كونه معتديا على اموال الناس عن سبق اصرار او اعتياد على الاعتداء لمرض نفسي او دافع غير دافع الحاجة.
السؤال الثامن : هل يسرق غير المحتاج او غير المضطر ؟
سعيد العذاري : نعم هناك راسماليون كبار وهم مبتلون بهذا المرض حبا بالمال وعدم القناعة فنراهم يشكلون عصابات للسرقة او النصب والاحتيال مع امتلاكهم للملايين او المليارات .
السؤال التاسع : هل عقوبة قطع اليد رادعة وهل ترى انها غير قاسية ؟
سعيد العذاري : في ظل دولة عادلة لم تقصر في حقوق المواطنين وتتبع سياسة اقتصادية ناجحة بحيث لايبقى محتاج او فقير فهنا تكون عقوبة قطع اليد رحمة للمواطنين وللمجتمع تردعهم عن السرقة وتشعر الناس بالأمن والأمان والاطمئنان على حراسة وصيانة اموالهم ، ولايبقى تفكير بالسرقة حينما تكون عقوبة قطع اليد ماثلة امام نظر المواطن .
السؤال العاشر: الا ترى ان ماتتحدث عنه حالة مثالية طوباوية بعيدة عن التحقيق في الواقع ؟
سعيد العذاري : انا اتحدث عن نظرية بغض النظر عن وجودها في الواقع او تحققها فيه ، واتحدث عن رفع الشبهات المثارة حول الاسلام من قبل اناس اخذوا الظاهرة بمعزل عن ظروفها المحيطة بها ، ومن جهة اخرى اني في معرض الاجوبة على اسئلتك التي تقدمت بها
السؤال الحادي العاشر: ان قطع يد السارق كان معمولا بها في القرون الاولى من حكم الاسلام وان كانت الدولة لم توفر جميع حاجات الناس 
سعيد العذاري : كانت العقوبة محدودة جدا ففي عهد رسول الله (ص) حدثت حالة واحدة وكذلك في عهد الامام علي (ع) وبعض العهود لان السرقة كانت محدودة جدا بسبب روح التكافل بين المسلمين وتاثير القيم الاسلامية على سلوكهم 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاطمة عبد الغفار العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/08



كتابة تعليق لموضوع : حوار مع المفكر الاسلامي سعيد العذاري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net