صفحة الكاتب : ابراهيم الحبيب

أنجلينا وأم جبار
ابراهيم الحبيب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أم جبار امرأة عراقية ثكلى، ربما لا تتمتع بأناقةِ ولباقة، فقد رسم الزمن على وجهها وعيناها الشاحبتين تجاعيد وهموم تحمل كل منها قصة وحكاية، فهي مِن بلد تحج إليه الحروب كل حين.
في عصر كل يوم، تجلس على عتبة بيتها المتهالك في منطقتهم العشوائية، والهموم أنستها معاناة وقسوة الشتاء البارد وحرارة الصيف اللاهب.
تنقل حبات المسبحة بين يديها، وتضرب أخماس في أسداس، يجول في خاطرها سؤال بريء تقول : لو كان لي ثروة مالية طائلة كثروة انجلينا جولي، وأذهب إلى نينوى ومعي كاميرات ترى هل يمتدحني الشعب العراقي الذي نسي ما قدمتهُ للموصل والعراق من دماء !
أم جبار الفقيرة بإمكانيتها وغنية بعطائها لم يرحمها احد، فالوطن الذي قدمت له أغلى ما تملك، ثلاثة من فلذت كبدها، للدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات لم يمنحها شبراً تسكنُ فيه، لتبقى تصارع في الأحياء العشوائية المبنية من الصفيح فوق آبار النفط، بعد أن استشهد أولادها على ارض هذا الوطن الذي طمع فيها الاستعمار على مر العصور لما فيه من ثروات وخيرات.
خلفوا لها تركة ثقيلة أثقلت من كاهلها فهي معيلة لتسعة أيتام، ابنها الأكبر استشهد عام 2003 اثر مواجهات لمقارعة الاحتلال الأمريكي، وابنها الثاني لازال ثراه المفقود في سبايكر لم يوارى، وأما آخر العنقود ومدللها فقد روت دمائه الزكية ارض نينوى. 
ما يؤلم أم جبار والآلاف من أمثالها، لماذا لم يتذكرها مدونو الفيس بوك ولم يتعاطف معها البعض من الشارع العراقي بقدر ما تعاطف مع سفيرة النوايا الحسنة في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، انجلينا جولي التي زارت المدينة القديمة في نينوى قبل أيام وأحدثت ضجة عارمة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابراهيم الحبيب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/03



كتابة تعليق لموضوع : أنجلينا وأم جبار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net