صفحة الكاتب : كاظم جابر الموسوي

ثورة بركان ألم .. وهل للآلامنا من نهاية ؟
كاظم جابر الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كم يحز في نفسي ويؤلمني أن يظل (العراقي) الحبيب تحت هيمنة العابثين وأيادي المخربين وسلطة وسطوة الفاسدين, كم يوجعني أن تظل دماء الأبرياء تُسفك, وأرواحهم تُزهق, وأجسادهم تُمزق, كم يؤلمني أن يُحيل (عبيد) الدرهم والدينار محافظاتنا ومدننا إلى مرتع خصب لللإرهاب والفوضى والعبثية, وساحة لتصفية الحسابات والثارات دون أن يحكمهم قانون أو يصدهم دستور أو يردعهم ضمير أو إنسانية..
يؤلمني جداً, بل ويبكيني أن نبحث عن الأمن والأمان والسكينة والطمأنينة ولانجدها, ونحن من دحر داعش وبددهم ودمرهم ونكلهم, نحن من أذقناهم مُر الكؤوس وطعم العلقم, وعلمناهم أن (العراق) إرضاً وشعبا ومقدسات ليس لقمة (سائغة) أو طيراً يؤكل لحمه, وأننا لا نقبل بين جنباتنا فاسد او ارهابي أو متسلط, وأننا نلفظ من مدننا ومحافظاتنا وأحشائنا كل دخيل مستبد مستعمر..
يؤسفني أن نبحث عن الرقي والإزدهار والتطور ولانجده ونحن من صنع المجد, ونحن من نسج خيوط فجر الحرية لدولة كانت على شفير الهلاك وحافة الضياع, وعلى أعتاب حرب مذهبية طائفية, صدّرها إلينا أحفاد (ال سعود وال اتاتورك وال ثاني وال حمد ) وعبيدهم, ليغدوا البلد إحدى محمياتهم الحيوانية, ومتنفساتهم الشيطانية..
يحزنني أن ندافع عن دولة وحكومة وهوية ووطن ونفديها بدمائنا وأرواحنا وأغلى ما نملك ونذود عنها بكل ما أوتينا من قوة ثم تتنكر لنا, وتُعرض عنا, ولا تسعى لصلاحنا أو إصلاح أحوالنا ومدننا ومحافظاتنا, بل نُقتل وهي تنظر إلينا, ونجوع وهي تأكل حد التخمة, ونتألم وهي ترقص طرباً على أناتنا, وتنتشي فرحاً على وقع آهاتنا..
يقتلني أن تدير الدولة التي كانت بلا ( إشرعة ) وحكومتها لنا ظهرها, وتتجه صوب مدنا أخرى لتُصلح فيها ما أفسد العطار, وما دمرت الحرب, وتتركنا نحن نتخبط ونصارع الفوضى, ونبحث عن أنفسنا في (معمعة) ذلك الخراب الذي خلفته حربهم المفتعلة والتي واجهناها بصدورنا (العارية) , دون أن ننتظر مقابل أو ثمن..
يؤسفني أن يتناسى السياسيون تلك الدماء الزكية الطاهرة التي سُفكت من أجل أن نحيى بأمن وأمان, ونعيش بكرامة وحرية, ويتجهون للبحث عن مصالحهم وغاياتهم وأهدافهم ودولارات بائسة هزيلة (لاتسمن ولاتغني من جوع), ويبيعون مبادئهم إن كان لهم (مبادئ) وأخلاق ووطنيتهم وهويتهم في سوق (النخاسة) وبثمنٍ بخسٍ وعرضٍ من الدنيا قليل..
يوجعني قهر الرجال من أفعال (أشباه) الرجال, وممن يمتطون (صهوة) النصر ويسرقون أمجاد الشرفاء, ويصنعون لأنفسهم نصرٌ زائف وامجادٍ هلامية, ومكانةٍ لم يكونوا ليصلوا إليها لولا تلك الدماء التي صدقت في جهادها وحربها ودفاعها, لا لشيء ولكن لانها خرجت لله أولاً ثم لتذود عن أرضها وعرضها, وليس ليأتي أشباه الرجال فيسرحون ويمرحون بعد أن فرش لهم الأبطال الأرض وروداً..

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كاظم جابر الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/19


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • اللوكي والسياسي  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : ثورة بركان ألم .. وهل للآلامنا من نهاية ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net