اللقاء الصحفي مع الكاتب أحمد سليمان العمري
نادر حرب

الكاتب أحمد سليمان العمري يتحدث لـ "شيحان":
المرأة تدفع الثمن أكثر منه في الغرب
البيوت معظمها معتقلات مشرعة أبوابها
 
حاوره – نادر حرب
 
1. من هو أحمد سليمان العمري؟
كنت ممزقاً بين الشرق والغرب, بين حجاب أمي وحانت لا أدخلها حتى أؤمن بقدسية النبيذ, واليوم آل إلى تكامل وانسجام وكثير اللين والتفهم بين حرية الغرب وتعصب الشرق.
2. بعد غربة طويلة عن أرض الوطن, هل يرجعك الحنين لأيام الصبا وذكريات الماضي؟
بالتأكيد, رغم أن المدنية والتطور والترهل في المجتمع يلعب دوراً فعلاً ليبخر أحلام الماضي والذكريات.
3. بمن تأثر أحمد العمري في حياته؟
على الصعيد العام تأثرت كثيراً بشخصية أمي, في رقتها وتأثرها بالكلمة ومدى تأثر الآخرين بهدوئها الصارخ. أما على الصعيد الأدبي, فإن (تومس مان) روائي القرن العشرين و(يوهانس شلاف) المسرحي الكبير و(كنزالك) وتوظيفه المعرفة في رواياته, هؤلاء كان لهم الحظ الأوفر من جزيل اهتمامي. بشكل عام تأثرت في الرواية الغربية وتحديداً الأدب الألماني بصورة أكبر, وهناك من تأثرت بهم في طريقة سردهم في السير والتاريخ أمثال الطبري أو أعلام الأدب العربي أمثال ابن عبد ربه الأندلسي. 
4. ما أشهر أعمالك السابقة؟ وما الذي تريد أن تقدمه من خلال أعمالك بشكل عام؟
قد أعجز عن تحديد عمل معين أدعي أنه أفضل أعمالي, أنا أحب كل أعمالي وكأنهم أولادي المدللين, وهم فعلاً كذلك بالنسبة لي, حيث أني لم أعرف حتى اليوم شعور الأبوة إلا مع كتبي, لكن هناك كتابين أعتقد أن الجمهور هم من صوتوا بقيمة تينك الكتب (لأني عربي) و (الرحيق المختوم لمن بحث عن الجواب المكنون).أما الذي أحاول طرحه من خلال كتبي الموضوعية أو الروائية منها, فهي الحقيقة وفكر واعٍ لما يدور حولنا والنظر في الكواليس بدل العنوانين الكبيرة في الصحف الرسمية.
5. استوقفني عنوان روايتك الجديدة (أوديستي) فماذا يعني عنوان روايتك؟
   أوديسيوس الأسطورة, الملحمة, المعاناة, حاكها هوميروس في المائة والسابعة قبل الميلاد... أوديسيوس ملك جزيرة إيتاكا, أحد ملوك اليونان الذين ساهموا بإسقاط طروادة, وصاحب فكرة الحصان, حصان طروادة.
   ترك أوديسيوس طروادة بالنار والجمار منتصرا مع جنوده, ركب البحر ينوي جزيرته, مملكته, بينولوبه... زوجته, لم تكن طريقه سهلة ميسرة, لا بل كلها عقبات ومعاناة, استمر في ضياعه ومعاناته عشرة سنون وهي نفس المدة التي قضاها في حصار طروادة, بسبب غضب الإله بوسايدن عليه لأنه فقأ عين ولده... صار أوديسيوس واسمه رمزا لكل معاناة طويلة حتى أن الشعوب اشتقت من اسمه الأوديسة أو الأوديسية كاسم لكل معاناة... وهذه هي معاناتي... أوديستي.
6. لمحة عن الرواية؟
لقد جسدت الرواية في شخصيتيّ جناح وبغداد الحبيبين المتفانيين واللذان تنازلا عن حبهم الكبير أمام أول أزمة واجهت علاقتهم الفتية. ولقد أسقطت الضوء على المعاناة العراقية وقتل العراقيين اليومي من خلال الحوار بين جناح وبغداد. 
7. هل ترى أن روايتك (أوديستي) سوف تحاكي المجتمع العربي في ضل هذه التداعيات الأخيرة في دولنا العربية؟
أوديستي ليست عملاً موضوعياً مراً, لا بل خطاباً روحياً يحاور من ضاعوا أو أضاعوا حسهم على قارعة ضجيج الحياة وصخبها, فهي تارة تهمس في أذن من تغّرب حسه عنه وتذكره بأنه ما زال حياً, وتُخرج أصحاب الحس المرهف في فسحة حتى لو كانت مدة قراءتها وساعة ما بعد قراءتها. الرواية تقدم حرية مطلقة في وقت تقدم الحريات بما يتوافق مع ما يرضاه ويسمح به سيادة الرئيس ونواب البرلمان.      
8. بغداد بطلة روايتك, هل تحاكي في مضمونها حالة بغداد المدينة في الأمس واليوم؟
لقد قدمت بغداد الحبيبة على أنها الوجع العربي العراقي, كون بغداد صدر الحضارة وأول عاصمة عربية سقطت في أيدي الغرب ودمرت على مرأى من زعماء حكوماتنا, اليوم قتلوا أشد من موسوليني, فكانت نهايتهم كالتي كانت مقررة لشعوبهم طوال سنين حكمهم واضطهادهم. 
9. جناح بطل روايتك هل اقترب في واقعه وحياته وطموحه في الرواية من واقع الشاب العربي ومعاناته الآن؟
جناح هو المثال لشّاب العربي الباحث عن مستقبل أحبط في بلده, فلم يتوانى لحظة في الأخذ من الفرصة الأولى المتاحة له للهروب لبلد لا تقدم الحرية كأنها هدية الرئيس, لا بل تولد معه. 
10. ماذا تقول عن دور المرأة في عملك؟ وهل ترى بأن المجتمع الحقيقي ينصف المرأة ويعطيها فرصة ثانية في المجتمع العربي؟
المرأة بشكل عام تقدم الكثير وتأخذ القليل في كل المجتمعات, أما في مجتمعنا العربي فالمرأة تدفع الثمن أكثر منه في الغرب, وهذا لفهم الكثير الدين فهماً خاطئاً, أو عله يقدم بهذه الصبغة ليخدم مجتمعاً ذكرياً مثل مجتمعنا, وهذا رغم أراء كثير المثقفين العرب في ظاهرهم, أما الحقيقة فأن بيوتهم أو على الأقل معظمها معتقلات لا تقل عن السجون المشرعة أبوابها, ويرفض محكوميه الخروج منه لعلمهم بأن الشارع أقسى.
11. خلال التطورات السريعة والتقنيات التكنولوجية الحديثة وارتفاع سقف الحريات لدينا, أين أصبح الكتاب الآن؟ وهل أثر هذا على وعي قارئنا العربي وخصوصا الأردني وكيف؟
قلة القلة اليوم هم من يقتنوا الكتاب أو يحترموه, نحن في زمن كثر استخدام التقنية وآسف على السواد الأعظم من مستخدميه, حيث أن وصول التقنية الحديثة إلينا لم في وقت ما تساوت مع تطور الأفكار عند مستخدميه, فوقع خلل أدى في النهاية عند الكثير إلى رجعية بدل النقلة الحضارية.  
13. ما هي تطلعات أحمد العمري المستقبلية؟
أملي الوحيد أن تصل الكلمة الحرة إلى الأحرار, حينها سأرقد هنيئاً لأني أعي تماماً بان التغيير قد حصل وآن لنا أن نكون أمة تستحق أن تقدم نفسها بكل فخر وعز... فقط وقتها.
14. كلمة أخيرة تقولها لكل من سيقرأ الرواية.
أنصفوا أنفسكم حتى ينصفكم الآخرون.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نادر حرب

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/11



كتابة تعليق لموضوع : اللقاء الصحفي مع الكاتب أحمد سليمان العمري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net