*كنا نأمل أن تكون مواجهة الزوراء والشرطة في دوري الكرة قبل أيام ليست مجرد مباراة قمة أعتدنا ترقبها والتمتع بما تجود به أقدام ورؤوس اللاعبين من فنون ولمحات كروية بديعة منسجمة ومكانة الناديين الكبيرين في المواجهات المعتادة بينهما، حتى مع إختلاف كل شيء في الزمن الحالي عن ذاك الزمن عندما كانت المباريات التي تجمع بين فرق المقدمة الجماهيرية ومنها الشرطة والزوراء بمثابة أحدى النهائيات المبكرة لكل مسابقة أو بطولة يتبارى فيها فريقان جماهيريان من هذا الطراز, ناهيك عن خصوصية كل قمة تجمع القطبين العريقين وهما يتمتعان بأكبر مظلة جماهيرية بين الأندية الأخرى. وعندما أقول إن أحدى القمم الكروية في المسابقة الممتازة التي تجسدت بمواجهة الزوراء والشرطة كنا نتمناها ليست مجرد مباراة على قدر من الأهمية في حسابات الصراع على لقب الدوري فقط، بل وكان التمني أن تكون مواجهة في غاية الإستثنائية بالنظر لما يحتضنه الفريقان من نجوم أستنزفوا خزانتي المال في الناديين العريقين وهي أستثنائية كنا نريدها في الأداء والمستوى الفني الرفيع الذي يؤكد جدارة كل منهما في التنافس على كأس الدوري، وينسجم مع مكانتهما وتاريخهما وجماهيريتهما، وليس أن يسدد الفريقان ضربة في صميم الجمهور الكبير الذي أفترش مدرجات ملعب الشعب الدولي وخرج بخيبة أمل ومرارة صريحة، نتيجة المستوى المتواضع والأداء المخيب للاعبين، الذين لم يتميز منهم أحد ربما بأستثناء الحارس محمد حميد في بعض المرات، في الوقت الذي غاب أي دور لبقية النجوم مع غياب يكاد يكون كاملا للمعالجات الفنية والتكتيكية للمدربين، مع أننا في الربع الأخير من المسافة المتبقية على بلوغ قطار الدوري المحطة الأخيرة التي يفترض أن يكون فيها الفريقان في قمة مستواهما الفني والبدني، مع أنني شخصيا لم أفاجأ بهذا التواضع الصريح في المستوى لعوامل وأسباب عديدة، حتى وأن هاجس التخوف يشكل تحديا كبيرا للاعبين في ظل الحساسية التي غالبا ما تغلف إطار مباراة الغريمين الكبيرين، مع أن المنطق يوجب ضرورة سعي كل منهما لإدراك الفوز من أجل التقدم خطوة متقدمة نحو اللقب ومنافسات الدوري بلغت عنق السخونة، والفرق المتنافسة لا خيار تجده أمامها إلا الأنتصار من أجل بلوغ الهدف سيما إن الشرطة بعد إستعادة أنفاسه كان مطالبا بالإنتصار حتى يبقي اماله قائمة, بينما الزوراء الواثق الخطوات شاطر الشرطة نظريا طموح الفوز كي يقترب أكثر فأكثر من اللقب وهو يخطف الفوز بعد الاخر. وبرغم أن هذه الحسابات والأجواء المشحونة كان الجمهور الكبير الذي غطى مساحة مدرجات ملعبنا الدولي الأثير قد شكل لوحة باهرة جسدت من جديد الصورة الحلوة والإنطباعات الرائعة المحفورة في الذاكرة عن أصالة هذا الجمهور وعشقه الجنوني للمدورة الساحرة, وحرصه على تشجيع اللمحات الحلوة برغم غيابها في تلك المباراة, فرسم معزوفة وفاء وحب للفريقين الكبيرين, فشكرا جمهورنا الكبير بكل شيء, وتحديدا جمهور الشرطة والزوراء الذي كان الأستثناء الوحيد في منطق الجمال في تلك المواجهة الكبيرة أسما والفقيرة فنيا في المضمون بكل أسف. شكرا لحكمنا الدولي واثق محمد ورفاقه برغم بعض الهفوات في إجتهاد متوقع الحضور في هذا النوع من المباريات، بل وفي جميع مواجهات كرة القدم. شكرا رجال الأمن وحماية الملاعب والمنشات. شكرا لملاك ادارة الملعب, وشكر خاص متجدد الى مشرف المباراة حازم محمد علي الذي يجدد المهارة والإقتدار في الأشراف على المواجهات الكبيرة، وأكد إنه رجل المهمات الصعبة دائما.
السطر الأخير
** سر النجاح على الدوام هو أن تسير إلى الأمام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat