ليــــــــس بالمــــــال وحده..
خالد جاسم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خالد جاسم

مؤكد أن كرة القدم تبقى لعبة حبلى بالمفاجات، كما هي خاضعة لمنطق التقلبات وعدم دوام الحال، وكثيرا ما تأتي نتائج مبارياتها مخالفة ليس فقط للمنطق، بل ومعاكسة لأتجاهات التوقعات وهو ما جعل منها اللعبة الشعبية الاولى الساحرة. ومؤكد كذلك أن كرة القدم اليوم صارت صناعة وتجارة، بل وحتى سياحة في العالم المتقدم، مع أننا ما زلنا نراوح في منطقة وسطى بين الهواية والأحتراف، وهذا ما خلق مصاعب حقيقية في واقعنا الكروي، وتحديدا في الأندية الأهلية وبعض من أندية المؤسسات التي تتلظى من سياط البخل والتقتير عليها من المسؤولين الكبار في هذه الوزارة أو تلك، من الذين لا يؤمنون أن الرياضة نشاط اجتماعي وواجهة حضارية مهمةن وليست مجرد (لعب طوبة)، وعلى العكس تماما من أندية بعض المؤسسات التي أغدق عليها المال بشكل غير مسبوق، لتحرق اداراتها بورصة اللاعبين وأسعار المدربين، وتعلق لافتات المطالبة بالدوري والكأس بمئات الملايين التي جذبت بواسطتها النجوم وكبار المدربين، قبل أن تدفع هذه الأدارات الثمن باهظا عندما قرر مجلس الوزراء منذ أشهر بتقتير المال وأختزال الأموال المخصصة لرياضة أندية المؤسسات، والأيعاز بتخصيص نصف هذه الأموال من أجل صيانة وأدامة الملاعب، وهو أمر لم يتحقق حتى الان بدليل الحالة المزرية في معظم ملاعب أنديتنا المطالبة بعد أيام بأنجاز شروط ومتطلبات التراخيص الاسيوية، التي تعاملت معها هذه الأدارات بمنطق الأذن الطرشاء، وتناست أنها من سيدفع الثمن باهظا في أخر المطاف. وعلى عكس ما كان متوقعا، ومع تجديد القول أن كرة القدم أم المفاجات، كان يتوقع كثيرون ومع أقتراب موعد أسدال الستار على مسرح أحداث الدوري الممتاز، أن تخرج فرق أندية الأغنياء بانتصارات كاسحة في ما بعد منتصف عمر المسابقة، في ظل ما تضمه من نجوم ومشاهير من لاعبين ومدربين صرفت عليهم مئات الملايين في صور عقود ومخصصات وتجهيزات ومعسكرات خارجية، ومقدرة مالية على أدامة زخم حضورها على ساحة الدوري، لكن منطق الأرادة الحقيقية والعزم على قهر الصعاب والتصميم على الفوز، برغم العوز والفاقة وحتى تعثر الاعداد وعدم سداد عقود اللاعبين والمدربين، كان حاضرا لدى الأندية التي نضعها أو نصنفها في خانة الأندية الفقيرة ماديا، والتي نجحت برغم عسر الحال وضيق ذات اليد وكل التحديات والصعاب، بل وكانت خارج لعبة التوقعات وبعيدة عن حسابات الصراع القوي على المراكز في المقصورة المتقدمة، لأنها فرق غنية بعطاء وأخلاص وغيرة أهلها، ادارات ولاعبين ومدربين وخلفهم جمهور رائع. فتحية تقدير واعتزاز لهذه الأندية لأنها برهنت للجميع أن الحب الحقيقي للرياضة لا يشترى بالمال، بل بالأيثار والتضحية، وليس بالمال وحده تصنع الانتصارات.
السطر الأخير
** إننا لا نرى الأشياء على حقيقتها، ولكننا نراها كما نحب نحن أن نراها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat