في وداع دجلة الخير بعد وداع بساتينها
فراس زوين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فراس زوين

ان امة لا تأكل مما تزرع، ولا تلبس مما تنتج، لا تستحق هبات الطبيعة..
هل يدرك السياسي العراقي ان مياه دجلة والفرات تجريان على هذه الارض منذ فجر التاريخ وان اول قانون فصل بين الحق والباطل كُتب على لوح طيني من هذه الارض بعد ان شرِب من مياه دجلة والفرات ؟؟ ام ان ولائهم الخارجي وتبعيتهم السياسية اعمتهم عن رؤية الشمس.
منذ اول قهر ابتليت به هذه الارض، وحتى اخر دكتاتورية، ونحن نحلم بالحرية ونتطلع ليوم تطلق ايدينا لنبني احلامنا، ونرتقي صروح المجد بسلم العمل.
وبعد 15 عام من التغيير والحكومات التي ابتلينا بها والتي لم تجلب سوى الخراب هانحن نتصدر سباق الخسارات، فبعد خسارة هويتنا الوطنية، فأصبحنا طرائق قددا، فهذا سني وذاك شيعي وانا عربي وانت كردي، وبعد خسارة ورشنا ومعاملنا على طريق الخراب، حيث غدونا نستورد ماكنا نزرعه طوال 7 الاف سنة، جاء الوقت الذي يتوج به مشوار الفشل الحكومي، بخسارة نهر دجلة، وانشاد تراتيل السلام على كل محاولة لإنقاذ ما بقي من القطاع الزراعي والحيواني بعد نفوق القطاع الصناعي والخدمي والتحويلي .
ويبقى سؤال يلوج في خاطري... من هو الخاسر الاكبر من نضوب مياه دجلة؟؟ هل الواقع الزراعي ام الواقع الصناعي وهما لم يستفيدا من وجوده بأكثر من فائدة اي خريطة بالخط الازرق المرسوم عليها؟؟ او لعله الجواهري بعد ان اتعب حنجرته وهو يصرخ فينا يا دجلة الخير.. يا ام البساتين.
ما حاجتنا بالمياه؟؟ اذا كانت زراعتنا تركية وايرانية ومصرية ولبنانية وسورية وكل ما هو غير عراقي، ولماذا على الحكومة ان تتعب حالها بالإنتاج الحيواني؟ مادام الدجاج الايراني والتركي واللحم الهندي يتخم براداتنا المنزلية والتجارية؟
هناك العديد من الحلول التي طرحت والافكار التي نظرت في مواجهة الازمة، التي خلفها سد اليسو، وتراجع منسوب المياه ولكن انجحها وانجعها واكثرها واقعية هو حل وزارة الري بلجوء كل عائلة الى شراء خزان مياه اضافي لمواجهة خطر السد التركي .. وكما قيل قديماً وداوها بالتي كانت هي الداء.
كلمة اخيرك وامنية اتمناها على حكوماتنا الحكيمة هي ان تبرق بشكل عاجل الى كل دول الجوار الشقيقة، والى الدول الاقليمية المانحة، والدول الاسلامية الساندة، ان يعجلوا ببناء معامل لإنتاج مياه الشرب، واكياس ورق الحمام، حتى لا نضطر للعمل على صناعة خزانات المياه تحسبا لأيام الجفاف القادمة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat