صفحة الكاتب : جواد العطار

التكنوقراط تحدي المرحلة القادمة
جواد العطار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   الحديث عن التكنوقراط اصبح محبطا للآمال ، فالتكنوقراط الذي نادينا به قبل انتخابات ٢٠١٠ حينما كان اساس الاستيزار واختيار رئيس مجلس الوزراء على اساس طائفي وحزبي حصرا... ذهب إدراج الرياح مع تحول التكنوقراط المستقل الى تكنوقراط سياسي ينضم الى الاحزاب الموجودة ويتنقل بين قوائمها ويفوز ويدخل الى البرلمان والفضل كله للمنصب الذي تبوأه ولنداء تقديم التكنوقراط الذي يفترض ان يغادر الوزير المنصب ليعود الى وظيفته السابقة وان لا يكون نجاحه في المنصب مكسبا شخصيا له والا فإننا نخسر الكفاءات ولن نستطيع تعويضها او الاستفادة منها مرة اخرى لأنها فقدت اهم ميزة لنجاحها وهو الاستقلالية والمهنية.
لقد كانت رسالتنا حول التكنوقراط والتكنوقراط المستقل قبل اكثر من تسع سنوات وعبر مقال في جريدة الزمان بعنوان: عادل عبد المهدي خيار التكنوقراط القادم ، متناغمة آنذاك مع ترشيحه للمنصب اولا؛ ولأنه مقبول من جميع الأطراف الإقليمية والدولية ثانيا؛ وكان يمثل خيار التكنوقراط الذي يؤمل عليه اخراج الوظيفة العامة من اطار المحاصصة الطائفية الى التخصص ، ولو حدث ذلك في حينها لما انجرفت البلاد الى آفة الفساد الذي مازلنا نعاني مرارته لحد الان بعد ان اكل الاخضر واليابس.
واليوم نحن بحاجة الى من يخرج بالتكنوقراط ذاته من اطار السياسة والتمتع بالمناصب والتشبث بها ، ويعود به الى ميدانه الطبيعي في المهنية والتخصص والاستقلالية ، الا ان هذا المطلب يواجه تحديين ، هما:
الاول - ما الضامن في الاختيار ، فاذا كانت الاحزاب الفائزة فإننا خسرنا استقلالية التكنوقراط وبالتالي ادائه المهني الذي سينحاز ويجير بلا شك لصاحب الفضل في اختياره.
الثاني - خسارة الكفاءات المتخصصة والمهنية الغالية والمكلفة جداً ، وللأسف نحن نخسرها دائماً واكبر خسارة هو في دخولها معترك السياسة.
إذن نزاهة الاختيار وخسارة التكنوقراط هما اهم تحديين امام تشكيل الحكومة المقبلة... وبدلا من البحث عن تشكيل الكتلة الاكبر ومن سيتولى رئاسة مجلس الوزراء او تقليب اوراق نتائج الانتخابات والطعن فيها ، فان على جميع الكتل الفائزة الاجتماع على تحديد ملامح البرنامج الحكومي القادم اولا؛ البرنامج القادر على اخراج البلد من ازماته المتعددة ومن ثم البحث ثانيا؛ عن الشخص الكفوء المؤتمن المستقل القادر على النهوض به وتنفيذه ، وتخويله ثالثا؛ تشكيل الحكومة بلا قيود او تأثير او تدخل حزبي او سياسي او ترشيحات من هنا وهناك ، لان المهنية والتخصص والنزاهة والاستقلالية هي معيار التكنوقراط القادر على النهوض بالمسؤولية بتفاني واخلاص وهو الوحيد القادر؛ لا غيره؛ على تجاوز تحديات المرحلة القادمة. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد العطار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/03



كتابة تعليق لموضوع : التكنوقراط تحدي المرحلة القادمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net