صفحة الكاتب : د . سمر مطير البستنجي

تمتمات ما قبل الرَّحيل....
د . سمر مطير البستنجي
وقتما كانت النفس تصبو لعيش رغيد..تزفّنا أحلامنا الصبيانيّة..نحلّق معها فوق هامات المستحيل...وأقمار الليل تقبّل رؤوسنا،تُنير لنا عتمة الليل الطويل..وخيمة من سحر الوجود تُظلّنا.
حينها!! كان كل شيء يومئ بحياة جديدة..ويعِد بروعة الوجود..وكانت الأفراح تُطلّ علينا من خلف حدود الكون اللامحدود..وكنا نرمِقها بعين السرور من فوق نافذة الخيال واللاوجود.
وعبر مسيرة الأميال اللامعدوده..كانت الروح تعبر ممرات الحياة..تركض عبر جسور الأمس البعيد إلى بوابات الآتي الجديد..تنتظر الصبح الوليد....وتستمر في رحلتها ..تتمتم بآمال الآتي السعيد.
وكان الوقت يمضي..يحملنا معه إلى خط النهاية الأحمر، الأقرب إلى الفناء والمجهول..يقف على حدود الخلود...يحمل الروح معه..تتسرب جزيئاتها هاربة شاردة،لتلوذ أخيرا في كهوف الذاكرة التراثية...
فأفقنا من سكرة صبيانيتنا...فإذا بالقمر قد غَفا على بوابة الليل، وريح الخريف تُمسك بغصون العمر غصنا غصنا..تُجرّده من وريقاته..تبوح صُفرتها المنعكسة على تلاميح ذاك الوجه الذابل بسرّ العمر السائر نحو النهاية.وإذا بالروح تقرّ بحقيقة الزوال..وتُعدُّ معزوفتها الجديدة..لتُغنّي عليها تمتمات ما قبل الرحيل.
فمن يستطيع أن يُضيء القنديل المُنطفئ في الفجر الأرجوانيّ...؟!
من يستطيع أن يُنعش الشجر المتهالك تحت سياط الريح..؟!
من يستطيع أن يوقف تساقط الأوراق في الفصل الحزين..؟!
من يستطيع أن يُعيد إلى الروح زهور الصِبا المُدلل..؟!
من يستطيع أن يُضيء نجمة كانت هُنا على الشرفة تلعب...؟!
من يستطيع أن يفهم تمتمات الروح في الليل الأخير...؟!
من يستطيع أن يُنقذ الروح من إعيائها لحظة تشاغلها تمتمات ما قبل الرحيل...؟!
فمن يستطيع ذلك؟!!!
ومن يملك احتمالات فوق طاقات البشر؟..
أيها الإنسان السائر نحو النهاية!
هل ما زلت تشتهي طعم الخلود؟!
ألا تخشى أن تجادلك تمتمات ما قبل الرحيل لحظة تحدّثك قواميس الطبيعة بلغة واقعها...وتلقي على دنياك مفرداتها..تذكّرك بضعف ذاتك أمام قدرة خالقك العظيم وأمام تحدّيات القدر..وتثبت انهزامك أمام العمر السائر بك نحو المجهول والنهاية..
فهل ما زلت يا ابن التراب تراوغ وتتمنى وتشتهي الخلود وتكابر!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . سمر مطير البستنجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/07



كتابة تعليق لموضوع : تمتمات ما قبل الرَّحيل....
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net