الشعب والمرجعية يعاقبان الكتل
سعاد حسن الجوهري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سعاد حسن الجوهري

تعويل الكتل السياسية أو تلك التي تدعي أنها قريبة من الخط المرجعي على المرجعية الدينية في النجف الأشرف بأنها ستنقذها في مشوار مفاوضات تشكيل الحكومة ضرب من الخيال، شخصياً أستبعد تدخل المرجعية بمشاورات الكتل السياسية ومشوار تشكيل الكابينة الحكومية المرتقبة وباقي الرئاسات الثلاث، فالمرجعية قبل غيرها وقفت على حجم الإحباط الشعبي الكبير من جراء عزوف السواد الأعظم من الشعب عن المشاركة في الانتخابات وعدم التحمس الشعبي لشعارات الكتل ولا البرامج المطروحة نتيجة عدم تحقق أي شعار سابق على أرض واقع الخدمات المقدمة للمواطنين.
المرجعية قبل غيرها لمست أن الكتل ستفسر مقولتها ''المجرب لا يجرب'' حسب أهوائها ومصالحها، وستدعي أنها غير مشمولة بهذا الكلام، وأيضاً المرجعية تعرف أن هناك كتلاً سياسية استثنت نفسها من مقولة المرجعية ''الوقوف على مسافة واحدة'' من الجميع وادعت أنها الأقرب إلى الخط المرجعي مستفيدة من مديح أحد مراجع النجف قبل 4 سنوات لها والذي منحها زخماً شعبياً آنذاك.
هناك أيضاً أمر آخر يضع المرجعية في منأى عن المفاوضات الجارية في الكواليس السياسية، وهو إدراك المرجعية أن الشعب لم يعد يميز مقولة ''انتخبوا الأصلح والأكفأ'' نتيجة ادعاء جميع الكتل أنها هي المقصودة بالتوصية، إضافةً إلى أن بيان المرجعية قبيل الانتخابات كان له الذراع الأطول في مسالة اعتبار المشاركة الشعبية ''حق وليس واجب''، ما جعل الشعب يفسر ذلك بأنه ضوء أخضر للعزوف ومعاقبة الكتل السياسية التي لم تقدم أبسط حقوق الشعب من خدمات ومشاريع في ظل ارتفاع نسبة الفقر والبطالة والتضخم وانهيار البنى التحتية، فضلاً عن حالة ''التقشف المزعوم وغير المبرر'' رغم ارتفاع أسعار النفط عالمياً ومناهزتها حاجز الـ73 دولاراً للبرميل الواحد.
إحباط الشعب من نكوص الكتل هو السبب الأوحد لاستمرار المرجعية الدينية بغلق أبوابها بوجه الساسة، حتى أولئك الذين يدعون أنهم قريبون من الخط المرجعي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat