إسرائيل تطلق نافذة اجتماعية للتواصل مع العراقيين.. ماهي أهدافها؟

 

بالنسبة لإسرائيل،  فأنه حسب خبرات العقود السابقة اتضح للجميع انها لا يغريها شيء كـ "اختراق الشعوب"؛ فذلك يعتبر لزعماء الكيان ومؤسسيه، متعة منقطعة النظير، لإبعاد أي خطر قد يحيط بهم في جغرافية لا ينتمون إليها لا فكرياً ولا ثقافياً ولا تاريخياً.

ومن ذلك، كان اسلوب اسرائيل واضحا في البحث عن أدوات لاختراق الشعوب  والتغلغل في ثناياها لإضعافها من الداخل، والأمثلة العربية كثيرة في هذا السياق ولكننا اليوم سنتحدث عن "اختراق العراق" من قبل الصهاينة  ومحاولتهم التطبيع مع العراقيين بوسائل جديدة، وذلك كون العراق قد البلد الذي قد يكون الوحيد الذي يوقع معاهدة سلام معهم أو يمارس أي تعاوني على المستوى الدولي.

السبت (6 ايار) أطلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية، صفحة جديدة على فيسبوك باسم "إسرائيل باللهجة العراقية.

وقالت الخارجية في تغريده نشرتها على حسابها باللغة العربية في تويتر، إن "هذه الخطوة تهدف لخلق تواصل وحوار مثمر بين الشعبين الإسرائيلي والعراقي وإظهار الوجه الحقيقي لإسرائيل".

وكتبت في صفحتها على فيسبوك "إسرائيل باللهجة العراقية"، أن هناك "تاريخا حافلا يجمع اليهود ببلاد الرافدين بعد أن عاشوا فيه أكثر من 2500 عام". وأضافت، أن "المتحدرين من بلاد الرافدين لا يزالون يحملون ذكرياتهم ومساهماتهم في بناء العراق الحديث".

بوابة اسرائيل للدخول الى العراق كانت عبر الأكراد في العام 1931 وعبر الصحفي اليهودي، "روفين شيلوا" الذي كان حينها مندوباً للوكالة اليهودية في بغداد، وقد أقام في جبال كردستان وطوّر صلاته مع بعض الأكراد في العراق.

وبعد ذلك تطورت العلاقات مع الأكراد عموماً ومع عائلة البارزاني خصوصاً، خلال فترة الستينات والسبعينات والثمانينات واستمرت هذه العلاقة حتى اللحظة وشهدت تطوراً متصاعداً إلى مرحلة وصل فيها مواطنو كردستان العراق إلى رفع علم "إسرائيل" علناً على أراضيهم كما حدث مؤخراً.

وبحسب كتاب" التغلغل الإسرائيلي في العراق" للمؤلف محمد الحوراني، فقد كان أول اعتراف "إسرائيلي" رسمي بالتعاون "الإسرائيلي-البرزاني" يوم 29/9/1980 عندما انهارت حركة البرزاني، فأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "مناحيم بيغن" في لقاء صحفي أن "إسرائيل" قدمت الدعم للبرزاني طوال عشر سنوات من عام 1965 إلى عام 1975.

المحلل السياسي، اسامة السعيدي يقول خلال حديثه لـ (وان نيوز) ان " خطوة اسرائيل في اطلاق صفحة على الفيسبوك باللهجة العراقية تندرج ضمن ما يسمى بالقوة الناعمة نتيجة حجم العداء والقطيعة الذي لاقته اسرائيل مع العراق وهي وسيلة غاير مباشرة لكسر الحواجز بين الشعبين العراقي واليهودي".

ويضيف ان "اسرائيل تمتلك علاقات متميزة مع بعض الدول مثل الاردن ومصر  وقطر ودول المغرب العربي مقارنة بالعراق، لذلك هي تجد نفسها  في حرج سيما وان بعض الشعوب التي لازالت تستحضر حروب 48 وحرب مصر  وهذا الموضوع صعب ان ينسى او يمحى من الذاكرة العربية".

ويتابع:  ان "هذه الخطوة هي جزء من مشروع سيتوج لاحقا لان هذه الدولة لا تقوم باجراءات عبثية وانما بالاعتماد على دراسات واستطلاعات وبحوث مكثفة خاصة مع وجود قضية اليهود الذين هاجروا في اربيعينيات القرن الماضي من العراق الى اسرائيل".

ويشير الى ان اسرائيل "سابقا كانت تحاول التطبيع من خلال الالعاب الاولمبية وغالبا ما ينسب العراقيين اذا علموا بوجود مشارك اسرائيلي في الدورة كما حصل في سبعينيات القرن الماضي عندما خسر العراق بطولة دولية نتيجة لانسحابه احتجاجا على مشاركة اسرائيل ، لكن الان اخذت تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق هدفها بتطبيع العلاقات مع الشعب العراقي قبل الجهات الرسمية".

يبدو ان اسرائيل تخطط لاختراق العراق عن طريق اختراق الجيل الشاب الجديد، حيث يجري في العراق تحركات مشبوهة "أمريكية ـ إسرائيلية" في إطار مؤسسات ومنظمات تسعى لكسب الشباب ضمن دورات تثقيفية وتعليمية ظاهرها جميل ولكن الهدف منها ومن طروحاتها تهديم المجتمع العراقي وبث روح التقاعس والوهن والابتعاد عن الدين والعقيدة وتفريغ الشباب من معتقدات أصولهم وجذورهم العقدية والدينية والوطنية.

هذا ما كشفه كشف الخبير الأمني والمحلل السياسي حافظ البشارة، الأسبوع الفائت، عن تحركات أمريكية لنشر عناصر إسرائيلية بمقرات مسجلة رسمياً وسط بغداد تحت واجهات ومسميات وهمية.

 وقال البشارة إن "واشنطن بدأت بالتحرك نحو نشر وجود إسرائيلي صهيوني بقوة في بغداد وبمقرات واضحة للعيان"، وأضاف إن "أمريكا تعمل على وجودها بأسماء وهمية من خلال مؤسسات إعلامية ومنظمات لدعم الشباب ودورات تطويرية تقودها في الخفاء أيادٍ إسرائيلية لبث أفكار داخل أوساط المجتمع العراقي تتنافى مع العادات والتقاليد المجتمعية"، مشيراً إلى أن "أولى بذراته بث ما يسمى بالإلحاد وحث الشباب عليه".

في كردستان، النشاط الإسرائيلي يجري على قدم وساق، حيث تنشط الشركات الإسرائيلية هناك تحت مسميات عدّة، مثل شركات الالكترونيات الإسرائيلية، مثل شركة تيديران، وقد شاركت هذه الشركات في مشروعات أمنية في شمال العراق.

المصدر وان نيوز


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/07



كتابة تعليق لموضوع : إسرائيل تطلق نافذة اجتماعية للتواصل مع العراقيين.. ماهي أهدافها؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net