أطفال بحاجة إلى رعاية وانتشال
حسين النعمة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تتسع ظاهرة انتشار أطفال الشوارع في العراق عموما وفي المناطق الحضرية أكثر منها في الريف، وفي الغالب لا توجد مدينة عراقية لا يرثى لمشهد هذه الشريحة المضطهدة في المجتمع، فتجدهم في مواقف السيارات.. قرب المطاعم.. على الأرصفة.. في الحدائق.. ولا من ملجأ لهم أو مسكن بأماكنه أن يشعرهم بالدفء والحنان، فهم يتخذون بعض الحدائق العامة والأماكن المهجورة مكانا للمبيت، مفترشين الأرض وملتحفين السماء.
هؤلاء الأطفال بعد أن واجهناهم بالواقع المرير والمستقبل الأليم الذي يترقبهم سرعان ما أخبرنا بعضهم عن مشاكله ودوافعه والأسباب التي دعته الى الاتجاه بهذا الطريق، ومعظمهم للأسف كان عارفا ما سيكون مستقبلا إن أستمر بهذا المنحى من الحياة، فالانحراف والجهل والفقر والسذاجة واللامبالاة، وكذلك الحقد عند أغلبهم على المجتمع والأنام، كان يقتادهم وهم صغار لتعاطي التدخين والمخدرات بل الكحول أيضا، وقد تطور الأمر ليصل إلى حد الإجرام عند بعضهم..
تفكك الأسرة وتمرد الأبناء وعدم اهتمام المجتمع المدني اتجاه هؤلاء وتأخر رعاية المؤسسات التربوية والتهذيبية لاستيعاب الأطفال المشردين وتوجيه أولياء الأمور عن أفعال أبناءها المشردين في الشوارع، جميعها أسباب ودوافع لتفاقم ظاهرة أطفال الشوارع، لذا كانت سلسلة المغامرات والمطاردات المحمومة للحصول على لقمة العيش، كان لابد أن تتوزع بين مشاهد التفتيش بين مكبات القمامات وأكداس النفايات، لهؤلاء المغضوب عليهم، وكانت لمشيئة الأقدار التي ضيقت عليهم المؤونة أن تجعل مصائرهم دفناء في معدة الفقر والحرمان.
تترك ظاهرة تشغيل الأطفال أثارا سلبية تنعكس على المجتمع بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص، ولقد أخذ هذا الاستغلال أشكالا عديدة أهمها تشغيل الأطفال وتسخيرهم في أعمال غير مؤهلين جسديا ونفسانيا للقيام بها.
مشهد هؤلاء وهم بين النفايات يدعو لتفاعل المجتمع مع الفرد، ويناشد من بقلبه الضمير أن يقرع جادتهم ويتحنن عليهم، لاسيما المسؤولون فإنهم مطالبون أكثر من غيرهم بأن لا يضيّعوا هذه البراعم النادية وهم يعيشون بين ظهرانينا، وأن يهيؤوا لها الأجواء بأن تترعرع في بساتين غناء بدلا من فيافي قفراء، وإن مقومات التنمية موجودة في عراق الخير، ولكنها بحاجة إلى همم عالية وجهود مخلصة لاستغلالها الاستغلال الأمثل لردم كل ما من شأنه أن يعترض النهوض الحضاري والتنموي في عراقنا الحبيب.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
حسين النعمة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat