بيني وبينهم السبيس*!...
عبدالاله الشبيبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبدالاله الشبيبي

اغلب دول العالم تجد وتجتهد في رعاية ابنائها وخدمتهم واسعادهم وتوفر كل ما يحتاجون اليه، وتُقدم افضل واحسن واجمل الخدمات الحياتية اليومية وهو جزء من واجبهم الوظيفي، ولا منيته علهيم بها.
وعندما يطلقوا شعاراً يحاولوا جاهدين تطبيقه على ارض الواقع، ولا يخيبوا ظن الناخب او جمهورهم او ابناء شعبهم بهم، كي لا يفقدوا المصداقية، ويصبحوا في نظر الناخب مجرد وعود كاذبة لكسب الاصوات والوصول الى ما يسعون اليه على اكتاف الناس البسطاء.
الناخب انا وانت وكل فرد اكمل الثمانية عشر عاماً فمن حقة المشاركة في الانتخابات المقبلة واختيار اي تكتل او حزب او مرشح هو يحسن الظن به دون شروط ولا قيود ولا ضغوط! ... المرشح هو الشخص الذي اتخذ قرار تمثيل المواطنين في مجلس النواب او مجلس المحافظة ليكون صوتهم المطالب بحقهم وحق غيرهم.
وفيما نلاحظه هذه الايام اي ايام الدعاية الانتخابية، وكسب عطف وود الناخب من خلال الحمالات التي يقوم بها البعض من المرشحين وهو اكساء الطرق بمادة السبيس وتصويرهم وهم يحملوا الكرك، ويشاركوا في هذه الحملة ليظن المواطن المسكين ان الفضل كل الفضل في اكساء شوارع مدينتهم بمادة السبيس يعود الى هذا المرشح الشهم الذي استطاع ان يُخلصهم من مظالم الطرق العويصة. ولكن قد غفل المواطن او الناخب ان هذه المادة والآلات التي عمل بها هذا المرشح او المرشحة هي ليس ملكة الخاص وانما هي اموال والآلات الدولة.
اذ قول احد الاخوة ومع ذلك من اعتاد على الخطأ واستغلال المال العام لا يتورع عن تكراره، فمن هذه الاساليب و"المودة" السائدة في الدعاية اكساء الشوارع بمادة "السبيس" ببعض المناطق، وان ظهر الاسلوب معقول، فان المواطن الذي ازداد وعيه وخبر نوابه واحزاب السلطة في سوء ادائها لا يمكن خداعة، فهو يعرف ان هذه الاليات حكومية والسبيس الذي اصبح يسمى "السبيس الانتخابي" من مقالع الدولة ولا يدفع الراعي والمدعي ديناراً واحداً من جيبه.
ومن الطريف في الموضوع ان احد الاخوة يقول قبل اربع سنوات قال: حدثني مقاول السبيس قال: حدثني احد اصحاب مقالع السبيس قال: حدثني سائق لوري قال: ان بعض النواب اخذوا أرقام هواتفنا واعطونا ارقام هواتفهم، فكنا عندما نذهب الى مقالع السبيس ونحمل من هناك يتصلوا بنا لكي يعرفوا متى نصل الى احياء المدينة، وعندما نصل الى مشارف المدينة نرى سيارات أحد النواب ورائنا حتى نصل سوية الى الشارع المراد فرش السبيس فيه، فيترجل سيادة النائب من صهوة سيارته الفخمة لتراه الناس حتى تقول: ان سيادة النائب هو من جلب لنا هذا السبيس بعد ان كان حلم لنا، وكنا نرى الكاميرات تلتقط الصور لسيادته على قدم وساق.. علماً أن مادة السبيس وكل العمال تابعين الى البلدية.
وقد أجاب السيد مقتدى الصدر على سؤال وجه له بخصوص مرشحي السبيس كما يحلوا للبعض ان يسمهم، الذين يعملوا على اغراء واستمالة الناخب باكساء شوارع مدينتهم بهذه المادة، حيث قال ان صوتكم اغلى من السبيس، موضحاً ان السبيس في حد ذاته يمنح للبنى التحتية في العراق، كما وان الاعمار والخدمات يجب ان تقدم وفق الاسس التخصصية، وبيد الجهات الرسمية حصراً ولا أقل من التنسيق معها، لافتا الى ان صوت الناخب لا يشترى بالسبيس، بل يجب تقديم حب الوطن على المصالح الخاصة.
وعليه نسئل كما غيرنا يسئل اين كان هؤلاء الخادمون المنكسرة قلوبهم على ابناء شعبهم عن هذه الافعال والمشاريع خلال السنوات السابقة وكل هذه الفترة التي انقضت؟ الا يكن من الاجدر بهم ان يقدموا هذه الخدمة ويصلحوا الطرق وغيرها، قبل فترة الانتخابات وبعدها ويستمروا بهذا العمل ويخلصوا في انجاز وعودهم وبرامجهم الانتخابية التي اطلقوها اثناء دعايتهم الانتخابية؟.
* ملاحظة السبيس (AlSub-base): هو مصطلح عراقي يستخدمه البنائين لوصف مزيج من الرمل والحصى, والذي يصبح متماسكاً بعد حدله، ويجعل الأرض مستوية، ويستخدم تحت صبات الارضيات والطرق.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat