صفحة الكاتب : محمد رضا عباس

هدر 1126 مليار دولار منذ التغيير في العراق, انه موسم الانتخابات
محمد رضا عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحمد لله , لم نسمع من النائب رحيم الدراجي المعروف  بتصريحاته النارية الطائشة , ان 1126 مليار دولار قد سرقها حيدر العبادي او "الصوص" من حوله , على الرغم من عدم معرفتنا عن كيفية توصل النائب الدراجي الى هذا المبلغ . النائب اتهم  الحكومات المتعاقبة على هدر  1126 مليار دولار في العراق منذ التغيير ولحد الان . النائب علل عدم استطاعت العراق الى تبني مشاريع جديدة في العراق الى هذا الهدر , حيث قال ان " بسبب تلك الأموال لم تكن هناك مشاريع جديدة في العراق" .

تهمة الهدر لم تكن جديدة في العراق الجديد , فقد بدء الاتهام "بسرقة"  800 مليار دولار من قبل المعارضون لحكومة السيد نوري المالكي , ومن ثم ازداد الرقم الى 1000 مليار دولار بعد عام, ووصل المبلغ الى 1126 مليار دولار هذا العام على حد زعم النائب الدراجي.

الدراجي هذه المرة لم يكن عنيفا في حديثه كما عودنا عليه , حيث ان الرجل اكتفى بالقول , ان " مصدر القرار السياسي هي غير مؤهلة لبناء الاقتصاد الوطني وبعضهم يمارس دور سرقة المال بطرق قانونية وشرعية ". الحديث يختلف تماما من احاديث من سبقه , حيث قالوا ان خزينة العراق بأكملها توزعت على اركان النظام الجديد وقد اتهموا ان حصة المالكي منها  كانت 70 مليار دولار , البارزاني 25 مليار دولار, النجيفي 45 مليار دولار, الطالباني 30 مليار , وهكذا. بالحقيقة لحد الان لا اعرف ان المتحدث عن هذه السرقات هل يعرف حجم المليار دولار وهو 9 من الاصفار زائد واحد .

لا احد ينكر ان في العراق الجديد ظهر كثير من حالات الفساد المالي , ولكن ليس بحجم المليار دولار , الا في حالات استثنائية مثل حالات اول وزير عراقي بعد التغيير وهو حازم الشعلان والأول وزير للكهرباء ايهم السامرائي . حتى التهم التي وجهة الى وزير التجارة السابق فلاح السوداني لم تتعدى الملايين , واغلب الظن كان الوزير ضحية الفساد الإداري. مرة أخرى , ظهر فساد مالي في دوائر الدولة بعد التغيير ولكن الفساد لم  يرقى الى سرقات 1000 مليار او 500 مليار او حتى 100 مليار دولار دفعة واحدة .

من يعرف شيء عن الاقتصاد العراقي وكيفية توزيع الإيرادات الحكومية من بيع النفط ومصادر أخرى , سوف يغرق بالضحك على مثل تصريحات النائب الدراجي والاخرون ولسبب بسيط هو ان 70% من الميزانية العراقية تذهب على شكل رواتب واجور على موظفي وعمال دوائر الدولة العراقية. ولو اخذنا رقم النائب الدراجي لوجدنا ان على اقل 800 مليار دولار قد صرفت على رواتب واجور الموظفين والعمال , وهو حق طبيعي لهم لأنه لا يوجد اكثر من ثلاثة ملايين موظف حكومي يعمل بالمجان في العالم . الموظف انسان ومن حقه ان يعيش ومن ان اجل العيش يحتاج الى دخل يشتري ما يحتاجه . ولا اعرف هل يمكن النائب الدراجي ان يعمل اربع سنوات بدائرة حكومية بدون أجور؟

افهم جيدا ان هذه الأيام هي أيام التحضر للانتخابات , وحسب فهم بعض النواب فان اثارت الاتهامات والخطب النارية والدعوات الغير حقيقية والشعارات الغير واقعية هي طريقتهم في التنافس وكسب ود الناخبين. النائب العراقي يجب ان يفهم ان تسقيط الواحد الاخر قد اضر بهم وبسمعتهم , ولا يحتاج النائب اتعاب نفسه للكشف عن هذه الحقيقة , المواطن العراقي قد تعب منهم , لانهم جزء من المشكلة ,واصبحوا عالة على المجتمع بسبب تصريحاتهم الغير مسؤولة . العراقي ذكي , ويحب من   يحترم عقله.

ان تصريحات النائب الدراجي بهدر 1126 مليار دولار في العراق لا تخدمه , وانما تضر بالمؤسسة التشريعية والتنفيذية وتصبح مادة لدى المواطن العراقي يدين فيها جميع مسؤولي الدولة من حكوميين وسياسيين على الرغم من عدم صحة الاتهام . كما وان اتهام الدراجي تصبح مادة دسمة لكل من يريد السوء الى العملية السياسية من الداخل والخارج . بكل تأكيد سوف تحمل وسائل الاعلام المعادية تصريح الدراجي على طريقة " من فمك ادينك". وعليه اذا نظر المواطن الغير عراقي الى عملية التغيير سلبا , يجب ان لا يلام وانما من يلام على ذلك هو الدراجي ورهطه من السياسيين الذين لا يحترمون العملية السياسية او لا يتحدثون بصدق الى المواطن. اعتقد ان مثل هذه التصريحات إهانة الى عقل المواطن العراقي ولا تخدم العملية السياسية في العراق.

شخصيا , سوف لن انتخب نائب يطلق التهم جزافا الى الاخرين باسم الديمقراطية وحرية التعبير. الموطن العراقي مدعو الى اختيار النائب الذي يحترم العقل ولا يتحدث الا بالحقائق , لان كل شيء يبنى على باطل , هو باطل.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد رضا عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/04/02



كتابة تعليق لموضوع : هدر 1126 مليار دولار منذ التغيير في العراق, انه موسم الانتخابات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2018/04/06 .

الكاتب الكريم محمد رضا عباس المحترم
ساتفق معك ان النائب رحيم الدراجي لم يكن دقيقيا في ذكره ان المبلغ المسروق 1126 مليار هو مبلغ مبالغ فيه وليس حقيقي
ساتفق ان تبريراتك حقيقيه لموارد صرف الموازنات رغم انك اتيت بكلام انشائي بدون اي وثائق وانما اتيت بارقام ونسب عائمه لاحقيقيه لها
اكيد انك لا تنكر ان العراق البلد الرابع بالفساد لهذا سؤالي اريد ان تعطيني الرقم الحقيقي المسروق من موزانات 2006 ولغاية 2014 اقصد عندما كان محتال العصر رئيسا للوزراء هو وعصابته
اريد اجابتك عن الاحتياطي النقدي للبنك المركزي العراقي كم يبلغ عند استلام نوري لرئاسة الوزراء وكم تبقى منه بعد تنحيته عن رئاسة الوزراء
اريد منك ان تخبرني عن فروقات سعر النفط اين ذهبت عندما كانت الموازنه تحتسب برميل النفط 70 دولار وارتفعت اسعاره الى120 دولار
عندي كثير من الاسئله التي تحرجك وتحرج مقالك امثال صفقة السلاح الروسي والاوكرني وسرقات مؤتمر القمه العربيه والمدينه الرياضيه وسرقات صلاح عبد الرزاق لكن سؤالي الاخير
اريد منك اجابه عن نص كلام مدللة المالكي حنونه الفتلاوي<اسمعي عيني ميسون كلنا اشتركنا بتقسيم الكعكه وقبض الكومشنات> واريد منك جواب عن قول مشعان الجبوري<كلنا حراميه وسراق افندينا ومعممنا وابو عكال> وجزاك الله خير جزاء المحسنين معالعلم اني ماسئلتك عن موزانة 2014 لان الهالكي ماقبل اي حسابات بحجة انه صرفها على الحشد




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net