ليلة حرب السيارات وتدمير بغداد
نبيل القصاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عند غروب الشمس وانتهاء الناس من العمل في دول العالم يتفرغون للراحة ويخصصون قسما ً من أوقاتهم في السهرات والزيارات وممارسة هواياتهم , ثم يعودون لبيوتهم للراحة والخلود الى النوم والتحضير ليوم جديد مشرق وهكذا تدور عجلة الحياة .
لكن أهلنا وعوائلنا وأصدقاءنا واخواننا في عراقنا عكس كل دول العالم , ينهضون على صوت الانفجارات والمفخخات ويذهبون الى اعمالهم بعد كتابة او قراءة الوصية والدعاء وهم خائفون ومذعورين , ويعود من أنقذ بجلدته وروحه بمعجزة ربانية من الخطف والاغتيال والتفجيرات الى بيته على صوت الانفجارات والمفخخة مرة اخرى .
هل هذا وضع هو الأمن والأمان في العراق بشكل عام وبغداد الحبيبة بشكل خاص ؟ هل هذه هي العراق الجديد والأمل للعيش والبقاء ؟ يوميا ً يطل علينا أمام كاميرات الفضائيات والاعلاميين , القادة والمسؤولين الابطال في الوزارات الأمنية ومن يحمون بغداد ومن خلفهم فوج كامل من الحماية الخاصة مدججين بالسلاح والقاذفات والنظارات السوداء , ويعلنوا أن العراق بأمان , وبغداد تحت السيطرة , ودحر الارهاب .. الخ من الاكاذيب والضحك على الذقون .
العراق تحترق وبغداد أصبحت عاصمة الخراب والارهاب والسيد نوري المالكي متمسك باعادة انتخابه لتشكيل حكومة جديدة ؟ رغم معارضة الاكثرية واقرار العشرات من المبادرات إلا انه متمسك بالاستحقاق الانتخابي رغم ان الفارق مع العراقية في الانتخابات أصوات بعدد اصابع اليد . وبعد حصول كل هذه الخروقات الامنية وأضحت مدن العراق وبغداد خلال فترة حكمه أكثر دماراً وتخلفا ً وفسادا ً والناس يعيشون في الظلام والرعب , هل بقي لدولة القانون ماتحتج به ليثبت للشعب العراقي انه الافضل والأحق لتشكيل الحكومة ؟
أن مايحصل في العراق خلال الفترة الاخيرة مذلة وأهانة لكرامة الشعب العراقي وجريمة بحق الانسانية والسيادة الوطنية بين دول العالم , أي شخص من هؤلاء الذين يحسبون أنفسهم مسؤولين وساسة اليوم , ويدعون أنهم جاؤا لخدمة العراق وشعب العراق , عليهم أن يستقيلوا ويتركوا المناصب والمسؤولية ويتفرغون لآعمالهم القديمة ويتركون المجال للآخرين لآعادة العراق الى سابق العهد.
تصورا أكثر من 15 سيارة مفخخة وزرع العشرات من العبوات الناسفة في ليلة وخلال ساعة يقومون بتدمير بغداد على رؤوس الابرياء من خلال أكثر 20 انفجاراً حصدت مئات الشهداء والجرحى أمتلآت بهم المستشفيات وخسائر مادية بالمليارات , أين القوات الامنية ؟ أين نقاط السيطرة والتفتيش ؟ هذا تحدي كبير للمرتزقة والارهابيين للحكومة وشخص رئيس الوزراء بانهم قادرين على كل شيء وفي اي وقت ومتى ماأرادوا , فهل يبقى هؤلاء متمسكين بأقوالهم بانهم قادرين على حماية العراق بعد انسحاب القوات الامريكية والدولية وانهم دحروا الارهاب ؟و بعد أقل من يومين على مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد ؟
هذه الجرائم بحق الشعب العراقي من جراء الفراغ السياسي وانعدام الآمن والتمسك بالمناصب والكراسي , دليل على عنجهية ودكتاتورية البعض من الاطراف السياسية من خلال تعثر جميع المفاوضات لتشكيل الحكومة وتضارب المواقف والتصريحات بعد أجتماع أو مبادرة لحل الازمة .
نبيل القصاب
n_kesab@hotmail.com