اتخيل المعنى جسدا يولد من جسد المعنى، قوته هي غالبا السبيل الى رَفّه الحياة والثراء، وضعفه ان اعطى شمعة يستضئ بها ان يطفئها ويمشي معتمدا على غيره، ويحيا في الشكل والمظهر.. بهذه الكلمات كانت تصوغ لنفسها طريقا مثاليا،مؤمنة بان الخيال يوازي العقل، والنساء الفاقدات للخيال يبكين كالاطفال في عمق وهدوء، وحين يضحكن، يبدو ضحكهن ترنيمة مرحلة لحياة حزينه، يبتهجن بالوهم والزبد، يشبهن عميانا بلا دليل، ولا يعلمن عن الحياة سوى انهن لابد ان يموتن...وكررت لابد من الموت ولكن انى يشاء الله...
بين الحزن والهدوء كشفت عن وجه للتاكد من فلذت كبدها الذي ضحت كثيرا حتى يلقب بالمهندس محمد..يا الهي انه مبتسم كأن جدثه حيانا... نظرت حولها وارتفع صوتها: اخرجوا اريد ان اتحدث مع ولدي الحديث الاخير..تأكدت من غلق الباب..نظرت اليه، ولدي من اين، الى اين..؟ لا تحية ولا حداد ... حبيبي "انا " ضائعة، مريضة بالصبر، من ذلك النوع الذي تغذية منه من امهات الصبر، (بنت ابيها ، وجبل الصبر)، والدماء الزاكيات التي نزفت على ارض كربلاء الصبر والعشق الالهي، كل العاشقين يستمرون على الولاية الى اجل طويل، ويموتون موت هادئ، اما على مشانق الوطن او بطلقات البنادق...
"محمد" كل شيء تبدد في التيه والضلال : الاحلام والاحزان، وانت قررت ان تخدم عدو السعادة، تخدم العقل، وتتشدق بفلسفتك : ان العالم فتته الفكر، والمكان والازمان...
محمد مانسجت وما ابدعت، ليس الا دالة اوهام لا نهاية...
- امي الحبيبة : محاولاتي تمت على قدر طاقتي وايماني، وانا بريء من كل الامال، واخوتي لبوا النداء، وكنت انا القربان ليقفوا ثابتين على الارض... انا أحني راسي لك، يا امي ..وعني أصلي لك، يا ايتها الصابرة ..! اغفري لي ، ان رحلت عنك مشنوقا باسم "الولاية" التي ما من شيء يعدل في قوة يقينها، الم تعلمينا الثبات عليها بدعائك،(اللهم ثبتنا على الولاية)..انكون او لا نكون... كان هذا هو سؤالهم كي اعيش : اانت من نسل "علي" – سب "علي" ، كان عليّ ان احجم سؤاله ،ولم أحن راسي، وجعلته ومن معه ينظرون الى اسفل كما ينظرون في اعماق العدم ،حيث اطلقت العنان لصوتي )ناد عليا مظهر العجائب تجده عونا لك في النوائب ،كل غم وهم سينجلي بولايتك يا علي .. بمحبتك يا علي )..
كلماتي اغضبت احدهم، ورغم الحبل حول عنقي لم يصبر فاطلق طلقاته نحو راسي وقلبي، اما الاخر نفذ شنقي بعد قتلي، واخر نفس كان لمولاي "علي"... اتعرفين ماذا حصل وانا اهوى على الارض بدمائي ..ان قاتلي ..قتل على جثتي حين سقطت من سقف المبنى زجاجة كبيرة وسميكة كانت تغلف السقف هوت على رقبة قاتلي فقلعت راسه عن جسده وتتحرج الراس فستقر فوق جسدي، والخوف شمل الجميع ففروا وتركوني وحيدا مع راس صاحبهم.. ايكون ايماني "بعلي"اميرا هو الذي صاح بهم تلكم الصيحة..!!؟ عزي نفسك يا امي فالذين يحصلون ويتاملون ذلك سعداء، وساكون اسعد حالا هنك..؟
حبيبتي اتريدين مني اختصر عذاب فراقك، افرحي بما لديك واستمري بحياتك بلا خوف او قلق، الحكمة في ان ينسى المرء رغائبه، انا هكذا انقضى عمري الذي قدر لي على هذه الارض، اما اخوتي فهم مفخرة لك فقد اقضوا مضاجع اعداء السعادة، وهم مصابيح لا تكف عن الاحتضار..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat