مُتحف الشمع في النجفِ الأشرف يُعاني «فيسبوكيًا»
مصطفى محمد الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى محمد الاسدي

كعادة برنامج الفيسبوك في العراق المُضرة بصحةِ كُلَ مُنجز لا يتماشى مع غايات العقلية المُسيطرة على هذا البرنامج، دائرةٌ ضيقةٌ يتحكمُ بها المُتمرسين أصحاب الأبعاد الدقيقة وتُدار من خلالهِ هذه الدفة؛ وقودهم عامة الناس ويتم تحريكهم كأنهم دُمى «المايرونيت» الإستعراضية. مُتحف الشمع المُنجز مؤخرًا في النجف الأشرف وِفقَ المقياس العالمي مُرهف الإبداع والإتقان والذي يَحق لكُلِ بَلدٍ أن يفتخرَ بهِ كَونهُ يضع هذه الهامات العريقة بصيغة موثقة ومؤرخة بطريقة الشمع الحديثة والرصينة، يَضمُ هذا المتحف المئات من الشخصيات المدنية والأدبية والثقافية والسياسية وأهمها: عبد المحسن شلاش «وزير للمالية» الامير الشيخ عبدالواحد ال سكر «أحد مؤسسي الدولة العراقية » السيد نور الياسري «أحد مؤسسي الدولة العراقية» الشهيد عبدالصاحب الدخيل الشيخ محمد حسين الشيرازي «احد قادة ثورة العشرين» الاستاذ يوسف رجيب «رائد المقالة السياسية» الدكتور جعفر الخليلي «رائد القصة العراقية» الدكتور مهدي المخزومي «أشهر علماء اللغة» السيد وهاب الطالقاني الشهيد يوسف ستار الاسدي الشاعر الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي الشاعر احمد الصافي النجفي الشاعر الدكتور مصطفى جمال الدين الشاعر محمد مهدي الجواهري الشاعر الشيخ علي الشرقي الشاعر الشيخ محمد رضا الشبيبي إضافة إلى الشخصيات الدينية والإسلامية التي تَفتخرُ بها مدينة النجف الأشرف ويفتخر بها أكثر من 500 مليون شيعي في العالم أجمع، أي أكثر من ربع المسلمين وبنسبة 10.4% من سكان العالم؛ هذا الكم الهائل من الأتباع والأنصار كانَ لهم جانب في متحف الشمع من خيرِ من يمثلهم رجال وعلماء دين ومذهب ومراجع عظام لهم الأثر الواضح في مدينة العلم والعلماء النجف الأشرف. تم التعامل مع مسألة المتحف على أنه مكان خاص للشيعة وعلمائهم بطريقة أخذ الصور الخاصة بالشخصيات الدينية الشيعية دون غيرها من الشخصيات الموجودة في المعرض وتعميمها على صفحات معينة يتم السيطرة على الفيسبوك العراقي من خلالها مُتجاهلين الأركان الأخرى للمتحف، ومستغلين نقطة صخب الشارع من رجل الدين؛ المؤسف حقًا أن يُتاح الفيسبوك بهذه الطريقة الشعوائية وفي أصعب مرحلة انتقالية تَمرُ على العراق وشعبه وسط تجاهل مُتعمد من الأطراف المعنية في الحكومة العراقية، وبهذا نصبح لُقمة سائغة للمتربصين والمتصيدين ومن يهمهم التحكم في شخصية الفرد العراقي، وبالتالي نرى نتائج هذه السيطرة مُتجلية وواضحة في كل التغييرات التي تخص مكون دون آخر؛ والتي تصب في مصلحة زيادة الأزمات الإجتماعية وتضاخم فوضى الإتهامات وكيل العداءات إلى جهة معينة لتسقيطها وتهوينها ونبذها اجتماعيًا وسياسًا ودينيًا. جوليان أسانج - مؤسس موقع ويكيليكس - يقول في حوار له مع قناة روسيا اليوم، أن موقع فيسبوك يعتبر أكثر أدوات التجسس والتلاعب التي ابتكرها الإنسان رعباً في تاريخ البشرية، مُشيرًا إلى أن أجهزة الإستخبارات الأمريكية يمكنها الحصول على معلومات وأخبار عن أي مستخدم لمواقع الإنترنيت الكبيرة في أيّ وقت تُريده وبالتالي توجيه وقيادة الشارع الجماهيري وفقًا لهذه المعلومات والأخبار الواردة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat