المرجعية الدينية العليا تشبه المقاتلين الذين رسموا النصر للبلاد بأنهم كانوا كأصحاب الحسين عليه السلام أمثولة في البصيرة حيث لم يتخلى اي أحد منهم.

شبهت المرجعية الدينية العليا،في خطبة الجمعة هذا اليوم المضحين بأنفسهم من المقاتلين بأنهم كأصحاب الامام الحسين عليه السلام كانوا على بصيرة من امرهم وكأنوا امثولة اذ لم يتخلى منهم أحد.

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين، الحمد لله خالق العباد، وساطح المهاد، ومسيل الوهاد، ومخصب النجاد، ليس لأوليته ابتداء ولا لأزليته انقضاء، هو الاول لم يزل والباقي بلا اجل، اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله، ارسله رحمة للعالمين وامانا للخائفين، اللهم صلي عليه صلاة دائمة ترفع بها درجته وتتقبل بها شفاعته، وصلِ على وصيه امير المؤمنين علي بن ابي طالب، وعلى بضعته الطاهرة فاطمة الزهراء سيدة النساء، وصلي على سبطيه الامامين الحسنين المجتبى والشهيد، اللهم وصلي على أئمة المسلمين علي ابن الحسين ومحمد ابن علي وجعفر ابن محمد وموسى ابن جعفر وعلي ابن موسى ومحمد ابن علي وعلي ابن محمد والحسن ابن علي، اللهم وصلي على وريث الاوصياء وسليل الانبياء نهج الحق ولسان الصدق السيد السند والحجة المعتمد بقيتك في ارضك وحجتك على خلقك النور اللامع والضياء الساطع المهدي المنتظر ارواحنا لتراب مقدمه الفداء.
اخوتي..اخواتي. 
اعرض عليكم موضوعا تطرقت اليه بعض الآيات الشريفة الا وهي الآية (104) من سورة الانعام قال الله تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم " قد جاءكم بصائر من ربكم فمن ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما انا عليكم بحفيظ ".
ارجوا ان يلتفت الاخوة الاعزاء لهذا الموضوع المتعلق بمسألة البصيرة واعطي معناً مجملاً للبصيرة، البصيرة في القلب كالبصر في العين، بمعنى ان العين تبصر، تدرك، ترى، كذلك القلب، العقل ايضاً يبصر ولا يوجد تلازم بينهما، قد الانسان يكون بصيرا بعينه، يرى لكن قلبه اعمى، وقد الانسان سلب نعمة البصر لكنه يتمتع ببصيرة في قلبه وقد ينتفي الاثنان، وقد يجتمع الاثنان وهو عين المطلب، البصيرة هي الفطنة والبصيرة يحتاجها الانسان، دائما انه يعرف الامور وبواطن الامور، اتحدث بالمقدار العرفي، المسألة ليست في عالم غيب، هناك انسان فطن ودائماً يتحرك على بصيرة من امره لا يرفع قدماً الا وان يضعها في موطن صلب، يعرف كيف يتصرف، والامثلة على اهل البصائر كثيرة والامثلة على عدم البصيرة ايضا كثيرة، وبعضها امثال قديمة وبعضها امثال معاصرة، ان الانسان اذا فقد بصيرته يبدأ يتخبط كحاطب ليل لا يرى شيئاً من تعبه اطلاقاً لأنه فقد حالة البصيرة وحالة التأمل وحالة الدقة وحالة الفطنة والذكاء، كل هذه الاشياء فقدها، القران الكريم ماذا يقول " قد جاءكم بصائر من ربكم " فعليكم ان تستغلوها، كأن يكون البصائر انبياء، علامات، علماء، اشارات، بالنتيجة لابد ان نستغل هذه البصائر "فمن ابصر فلنفسه" هذا الناتج الذي يحصل من خلال البصيرة سيرجع بالمؤشرات الايجابية الى نفسه قال " ومن عمي فعليها" الله تبارك وتعالى لا يلجئنا الى الفعل حتى لا يكون جبر، حتى تبقى المسؤولية بعهدتنا، نعم، الله تعالى يبين، البصيرة يحتاجها السياسي، المبحث ليس سياسيا، انا اتكلم بشكل عام، البصيرة يحتاجها الاقتصادي يحتاجها الاجتماعي يحتاجها المعتقد الذي يعتقد ايضا يحتاج الى بصيرة، كثير من الناس اعتقدوا بالنبي لكن ليست لهم بصائر، بمجرد ان مات النبي صلى الله عليه واله وسلم ارتدوا، والبعض ادعى النبوة، وكذلك الائمة عليهم السلام، وكذلك العلماء، ناس تعتقد بالعالم لكن مجرد ان تأتي من هنا وهناك يسقط، البصيرة شيء غير مسألة العلم البصيرة فطنة ، الانسان يعلم هذا الامر لكنه لا توجد عنده بصيرة، قرأنا قبلاً في سورة يوسف ، يوسف عليه السلام القران امتحنه واختبره واختبر يعقوب ماذا يقول يوسف عليه السلام.؟ ولعلها للنبي صلى الله عليه واله وسلم، يقول قل هذه سبيلي ، طريقي، ادعوا الى الله، لاحظ تقطيع الآية ، قل هذه سبيلي فطريقي اضيفت لي انا مسؤول عنها ادعو الى الله، ثم ماذا ؟ على بصيرة انا ومن اتبعني لاحظوا السعة ادعوا الى الله، لكن لا ادعوا الى الله على عمى ادعوا الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني هؤلاء الذين معي على بصيرة من امرهم، تعرف معنى البصيرة من امرهم، سيد الشهداء عليه السلام عندما كان في كربلاء في واقعة الطف، الطرف المقابل عندما كان يقاتل البعض كان يستنجد قال ارسلوا لنا اتباع، اصحاب الحسين يقاتلون بشراسة اقوياء، الطرف المقابل لا ينثني، نرسل العدة ونرسل المدد وهؤلاء يفنون، واقعا القتلى في كربلاء، بعض ارباب المقاتل لا يحصوها، لكن القتلى ، قال نعم لان هؤلاء تعرفون من تقاتلون، في مقام يتكلم عن الشجاعة، يقول هؤلاء اهل البصائر، الانسان الذي عنده بصيرة لا يخشى شيئاً حتى وان لم ينتصر، لماذا ؟ اصحاب الحسين عمليا كلهم استشهدوا، معنى البصيرة انا عندي وضوح، انا افعل بحسب ما عندي، السياسي، قلت الخطبة ليست سياسية، السياسي اذا لم تكن عنده بصيرة سيتعب الناس ويتعب البلد، الاقتصادي اذا لم تكن عنده بصيرة سيجعل الاقتصاد مدمراَ، المواقع المهمة تحتاج الى كفاءات عندها بصيرة لما عنده، تكلمنا قبل سنوات عن عهد مالك الاشتر، من استفاد منه ؟ او بتعبير ادق كم من مستفيد منه؟ مع ان هذا العهد يعطيك طريقاً واضحاً لا لبس فيه، نعم هو يتحدث عن موقع سياسي كون ان مالك على امل ان يكون واليه على مصر لكن بعض الكلمات التي فيها يستفيد منها اي موقع عندما يبعث العيون، عندما يتعامل مع الناس لا يكون عليهم سبعاً ضاريا، الانسان الذي يكون عنده بصيرة يعرف، لاحظوا سأذكر مثالا حياتياً، قد تستغرب تقول هذا ما ربطه, نعم، انسان الان متمول مالا يساعد الناس ،مساعدة الناس مستحبة، لكن اهله يأنون من الجوع، اولاده، زوجته, ابناءه، هذا لا يملك بصيرة لا يعرف لأنه لو يعلم ان هؤلاء احق بأن يغدق، بأن ينفق لما فعل هذا ، اشبع هؤلاء ونعم تصدق وساعد الناس، اعطي هؤلاء، هؤلاء ينظرون اليك انت الاب انت الراعي ثم انقل الى الاخرين. 
...يتبع


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/05



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية الدينية العليا تشبه المقاتلين الذين رسموا النصر للبلاد بأنهم كانوا كأصحاب الحسين عليه السلام أمثولة في البصيرة حيث لم يتخلى اي أحد منهم.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net