الإكذوبة الدورية لتأييد المرجعية الدينية العليا لبعض القوائم الإنتخابية
مصطفى محمد الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى محمد الاسدي

يخوض الكثير من ساسة العراق وفي فترة ما قبل الإنتخابات بالتحديد لدعوى القرب من المرجعية الدينية العليا؛ إذ يتعرض الكثير لمخاض الصراع الحزبي مُتنازعًا مع نظائره من الأطراف السياسية، حيثُ أتخذ البعض منهم مسلك القرب من المرجعية في النجف الأشرف؛ لكسب تودّد الناس وأفرادهم المغيبين فِكريًا ومرجعيًا.
تمخضت هذه الأحزاب مدعية القرب في الإنتخابات الماضية وجنت ما جنت من الأصوات الإنتخابية الباطلة والتي سنبيّن زيف ادعاءها في نهاية المقال، فهوَ مسلك ضيق لا يطول مداه لطالما هناك رشد مرجعي وخطاب مستمر في كل جمعة، وتؤكد المرجعية العليا في خطابها المستمر عن برائتها من الأحزاب السياسية وما جناه العراق من دمارٍ أفتك بشعبهِ وأرضهِ على يد هذه الحفنة السياسية.
البراءة الأولى :
في تاريخ ٢٠٠٥/١٢/١١
أكد المرجع الشيعي الأعلى في العراق اية الله علي السيستاني إنه لم يدعم أية قائمة انتخابية وأن ما اشيع أخيراً حول دعمه لقائمة ما أو طلبه من الناخبين بالامتناع عن التصويت لقوائم معينه هو غير صحيح.
وذكر بيان أصدره مكتب السيستاني السبت -أن كل ما يصدر غير موقع أو مختوم بختمه الشريف أو غير مختوم بختم مكتبه فهو لا يمثل بأي شكل من الأشكال رأي السيد المرجع او وجهة نظره[1].
وكان محمد سعيد الحكيم الناطق الرسمي ونجل المرجع الديني في النجف الاشرف أية الله العظمى السيد محمد سعيد اعلن عن ان المراجع الأربعة وهم اية الله العظمى السيد علي السيستاني واية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم واية الله العظمى الشيخ محمد اسحاق الفياض واية الله العظمى الشيخ بشير النجفي اعلنوا عدم منحهم الدعم لأي قائمة او جهة في الأنتخابات المقبلة[1].
https://www.sistani.org/arabic/in-news/981/
البراءة الثانية :
في تاريخ ٢٠٠٦/١٢/٢٣
أكد السيد حامد الخفاف الناطق بإسم مكتب سماحة اية الله العظمى السيد السيستاني: «إنَ الأخبار التي تناقلتها وكالات الانباء المرئية والمسموعة والمقروءة عن دعم من سماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني لأي تكتل سياسي جديد أو غيره هو امر غير صحيح مطلقًا»[2].
https://www.sistani.org/arabic/in-news/1013/
وأيضًا للمرجعية قول في دعم القوائم :
في تاريخ ٢٠١٠/٢/١٦
«أنَ المرجعية الدينية العليا في الوقت الذي تؤكد على عدم تبنيها لأي جهة مشاركة في الإنتخابات فإنها تشدد على ضرورة ان يختار الناخب من القوائم المشاركة ما هي أفضلها واحرصها على مصالح العراق في مستقبله وحاضره واقدرها على تحقيق ما يطمح إليه شعبه الكريم من الإستقرار والتقدم، ويختار أيضاً من المرشحين في القائمة من يتصف بالكفاءة والأمانة والإلتزام بثوابت الشعب العراقي وقيمه الأصيلة»
إستفتاء صادر من مكتب السيد السيستاني دام ظله
خطبة الجمعة :
في تاريخ ٢٠١٤/٤/٤
النقطة الثالثة «الشيخ عبد المهدي الكربلائي» :
انّ المرجعية الدينية العليا التي اعلنت مراراً وتكراراً انها لن تدعم ايّاً من القوائم المشاركة في الانتخابات ترى انه بعد عشر سنوات من التجارب الانتخابية المتعددة، فإنه يفترض بالمواطنين ان يشاركوا في الانتخابات مشاركة واعية تُبنى على حسن الاختيار، فلا يكفي أصل المشاركة بل من المهم ان يتم اختيار الصالح الكفوء الحريص على المصالح العليا للشعب العراقي الحريص على قيمه النبيلة واستقراره وأمنه ورفاه ابنائه، الذي يفكر في مصلحة الشعب ومستعد للتضحية في سبيلها لا الذي يفكر في مصلحة نفسه وجماعته وكيف يستثمر كرسي النيابة او الوزارة في سبيل الاستحواذ على المزيد من المزايا والمخصّصات المالية والمقاولات التجارية والحقوق التقاعدية غير المنطقية وما الى ذلك مما يعرفه الجميع.
ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي المواطنين العراقيين بقوله: "ايها المواطنون
لا تغرّنكم الوعود البرّاقة والخطب الرنّانة والإعلانات الكبيرة التي تملأ الشوارع والساحات ولا القليل من المساعدات والخدمات التي يسعى البعض في تقديمها قبيل الانتخابات، ابحثوا عن ماضي المرشّح وحقّقوا من نزاهته وكفائته وحرصه على العراق والعراقيين قبل ان تصوتوا له، واذا كان نائباً في مجلس النواب او عضواً في الحكومة او في مجلس المحافظة او مسؤولا ً في أيّ موقع ٍ رسميٍّ آخر فتحقّقوا ان كان قد عمل بواجباته الوظيفية بتفان ٍ واخلاص ٍ ولم يبحث عن مصالح شخصية وما ماثلها قبل ان تمنحوا اصواتكم له، دعوا الوجوه التي لم تجلب الخير لهذا البلد واستبدلوها بأشخاص آخرين تتحققون من كفائتهم وصلاحهم وحرقة قلوبهم على هذا الشعب المظلوم". [4]
https://www.sistani.org/arabic/in-news/24731/
خطبة الجمعة :
في تاريخ ٢٠١٤/٤/٢٥
النقطة الثالثة «السيد أحمد الصافي» :
ليس للمرجعية الدينية العليا موقف معلن وآخر يتم الايحاء به لبعض الناس.. موقفها واحد واضح لا لبس فيه فهي لا تحدد للمواطنين من ينتخبون، هي تريد منهم ان يتحملوا بأنفسهم هذه المسؤولية، هي لا تقول لهم انتخبوا هذا ولا تنتخبوا ذاك هي لا تفعل ذلك.. ليس لأنها تساوي بين الصالح وغيره ولا تتنصل من مسؤوليتها الشرعية بل لأنها ترى ان مصلحة العراقيين حاضراً ومستقبلاً انما هي في ان يختاروا من يمثلهم في مجلس النواب استناداً الى قناعاتهم الشخصية لا اتكالاً على قناعاتها.[5]
http://www.almurtadha.org/pages/news.php?nid=208
* بعد كل ما تقدم، أصبح واضحًا للمنصف والقارئ الجيد للأحداث أن المرجعية الدينية العليا والمتمثلة بسماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله تقف على مسافة واحدة من جميع القوائم الإنتخابية والمرشحين، وإن ما يدعيه بعضهم من قربهم للمرجعية العليا ما هو إلى إساءة لهذا الصرح الديني العلمي الكبير وتزلف لمناصب سياسية يطمح إليها أصحاب هذه المشاريع الإنتخابية، وجل ما يبذلوه من إقناعٍ للجماهير ما هو إلى جملة من الأكاذيب المؤدجلة والمصيغة بطريقة براغماتية تعود على أحزابهم ومناصبهم بالمنافع الشخصية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat