صفحة الكاتب : محمد حسب العكيلي

ما بعد التحرير
محمد حسب العكيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لأخبركم سراً بأن الوضع في المنطقة العربية والعراق ملتهب تماماً, وكي لا اكون متشائم, اود الايضاح بأن هذا الالتهاب "داخلي" لا يشعر به او يراه الا من يقترب من الصعيد السياسي والعسكري العربي والعراقي.

فمثلاً بعد ان اعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الانتصار الكامل وتحرير الاراضي التي وقعت تحت سيطرة تنظيم داعش واعلان حالة وفاة ما يسمى بداعش, ولدت مرحلة جديدة مجهولة العنوان ذات ملامح واضحة.

قد يسأل سائل عن عن عنوان هذه المرحلة؟ ولماذا انا متشائم لدرجة عدم احتفالي بالنصر مع اخوتي العراقيين المحتفلين بنصر التحرير؟

ولأجيب عن هذه الاسئلة لابد ان اضع في ميزان الحسابات السياسية الامور الاتية:

اولاً: توقيت مرحلة الانتصار التام, ولماذا اعلنت الحكومة العراقية الانتصار في فترة ارتباك سياسي عربي, واقصد ما يحدث في القدس المحتلة بعد اعلان الرئيس الامريكي بنقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس, وما يحدث في الرياض من نفور في العلاقات الاسرية بين افراد العائلة الحاكمة (ال سعود) وتفرد ولي العهد محمد بن سلمان بالسلطة ومحاربته لابناء عمومته وكبار الدولة من رجال اعمال وسياسيين كبار منذ توليه العهد الى ما  وصل اليه اخيرا بحبس بعضهم.

ثانياً: تشنج العلاقات العربية, على سبيل المثال ما يحدث من تصادم حاد بين الحوثيين من جهة وانصار الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من جهة, بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح, ودعم الحكومة السعودية مناوئي حركة الحوثيين (المدعومين ايرانياً), وتقارب العلاقات السعودية – العراقية التي كانت متشنجة الى درجة اتهام السعودية بأن الحكومة العراقية صفوية وايرانية, واتهام العراق بأن السعودية هي التي تدبر وتدير عملية الحرب الطائفية في العراق وهي التي تتحمل مسؤولية دماء الشعب العراقي, وبعدها اصبحت علاقة الدولتين (دهن ودبس).

ثالثاً: التواجد الايراني العسكري او المخابراتي والتغلغل السياسي الواضح واعلان بعض الاطراف الحكومية "الشيعية" ولائها لايران, وحقد بعض الاطراف السنية على السياسة الايرانية وتدخلها بالعراق وهذا الحقد مدفوع الثمن ايضاً من اغلب الدول العربية الكبرى التي لها مصالح مشتركة مع الولايات المتحدة الامريكية التي تحاول تضييق الخناق على ايران.

رابعا: وهو الاهم الحشد الشعبي وما اعطاه من شهداء وجرحى ومصيره المجهول في ظل حكومة تحاول الامساك بثلاثة رمانات, وكيف ستعالج الحكومة العراقية هذا المشروع الذي قد يبدو للبعض كارثة تسمى بالحشد الشعبي من الناحية الاقتصادية والعسكرية خاصة وان عددهم يفوق المائة الف مقاتل, والبعض الاخر يرى ان جزء كبير من الحشد الشعبي يتعاطى مع السياسات والاوامر الايرانية بشكلٍ واضح وهذا ما يسبب مشكلة طائفية اخرى كدنا قد تجاوزناها بشق الانفس.

ما ذكرتهُ اعلاه قد يكون مغالى به نوعاً ما, لكن في حقيقة الامر لا اقصد المغالاة واما قصدت ان اضع الصورة بتفاصيلها اما القارئ, فالحكومية العراقية اليوم تواجه ترحيب من اغلب فئات الشعب العراقي, وهذا الترحيب اظنه الاول منذ 1958 واعلان الجمهورية, فالشعب العراقي بأغلب طوائفه من شيعة وسنة وكرد ولا ننسى الاقليات الاخرى يبارك للحكومة العراقية النصر الذي تحقق بغض النظر عن صانعه, وهي محظوظة جداً بكسب قلوب العراقيين, لكن عليها الا تفرح كثيراً وان تكون حذرة جداً لان المزاج العراقي يتغير بسرعة الرياح, وان تحاول ان توازن بعلاقاتها مع القوى الدولية الداعمة والدول العربية التي ساعدت ولو بالشيء البسيط وكذلك ان تحافظ على علاقاتها مع روسيا وايران وتركيا التي بحاجة الى تقارب العلاقات بين انقرة- وبغداد. ومبروك لشعبنا العراقي اعادة الاراضي ونسأل الله ان تعاد القدس المحتلة ايضاً.

نيوزيلاند

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسب العكيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/12



كتابة تعليق لموضوع : ما بعد التحرير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net