ثمت مايضعنا في مواجهة تامة وحقيقية ازاء المنتج الجمالي والفني اينما كان في اوربا والعالم , وان المنتج الفني لايعني ذاته الجمالي كما العكس ويذهب البعض الى اعتباره متمما ومكملا وهذا مايسمى التحييد في المدى والتحييد نقطة ارتكاز قد تطلق على فئةانسانية او مجموعة شعرية او قصصية او حتى حرف لغوي وتشكيل مبتور يدور في فلك المسافة والمسافة ليست مانعنيها بالمتر او المقياس وانما هي تلك النظرة مابين المنتج والمتلقي , حيث مايحققانطلاقها او نشأتها الهوية الفنية للفنان , كما يمكنه ان يوفر الافق الفني لدى القارىءوالقارىءسيكون مجموعة من المعطيات والتفاوتات التي لاولن تحقق هدف الفنان في انتاج اللوحة ولا نعزو ان بعض من حركات الفن جعلت ان الفن للفن والفن للجمهور وغيره , اذ ربما يستغرب البعض من ذوي الاختصاص حقيقة الفن هي ثاويتها اي سريتها وعمق وجودها بمعنى ان ذروة الفنان تبقى في جدلية صراعه الدائر مابين اللوحة والموضوع سواء تكاملت او تناقضت او تناقصت ذلك ان شعوهر بالنزاع الفني هو مايطفو وبالتالي خلجاته هي من تطفو وبالتالي مايتمدد في المكان هو الزمان ذاته عبر سلسلة من المد والجزر نعم وانها سلسلة من التبدلات والتوافقات والتغيرات جلها تتكافأ وتتنافس بعدصراعباطنيلاعلاءعناصراللوحةمنلونوفراغوملمسوغيرهوبالتاليتتنافسكمااسلفناللظهوروفققيمة معينة يكون جزء منها الفنان , وان اعمال ورسومات (بولا بتروشي ) تؤكد امكانيتها كرسامة في نشأة التمدد المكاني عبر نماذج كينونتها الانثوية , حيث رسمت موديلاتها بذكاء ولعل انموذج لوحتها يحاكي الى حد ما النزعة الانطباعية في تكتلات المساحات وتضاد اللونية وان جاءت بالابيض والاسود في اكثر من مكان واكثر من درجة (tone) فتعاملت مع المكان في اللوحة على انه جزء منها فادخلت (contrast( بحرفية عالية في غاية واضحة للوصول الى الاحكام الفني في نشدانها الافق الجمالي عند المتلقي لكنه بذات الوقت هو الافق الفني لدى الفنان , مما الزمتنا الى ايقاف التفكير في زوايا اخرى قد تكون بعيدة عن ناظرينا الا انها تبقى قريبة منها , وعليه امتثلت كل عناصر اللوحة الفنية في طريق يتوازى بلا شك ونضوج المنتج الفني والجمالي في آن واحد , وهذا دليل على وجود الصلة في نهج المكان الصوري او صورته , اذ ارادت (بتروشي ) ان تضع بنية (المرأة ) في سياق العثور على مركز استقطاب لدى الاخر والاخر قد يكون من جنس المماثلة او المخالفة لانه يضمن لنا محاكاة الصورة في حضور الصورة ولا نستبعد ثبوتيتها في الذاكرة الباطنية حتى تكون اكثر وجودية بعد ان تنزح اي الصورة من العقلي والنفسي ومن هنا , ارادت (بتروشي) ان تؤكد ان الزمان ماضي كلما اسلفنا الا ان المكان حاضر كلما اسلفنا ايضا , واذا ماكنا في التحليل الفني لهكذا رسومات ندرك تلك السمات الفنية في انها حضور دائم من خلال درجة تحديدها وتحييدها كعنصر لوني قاتم او فاتح , وتشكيل المرأة بكل زواياه من ظل وضوء ماهو الا انعكاس رغبوي في اظهار ماهو مستور ايضا واذا ما لاحظنا تركيبة الصورة في رفع اليد وساعدها الى اعلى الرأس هو يجىء في ظل الاغواء وبيان الابط داخل جوانب اسفل الكتف , وان هكذا ظهور يذهب الى عدة معطيات كما اسلفنا في الاغواء ومنها في الحركة كونها عنصر ثابت في بنية الصورة اما اخفاء شكل الوجه وتطعيمه بضلال ومساحات متفاوتة الدرجات اللونية هو بحد ذاته استقطاب لما بعد الصورة يحاكيها ويغازلها المشاهد , في حين ان الوشاح المرسل الى نصف الوجه رمز الى الانكفاء في البحث الى الوراء وقد تخالفنا (بتروشى) بذلك الا ان مانراه في افق التحليل يضعنا بموازاة الفنان من اجل بناء الاعجاب والاعجاب اثارة في الافق يعني اتباع لا نفور في فعل التحليل والتفكيك , عليه ان بناء نظرة المشاهد والمتلقي محاولة التصور والبحث عن المعنى الاصلي او الحقيقة الثابتة وتعني المعنى واستقراره , في حين هي ذاتها تصور ماهو ات وفي الامام اي ابداء حالة عقلية قادمة , ومن هنا ان المركز في التحييد والمدى يعني البحث في العثور على مركزيات القوى في الصورة ومنها (الانا ) واتمام وحدة بنية التشكيل بعيدا عن العفوية وطغيان المعرفة النصية بالتالي للوحات ومصورات (بتروشي).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat