صفحة الكاتب : محمود الربيعي

دور العولمة في التأثير على ثقافة المجتمع الفصل السابع عشر
محمود الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محاور البحث مع ذكر المصادر ومناقشة موضوعية لأبرز ماورد في تلك المصادر.
المحور الأول: مفهوم العولمة: المصدر ويكيبيديا الموسوعة الحرة. مع مناقشة موضوعية. 
كما نتناول مفهوم الليبرالية كما ورد ذكرها في ويكيبديا الموسوعة الحرة. مع مناقشة لنا لمفهومها من وجهات نظر مختلفة.
المحور الثاني: تاثير العولمة على الثقافة العربية: المصدر تاثير العولمة على الثقافة العربية د. محمد صايل نصرلله الزيود أستاذ مساعد ورئيس قسم الادارة التربوية والاصول، كلية العلوم التربوية/ الجامعة الأردنية- عمان/ الأردن...  مع مناقشة موضوعية.
المحور الثالث: الهوية وثقافة العولمة: المصدر: الهوية وثقافة العولمة عبد الله الجسمي مجلة العربي الكويتية - أول يوليو 2005...  مع مناقشة موضوعية.
 
المقدمة
تعتبر العولمة والليبرالية من المفاهيم الحديثة التي لها تأثير هام في ثقافة  المجتمع  وعلى هذا الأساس سنعمل على مناقشة تلك المفاهيم بعرض وجهات النظر المختلفة التي ستقودنا في النهاية الى نتائج معتدلة قد تخدم المجتمع الإنساني بما فيه من دول كبرى مؤمنة بمبدأ العولمة ودول يروق لها أيضاً هذا المبدأ دون تحفظ، ودول تتحوط وتحذر وتخاف منها، مع بيان السبل الكفيلة للأخذ بمبدأ الإعتدال في الرؤية الإنسانية التي لاتتعارض مع المفهوم القومي أو الديني بل تقوم على أسس من التعاون والتسامح وعدم فرض الهيمنة على الدول الصغيرة أو إستغلالها بل لأجل أن تقوم الوحدة الإنسانية على أسس من المصالح المشتركة والمتبادلة دون أن يقع الحيف على أحد من أطراف هذا العالم الواسع.
 
المحور الأول: مفهوم العولمة.
مناقشة  مفهوم العولمة حسبما ورد في موسوعة الويكيبيديا.
أولاً: جاء في الويكيبديا بأن العولمة: هي تلك العملية التي يتم فيها تحويل الظواهر المحلية أو الإقليمية إلى ظواهر عالمية. كما يمكن وصف العولمة أيضًا بأنها عملية يتم من خلالها تعزيز الترابط بين شعوب العالم في إطار مجتمع واحد لكي تتضافر جهودهم معًا نحو الأفضل.
 
تعليق
تعتبر العولمة عملية مدروسة تخَطِط لها الدول الكبرى للوصول الى تحقيق المصالح العليا في هذا العالم، ولكي تنفتح هذه المنظومات الدولية الكبيرة على هذا العالم لابد لها أن تضع الخطط والبرامج لتحقيق تلك الأهداف عن طريق إقناع الدول بقبول مبدأ العولمة والدخول تحت وصايتها الدولية. 
وورد بشأن العولمة أيضاً
ثانياً: بأن  العولمة تعمل على تكامل الاقتصاديات القومية وتحويلها إلى اقتصاد عالمي من خلال مجالات مثل التجارة والإستثمارات الأجنبية المباشرة وتدفق رءوس الأموال وهجرة الأفراد وانتشار استخدام الوسائل التكنولوجية.
 
تعليق
ويتضح من خلال هذا المفهوم أن إرادة الدول الكبيرة المخططة لتلك العولمة تسعى لنقل الاقتصاديات القومية للشعوب لتصب في مجرى التجارة التي تخطط لها تلك الإرادة، ويترتب على ذلك تفتيت النظرات القومية والعمل على إنشاء نمط من القومية المستحدثة تلحق بالقومية الأكبر وفي هذه الحالة فإن على الدول ذات القوميات الضعيفة والصغيرة لابد أن تسمح للإستثمارات الأجنبية بصورة مباشرة، كما يتضح أن عملية العولمة عبارة عن تخطيط لتغيير الإنتشار السكاني وفق أسس جديدة، والتشجيع على الهجرة بين الدول وهذا لايتحقق إلاّ بوسائل علمية حديثة ومتقدمة.
 
النقطة الثالثة
ثالثاً: إن من مزايا العولمة أنها كظاهرة تشتمل في حد ذاتها على تنوع كبير من مجموعة من العمليات الصغيرة التي تهدف إلى نزع سيطرة الدول على كل ما أسس فيها ليكون قوميًا - سواء على مستوى السياسات أو رأس المال أو الأهداف السياسية أو المناطق المدنية والحدود الزمنية المسموح بها أو أي مجموعة أخرى بالنسبة لمختلف الوسائل والمجالات.
 
تعليق
وتشير هذه المعلومة الى مدى التخطيط الواسع التي تقوم بها هذه المنظومات التي تسعى لبناء العولمة الكبيرة أو العالم الواحد الكبير أو القومية الواحدة لرسم سياسة العالم الجديد وخصوصاً العولمة الإقتصادية ويترتب على ذلك رسم الخطوط لتذويب العوالم الصغيرة وضمها لتلك القومية وتحت إدارة القيادة السياسية الأكبر مع إدارة رأس المال في العالم الجديد والكبير.
 
النقطة الرابعة
رابعاً: يتم استخدام مصطلح "العولمة" في سياقه الاقتصادي، فإنه سيشير إلى تقليل وإزالة الحدود بين الدول بهدف تسهيل تدفق السلع ورءوس الأموال والخدمات والعمالة وانتقالها بين الدول، على الرغم من أنه لا تزال هناك قيود كبيرة مفروضة على موضوع تدفق العمالة بين الدول.
 
تعليق
وهنا ووفق هذا التقدير لايسعنا إلا أن نقول بأن تخطيط القيادة السياسية التي تؤسس لهذه العولمة لابد لها أن تعمل على إضعاف الحدود بين الدول التي تضطر الى طلب الحماية الدولية ولتتمكن قيادة العالم الواحد من إدارة الحدود بين الدول والإشراف عليها من خلال التشريعات الجديدة التي تخفف من القيود المفروضة على قيادة العالم الجديد المتمكن الذي يملك القدرة على إدارته بما يحقق لها البقاء على مستوى النماء الذي تطمح إليه، وهذا الأمر لايتوقف على رأس المال والنقد والموارد الطبيعية وإنما يتعداه الى الموارد البشرية والذي كما ذكرنا في تعليقنا أنه يستوجب التدخل لإعادة صياغة الوضع الجديد للتوزيع السكاني الذي يرتبط بالعمالة وبذوي الخبرات العلمية والتقنية خصوصاً من حملة الشهادات العالية.
 
 
 
النقطة الخامسة من مجموعة المفاهيم التي طرحتها الويكيبيديا
خامساً: يعرف " تو جي بالمر " ( Tom G. Palmer) في معهد كيتو Cato Institute بواشنطن العاصمة، العولمة بأنها عبارة عن " تقليل أو إلغاء القيود المفروضة من قبل الدولة على كل عمليات التبادل التي تتم عبر الحدود وازدياد ظهور النظم العالمية المتكاملة والمتطورة للإنتاج والتبادل نتيجة لذلك".
 
تعليق
وهذه إشارة مهمة الى عملية إنصياع الدول وخضوعها لنظام العولمة الذي خططت له المنظومات الكبرى لتعزز إقتصادها الذي يحتاج الى إيجاد أسواق تصريف لمنتجاتها مع إستيراد إحتياجاتها المختلفة التي لاتتم من دون هذه العولمة التي توفرلها الحماية من الضعف والتصدع.
 
النقطة السادسة
سادساً: أما " توماس إل فريدمان "  (Thomas L. Friedman) فقد تناول تأثير انفتاح العالم على بعضه البعض في كتابه "العالم المسطح" وصرح بأن الكثير من العوامل مثل التجارة الدولية ولجوء الشركات إلى المصادر والأموال الخارجية لتنفيذ بعض أعمالها وهذا الكم الكبير من الإمدادات والقوى السياسية قد أدت إلى دوام استمرار تغير العالم من حولنا إلى الأفضل والأسوأ في الوقت نفسه.
 
تعليق
وهنا يأتي دور الشركات العالمية التابعة للدول الكبرى حيث تعتبر بمثابة الأذرع العاملة والنشيطة التي تحقق لقيادة العالم الجديد مالايمكنها تحقيقه لوحدها وهذه الشركات تعتبر الجنود المجندة من المدنيين خصوصاً بعد تغيير الأنظمة الإقليمية ودول العالم الصغير التي تستطيع أن تمتص رؤوس أموال الدول الضعيفة والتي تمتلك موارد طبيعية وبشرية كبيرة، وهذه العملية لها تكاليفها وإرهاصاتها المختلفة وعادة ماتكون نتائجها مختلفة أيضاً من دولة الى أخرى.
 
النقطة السابعة
سابعاً: ذكر العالم والمفكر " ناعوم تشومسكي "  (Noam Chomsky) أن مصطلح العولمة قد أصبح مستخدمًا أيضًا في سياق العلاقات الدولية للإشارة إلى شكل الليبرالية الجديدة للعولمة الاقتصادية.
 
تعليق 
مفهوم الليبرالية
وقبل الدخول الى هذه النقطة فإن علينا توضيح مفهوم الليبرالية العام وقد إعتمدنا هذا التعريف على موسوعة الويكيبيديا أيضاً فالليبرالية أو اللبرالية (من ليبر liber وهي كلمة لاتينية تعني الحر) مذهب سياسي أو حركة وعي اجتماعي، تهدف لتحرير الإنسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة (السياسية والاقتصادية والثقافية) وقد تتحرك وفق أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها. وتتكيف الليبرالية حسب ظروف كل مجتمع، إذ تختلف من مجتمع إلى مجتمع. الليبرالية أيضا مذهب سياسي واقتصادي معاً ففي السياسة تعني تلك ( الفلسفة) التي تقوم على استقلال الفرد والتزام الحريات الشخصية وحماية الحريات السياسية والمدنية.
وبخصوص العلاقة بين الليبرالية والأخلاق، أو الليبرالية والدين، فإن الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار. أن تكون متفسخاً أخلاقياً، فهذا شأنك. ولكن، أن تؤذي بتفسخك الأخلاقي الآخرين، بأن تثمل وتقود السيارة، أو تعتدي على فتاة في الشارع مثلاً، فذاك لا يعود شأنك. وأن تكون متدينا أو ملحداً فهذا شأنك أيضا.
ترى الليبرالية أن الفرد هو المعبر الحقيقي عن الإنسان، بعيداً عن التجريدات والتنظيرات، ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً. فالإنسان يخرج إلى هذه الحياة فرداً حراً له الحق في الحياة والحرية وحق الفكر والمعتقد والضمير، بمعنى حق الحياة كما يشاء الفرد ووفق قناعاته، لا كما يُشاء له. فالليبرالية لا تعني أكثر من حق الفرد - الإنسان أن يحيا حراً كامل الاختيار وما يستوجبه من تسامح مع غيره لقبول الاختلاف. الحرية والاختيار هما حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية، ولا نجد تناقضاً هنا بين مختلفي منظريها مهما اختلفت نتائجهم من بعد ذلك.
تعليق فرعي حول مفهوم الليبرالية
نرى في هذا المفهوم تقارباً مع المفهوم الديني للمدرسة الإسلامية التي تتبنى مبدأ الإختيار بعد أن توضح مايترتب على هذا المفهوم من نتائج في الحياة الآخرة وهو مايدعى في مدرسة أهل البيت (بين الجبر والتفويض) أي حسب ماورد عن الإمام الصادق عليه السلام أن ( لاجبر ولاتفويض ولكن أمر بين أمرين) فالإنسان مخير في الدنيا وهو يتناسب مع مفهوم الليبرالية ويتقاطع معه محَمِلاً الإنسان نتائج خياراته في الآخرة. ولاتقاطع في الخيار بينهما في حال الدنيا. وفي الوقت الذي يتحد مفهوم الفيدرالية في بعض جوانبه في الأمور التي تتعلق بالآثار السلبية للحريات السلوكية غير المنضبطة كشرب الخمر أثناء قيادة السيارة وغير ذلك كما ذكر في تعريف الليبرالية.
 
تعليق أساسي حول النقطة السابعة
وهنا تبرز أهمية الليبرالية ومدى إرتباطها بالعولمة من جهة العالم الحر أو العالم الإقتصادي الحر الذي يدفع الى الأخذ بمبدأ الحرية والتحرك لخدمة النظام العالمي أو العولمة الجديدة، ولكن التطبيق الواقعي لهذه الحرية يتقاطع مع مفهوم الليبرالية حيث نجد أن العوالم الصغيرة تعاني كثيراً من سلبيات العالم الحر الذي أخذ أشكالاً مختلفة من التدخل الإقتصادي المفروض الذي يظهر أحياناً على شكل تدخل في السياسات الداخلية للدول الصغيرة بل ويتعدى ذلك الى التدخلات العسكرية أحياناً عندما تجد الدول الكبيرة أن المنافذ مغلقة أمامها غير الخيار العسكري الذي تمهد له عبر المؤسسات التي تقدم لها خدمة كالأمم المتحدة ومجلس الأمن أو قد تحصل على تلك الخدمات من العوالم الصغيرة التي اختارت الإنضمام الى عالم العولمة وتقديم الخدمة لتسهيل وصول الإمدادات لها من الموارد الطبيعية والبشرية.
 
النقطة الثامنة
ثامناً: ذكر " هيرمان إيه دالي "  (Herman E. Daly) أنه أحيانًا ما يتم استخدام مصطلحي "العولمة" و"التدويل" بالتبادل على الرغم من وجود فرق جوهري بين المصطلحين. فمصطلح "التدويل" يشير إلى أهمية التجارة والعلاقات والمعاهدات الدولية وغيرها مع افتراض عدم انتقال العمالة ورءوس الأموال بين الدول بعضها البعض.
 
تعليق
ووفق هذا المفهوم فأن يعتبر منطقاً مهذباً رغم مايترتب على المعاهدات من فرض فرص الهيمنة على الطرف الضعيف.
 
ويتضح مما سبق أن المستفيد الأكبر من العولمة هي الدول الكبرى بالدرجة الأولى إذ هي محتاجة اليها الى درجة كبيرة وهي تعمل بجد ومثابرة لتحقيق هذا الهدف والمصالح التي تترتب على مثل تلك الأهداف.
 
المحور الثاني
تاثير العولمة على الثقافة العربية
تاثير العولمة على الثقافة العربية: د. محمد صايل نصرلله الزيود أستاذ مساعد ورئيس قسم الادارة التربوية والاصول، كلية العلوم التربوية/ الجامعة الأردنية- عمان/ الأردن.
 
النقطة الاولى
أولاً: وكان من ابرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن العولمة تمثل تحديا حقيقيا للثقافة والهوية الثقافية العربية؛ عن طريق انتشار الكثير من المظاهر المادية والمعنوية التي لا ترتبط بالثقافة والهوية الثقافية العربية لدى كثير من أبناء الشعب العربي.
 
تعليق
لمناقشة هذا الطرح علينا النظر الى الأمر بنوع من التجرد فكما أن الدول التي تتبنى العولمة وتسعى لتطبيقها على مستوى العالم لتحقيق ديمومتها التي تتناسب مع النمو الإقتصادي والصناعي وعملية الإنتاج لابد أن يكون لدى العوالم الصغيرة إرادات لتحقيق هويتها والدفاع عنها خصوصاً فيما يتعلق بالجوانب الإيجابية من هويتها، والهوية العربية تأخذ مفهومين جدليين فالمفهوم الأول يتعلق بالإنتماء الى القومية العربية بغض النظر عن الدين والمذهب، والمفهوم الثاني يتعلق بالهوية الإسلامية بغض النظر عن القومية وفي الحالتين يحتاج الأمر الى التوضيح وهو خارج حدود بحثنا لكن الذي يمكن قوله إن مفهوم القومية لايتقاطع مع الدين إذا لم يؤدي الى التعصب القومي وكذلك فيما يتعلق بالدين فإن مفهوم الدين لايتقاطع مع القومية إذا لم يؤدي الى التعصب للدين وفي كلتا الحالتين فأن مبدأ التعايش القومي والديني بين القوميات وكذلك بين أهل الأديان هو الحل الأمثل لتلك الميول والإتجاهات المختلفة، وعليه يتبين خطورة العولمة على الدول الصغيرة عندما تتدخل الدول الكبرى لإضعاف ثقافات الشعوب، وفرض ثقافتها على الدول المستضعفة وهو مايخالف مفهوم الليبرالية وأهداف العولمة المعلنة.
 
النقطة الثانية
ثانياً: أن العولمة أدت إلى صبغ الثقافة العربية بالثقافة الاستهلاكية.
تعليق
أرى أن ذلك ليس مرتبطاً فقط بسياسات العولمة وإنما يعتمد على سياسات الدول الصغيرة التي تختار أن تكون مستهلكة وغير منتجة بعكس الدول الكبيرة التي تتبنى الأخذ بعملية النماء والإنتاج والإستفادة من الموار الطبيعية والبشرية وإستغلال التكنولوجيا الحديثة.
 
النقطة الثالثة
ثالثاً: أدت العولمة إلى تعميم استخدام اللغة الانجليزية على حساب اللغة العربية من خلال ازدياد استعمال اللغة الإنجليزية في الأسرة والمدرسة والجامعة والإعلام والتأليف.
 
تعليق
نعتقد أن في ذلك نوعاً من المغالات فاللغات الأجنبية وخاصة اللغات العالمية المشهورة تسهم في نقل إيجابيات الثقافة العالمية فأن كان هناك أي تقصير في التقليل من أهمية اللغة العربية فهذا شأن الدول التي لاتهتم بلغات شعوبها وقومياتها والفرصة متوفرة لدى جميع العوالم الكبيرة والصغيرة ولابد من تبادل الخبرات والعلوم بين الدول.
 
النقطة الرابعة
رابعاً: أدت إلى تحول الثقافة العربية إلى ثقافة مضمونها تفضيل الكسب والإيقاع السريع والتسلية الوقتية وإدخال السرور على النفس وملذات الحس وإثارة الغرائز، مما أدى إلى تراجع دور الأسرة، وتفكك بنيتها، وفقدان الأسرة لقدرتها على الاستمرار كمرجعية قيمية وأخلاقية للناشئة.
 
تعليق
نؤكد إن هذه الآثار لاتتوقف على الدول الكبيرة التي تتبنى العولمة وإنما تقع المسؤولية على العوالم الصغيرة التي تتقاعس عن إنجاز المهمات التي تتعلق بالحفاظ على خصوصيات الثقافة القومية والوطنية لتعزيز إنتماءها، وتقبل حسنات نظام العولمة، والدفاع عن هويتها عندما تحمل العولمة تهديداً حقيقياً للمجتمع الأصيل الذي يتبنى قيماً فاضلة.
 
النقطة الخامسة
خامساً: أثرت العولمة على الثقافة العربية من خلال اختفاء العديد من العادات والتقاليد فالتواصل وصلة الرحم وزيارات الأقارب تبدلت وأصبحت في حدود ضيقة بفعل الانشغال بالربح المادي.
 
تعليق
نحن نرى بأن ذلك يعود الى تراجع دور القيادات الثقافية في المجتمع العربي، وتقاعس المثقفين عن القيام بمثل هذه المهمات بسبب التخلف الذي أصاب الدول العربية، وبسبب الحكام الذين لايؤمنون بالمشروع الإنساني للقومية العربية والإسلام ومنهم الذين تأثروا بالموجات الأجنبية التي أدت الى الشعور بالدونية والحقارة بعد أن إنبهروا بالتقدم الصناعي الذي أحدثته الآلة الإنتاجية للدول الكبرى.. لذلك فإن ثقافة الأمة لاتقاس بقدرة الآلة على الإنتاج وإنما بقدرة العقول المثقفة على إدارة المجتمع وفق أسس فاضلة.
 
المحور الثالث: الهوية وثقافة العولمة.
الهوية وثقافة العولمة عبد الله الجسمي مجلة العربي الكويتية - أول يوليو 2005.
 
النقطة الاولى
أولاً: فهناك حتى الآن رؤيتان مختلفتان بشأن التعامل مع ما يحدث في العالم من تطورات وكلاهما خاطئ، الأولى ترفض بشكل تام، أي شكل من أشكال التعامل مع هذه الثقافة وحتى ثقافات أخرى قد يكون لها طابعها المميز، وتدعو إلى الانغلاق والتقوقع والانكماش الذاتي.
 
تعليق
إن العقل والحكمة يدعوان الى الإنفتاح على العالم بشكل إيجابي على أن لايمس هذا الإنفتاح خصوصية البلدان التي لها خصوصيات قومية ودينية، وفي هذه الحالة ينبغي تغليب الجانب الإنساني المرتبط بالعدل الذي يدعو الى التعايش السلمي ونبذ الصراعات والأطماع غير المشروعة على ماعداه.
 
النقطة الثانية
ثانياً: والثانية التي تقلد النموذج الثقافي الغربي الحالي بحذافيره وتلغي هويتها وتراثها وقيمها بشكل تام، وكأنها ظاهرة مقتلعة الجذور في مجتمعاتها، وتعيش في حالة فصام معها.
كما جاء أيضاً
يتطلب النظر للولايات المتحدة الأمريكية لا على أنها كتلة متكاملة من الشر أو الغطرسة السياسية، بل يجب التمييز بين ما يصدر عنها من أفعال وممارسات سياسية، وبين دراسة العوامل التي ساهمت في بروز هذا المجتمع الهجيني خلال فترة وجيزة وتسيّده العالم وقيادته علميًا وثقافيًا.
فهناك من الأمور ما يمكن أن يصلح لنا ويطور أساليب الحياة والإنتاج في مجتمعاتنا، والمطلوب الأخذ بها وتطبيقها على واقعنا. وهي الأمور الجوهرية التي حققت العدالة والتقدم، منها استقلالية القضاء وسيادة القانون على الجميع، والأخذ بالعلم والتفكير العلمي والأساليب التربوية الحديثة، والحرص على التقدم الصناعي والعلمي إلى آخره من الأمور التي ساهمت في تقدم المجتمع الأمريكي وتطوره.
 
تعليق
إن التقليد الذي لايستند الى العقل ولا الى المشروعية الإنسانية التي تقوم على أساس الفضيلة والتعاون والتسامح والعدالة لايصح أن يكون بديلاً عن الهوية الأصيلة، ونحن نؤمن بالتلاقح الثقافي الذي يقوم على أساس مبدأ الإحترام المتبادل وعدم إلغاء أية ثقافة بطريق القوة أو فرض الهيمنة بغير وجه حق.
وأما بخصوص الولايات المتحدة الأمريكية فإن موقف الدول العالمية المتعددة التي هي أقل قدرة منها يجب أن يكون متوازناً معها وفق مواقفها وإحترامها لمبدأ التعايش والتسامح والتعاون الإنساني المشترك ووفق أسس من العدل والإنصاف.
 
النقطة الثالثة
ثالثاً: وفي المقابل، يتم البحث في موضوع الهوية العربية والمحلية بشكل نقدي وجريء ليستوعب التغييرات التي تحدث في مجتمعاتنا، والعمل على المحافظة على الأوجه الإنسانية والحضارية في هويتنا وثقافتنا.
 
تعليق
وهذا الإتجاه صحيح فهو يخدم ولايخالف السنن الإنسانية التي تحث على التعايش والتسامح والمحبة والتعاون كما يدعو الى الحفاظ على عاداتنا ومبادئنا لتكون أمتنا وسطاً تحمل روح الإعتدال وتقوم على أساس العدل.
 
خاتمة
مما يتقدم يتبين لنا:
أولاً: أن لاتعارض مع العولمة إذا كانت تقوم على أساس المصداقية والنزاهة والمواقف المعتدلة.
ثانياً: أن لاتكون تلك العولمة مفروضة على الدول والشعوب وعلى أساس من الإستصغار.
ثالثاً: أن لاتكون الآلة الصناعية سبباً للغرور والطغيان.
رابعاً: إحترام صفة التنوع والأصالة والعراقة عند الدول على أساس الحرية التي تدعو لها الليبرالية ودعاة الإصلاح.
وفق الله الجميع للعيش بحرية وسلام وعدل وسعادة
 
 11/11/2011

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/11



كتابة تعليق لموضوع : دور العولمة في التأثير على ثقافة المجتمع الفصل السابع عشر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net