صفحة الكاتب : لؤي الموسوي

الوطن بحاجة الى مُخلِص وليس الى مُخ لص
لؤي الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من سِمات الصُلحاء هو الاخلاص لأوطانهم، والانسان المُخلص يكون محل ثقة المجتمع والأمة التي يعيش بين ظهرانيها، فيعمل المجتمع على تفضيله على انفسهم لما يتمتع من نزاهة واخلاص وتفاني من اجل خدمة مجتمعه ولهذا يكون متفوق عن غيره من اقرانه.

   حين نستعرض سيرة الصُلحاء منذ بداية مشوار الانسان، استطاع الواحد منهم تغير واقع كثير من الأمم رغم كِثرة اعدائهم، لان العظيم انما يكون عظيماً بِعطائه، تمكنوا من تغير الدُنيا فمنهم من غير عادات وتقاليد شعوب وأمم عن طريق رسالات السماء بواسطة ارسال الانبياء والرُسُل لهداية الناس، وطريق اخر تمثل بظهور طبقة من المُفكرين والعُلماء الذين اناروا الدُنيا بعلمهم وعطائهم مثال على ذلك مخترع الطاقة الكهربائية التي تعتبر شريان الحياه فبدونها تنعدم الحياه كابن سينا وابن البيطار وغيرهم من اقرانهم الذين خدموا الانسانية. 

   هنالك الكثير ممن عمل على خدمة اوطانهم فقدموا كل ما يملكوه من اجل اسعاد مواطنيهم وتقديم افضل خدمة لهم وخلاص شعوبهم من سطوة الظالمين وإن كان على حساب حياتهم ومكانتهم، وهذا لايأتي الا من إنسان يتمتع بالاخلاص والعنفوان فيعطي من نفسه للاخرين والشواهد على ذلك كثيرة امثال غاندي وجيفارا قدموا حياتهم من اجل استقلال بلدانهم والتطلع لشمس الحرية. 

بعكس ذلك هو من يحتال على شعبه ومجتمعه بوسائل ابتكرها لمنافعه ولتحقيق مبتغاه وان كان ذلك على حِساب مُعنات و مقدرات شعب بكامله. 

   الوطن بحاجة الى مُخلِص وليس الى مُخ لص، بحاجة الى من يكون صادقاً مع شعبه ومتكاشفاً معهم ويحمل هموهم ويشاركهم بها ويكون منهم لاعليهم، وليس من يحتال عليهم بطرق ملتوية. 

هنالك من يلبس ثوب الاصلاح ويدخل في خانتهم ولكنه بعيد عنها كبعد الارض عن السماء فهو متعدد الوجوه فيحمل وجه الحمل الوديع وقلب ذِئب يخدع بها شعبه مستغلاً عاطفة المجتمع الذي هو فيه.. فبِلادي ابتليت بمثل هكذا نماذج، فمنهم من يخرج بثوب الوطنية مستغلاً بها من يحلم الى وطن حر كريم تتساوى فيه جميع فِئات المجتمع واخر بثوب الدين والمذهب والعرق والمنطقة واخر بثوب الاصلاح المزيف ليدفع عنه شبهات الفساد التي غارق هو بها.. فالوطن بحاجة الى من يقتطع من جسده فيعطيها لوطنه وليس من يقتطع من جسد الوطن ليملئ بها جوفه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لؤي الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/25



كتابة تعليق لموضوع : الوطن بحاجة الى مُخلِص وليس الى مُخ لص
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net