ولا تأخذنكم جعجعة النصر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد ثلاث سنوات من القتل والقتال انتصر العراق على قوى الظلال الداعشي، انتصار لم يكن بالسهل، الاف الشهداء قد سقطوا مخلفين ورائهم جيش من الارامل والايتام وامهات ثكلى تندبهم، والملايين من الاموال قد صرفت على هذه الحرب، اثقلت ميزانية العراق و ادخلته في حقبة تقشف لم يتخلص منها الا بعد مدة ليست بالقصيرة، اثر الحرب واضح وجلي على العراق اجمع.

   بعد كل تلك المخلفات لابد ان نتوقف لفترة من الزمن و نتدبر، هل ما خلفته الحرب لابد له من علاج؟ او لا يجب ان تنسى! هنالك عدة اراء في ذلك لكن الاغلب يذهب مع معالجة الاخطاء، نعالج كي لا تعاد الكرة مرة اخرى ولايوجد  احد مستعداً لكي يبذل كل ذلك مجددا، لذلك اتخاذ ماهو لازم حول مواجهة التطرف الفكري ونبذ العنف والطائفية، من اهم الامور التي يجب علينا جميعا ان نهتم بها، ولكي نتخلص منه الى الابد يجب ان نجفف منابع التطرف و اغلاق منابر التحريض و اسدال الستار على مسرحية الطائفية المقيتة.

   اخطاء الماضي التي أودت بالعراق نحو الهاوية، لم يكن احد متنبه لها ولما بعدها من مخاطر، وذلك بسبب تغافل البعض و تهاون البعض الاخر، فما سبق هذه الاحداث من حراك خطير، حيث وصفتها الحكومة حينها بزوبعة في فنجان، حيث كانت حكومات تلك المحافظات ايضا بغالبية أطرافها، مع من وصفوا أنفسهم بالثوار المطالبين بحقوق اهل السنة والجماعة، ووجدت الجماعات الإرهابية النشطة في سوريا حينها، ضالتها بهم واتخذتهم الحليف الأوحد لانشاء دولة الاسلام المزعومة، استغلت سيطرتهم على مناطق شاسعة فدخلت خفية الى العراق.

   تدهور الاوضاع سهل الكثير لهذه الجماعات، زاد نشاطها الفكري في مناطق الفوضى والمظاهرات، غرست الفكر المتطرف في اذهان الناشئة زادت حدة الطائفية بين ابناء تلك المناطق، على مدى سنتان قبل بدء حراكهم العسكري عملوا على تقوية الافكار المتطرفة، ولم تكن هذه اول مرة تدرس الافكار هذه حيث سبقهم اليها، تنظيم القاعدة على مدى عدة سنوات، وبعد تهيئة القاعدة الرصينة لهم اجتاحوا اربع محافظات، وسط  شيء من الدهشة والحيرة على محيا الدولة وجيشها، الجيش الذي تآكل بسبب الفساد  وخارت قواه في تلك الحقبة، ولم يكن عودة تلك المدن و القصبات بالامر السهل، بل كان بأرواح شباب بأعمار الزهور ذهبوا محررين من اجل ان نحيا سعداء في عراق الشهداء.

   النتيجة حذار حذار ياشعب ان يعود امثال هؤلاء و يغسلون عقولكم مجددا، فمن ادعى لكم الدولة ترك ملايين منكم يسكنون الخيام و في حاجة للقمة العيش، وهم في اماكن الراحة والاستجمام يضحكون على ما يحصل في العراق، فعلينا مواجهة الفكر المتطرف في اي طائفة ومن اي شخص كان. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/23



كتابة تعليق لموضوع : ولا تأخذنكم جعجعة النصر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net