صفحة الكاتب : خالد محمد الجنابي

فدائيوا صدام لايستحقون الرحمة
خالد محمد الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فدائيوا صدام ميليشيا اسسها واشرف عليها مباشرة نجل الطاغية المقبور عدي صدام حسين عام 1995 ، تلك الميليشيا كان ينتسب لها اشخاصا من مختلف شرائح المجتمع ، الطالب ، العامل ، الفلاح ، المهندس ، الطبيب ، الخ ، وكان الانتساب اليها اختياريا علاوة على الافراد الذين كان انتسابهم تلقائيا من حملة الاوسمة والانواط .
فدائيوا صدام ميليشيا اقترن اسمها بجرائم بشعة جدا ، تلك الجرائم ارتكبت بحق ابناء الشعب العراقي حصرا ، وعلى سبيل المثال لا الحصر قاموا بقطع رؤوس نساء امام بيوتهن بحجة انهن يمارسن الدعارة ، كذلك قطعوا رؤوس رجال على اعتبار انهم يمارسون السمسرة ، وحتى لو كانت التهم الموجهة للنساء والرجال صحيحة فلا يجوز التعامل معهم وفقا لذلك الاسلوب الاجرامي الذي كان سمة بارزة طيلة حكم الدكتاتور صدام حسين ، كان يجب احالة الامر للقضاء لأنه الوحيد الذي يمكن له التأكد من صحة تلك التهم من عدمها ، ومن ثم اصدار الحكم الخاص بها وفقا للتشريعات النافذة .
استمرافراد تلك الميليشيا بممارسة اعمالهم الاجرامية بحق العراقيين وكذلك التطاول والتعالي على القانون متبجحين بأنهم يرتبطون بالمقبور عدي صدام حسين .
في عام 2003 وبالتحديد قبل الاجتياح الاميركي بايام قليلة كان افراد تلك الميليشيا يجوبون الشوارع بخيولهم وسيوفهم وملابسهم السوداء مستعرضين قوتهم الفارغة التي ارادوا من خلالها تخويف الشعب ليس الا ، كانوا يرددون عبارات سنقطع رؤوس القوات الاميركية ويخرجون السيوف من اغمادها كي يراها الناس ، ولا احد له أن يتصور حجم سذاجة تلك الميليشيا وسذاجة عدي المشرف عليها ، كانوا يريدون مقاتلة القوات الاميركية بالسيوف في حين كانت صورايخ كروز التي تطلقها القوات المهاجمة من البحر الاحمر تصيب اهدافها بكل دقة في مختلف انحاء البلاد ، فهل هناك اكبر من هذه السذاجة ؟ وحين اقترب زحف قوات الاحتلال من بغداد راح افراد تلك الميليشيا يرتدون الزي المدني وينتشرون بين المدنيين لسببين الاول صعوبة التعرف عليهم ، الثاني اعطاء المسوغ والدافع للقوات الغازية بمهاجمة المدنيين ردا على بعض الاعمال التي تقوم بها تلك الميليشيا التي ترتدي الزي المدني ، هذا غيض من فيض مما اقترفته ميليشيا حملت اسم المقبور صدام ونذرت نفسها للدفاع عنه وعن سياسته العنجهية بكل ثمن حتى لو كان الثمن اراقة دماء جميع العراقيين بدون استثناء .
فدائيوا صدام يعملون اليوم تحت مسميات مختلفة من اجل زعزعة أمن العراق ، يعملون بمساندة دول عربية مجاورة وغير مجاورة ، من أجل قلب نظام الحكم في العراق ، وفي هذه الايام صارت التصريحات علنية بهذا الخصوص بعدما كانت في السابق غير مباشرة .
معظم حالات التدهور ألأمني الحالي تحدث بتنسيق بين مجاميع صدامية وقياداتها التي تتخذ من بعض دول الجوار العربية مقرا لها وبعلم ومباركة القوات الاميركية وخير مثال على ذلك اللقاء الذي جرى مؤخرا في الاردن بين رئيس مايسمى بهيئة علماء المسلمين حارث الضاري واعضاء من الكونغرس الاميركي والذي رتبت له السفارة الاسرائيلية في العاصمة الاردنية عمان .
فدائيوا صدام وبغفلة من الزمن تمكن عددا منهم من التغلغل في بعض مؤوسسات الدولة بعد عام 2003 ، ونتيجة الاوضاع المضطربة التي سادت البلاد في فترات مختلفة تمكنوا من تحقيق مآربهم الدنيئة المتمثلة بأراقة الدماء الطاهرة في كل انحاء العراق من خلال العمل على تردي الوضع ألأمني بتشى الأساليب والممارسات .
اليوم وبعد أن أخذت الحياة تعود الى طبيعتها ، راحت المؤوسسات الحكومية تراجع ملفات منتسبيها وتمكنت من الكشف عن اعداد كبيرة من الصداميين ومثلهم من فدائيي صدام ممن ينتسبون لها ، فما كان عليها الا ان تطبق عليهم فقرات قانون هيئة المساءلة والعدالة ، تلك الفقرات تقضي بابعادهم عن الدوائر الحكومية وهذا شيء يسير جدا ازاء ما اقترفوه بحق العراقيين ، لكن ومع الاسف الشديد سمعنا صيحات تتعالى من هنا وهناك طالبة الرأفة بهم ! تلك الصيحات اخذت منحى خطيرا بحيث وصلت الى حد المطالبة بتقسيم العراق من خلال اقامة اقاليم ، فهل من المعقول ان نطالب بتقسيم العراق من اجل توفير بيئة آمنة لأشخاص مجرمين ؟ لو كنا منصفين فعلينا ان نطالب بتطبيق القانون بكل فقراته بحق من اجرم بحق الشعب العراقي بدلا من ان ندافع عنه .
مادعاني للكتابة حول ها الموضوع هو الوضع الحالي في محافظة صلاح الدين ولربما سيتكرر في محافظات اخرى لنفس السبب ، الوضع المتمثل في المطالبة باطلاق سراح المعتقلين واعادة المشمولين بقانون هيئة المساءلة والعدالة الى اماكن عملهم ، فهل ها جائز من الناحية القانونية ؟ أكيد هذا ألأمر غير جائز ، قد يقول قائل ان الدستور كفل للعراقيين مسألة الاقاليم ، أقول ، نعم ، لكن ليس من أجل تهيئة بيئة آمنة للمجرمين .
اناشد اعمامي واخوالي في قضاء بيجي التابع لمحافظة صلاح الدين بعدم الانخراط في المسيرات التي تدعوا لأقامة أقليم صلاح الدين لأن في ذلك اضعاف لوحدة العراق ، اناشدهم بعدم الموافقة على حماية أي مجرم من فدائيي صدام كي لايضع التاريخ وصمة عار في جبين كل منا مدى الحياة ، اناشدهم بالتعاون مع كل جهة تحاول ابعاد الصداميين عن مؤوسسات الدولة .
الى كل اعمامي واخوالي في قضاء بيجي أقول لاتنسوا جرائم الصداميين بحق الشعب العراقي ، لاتنسوا الشهيد كامل ساجت عزيز الجنابي الذي اغتالته الايادي الصدامية ألآثمة ، لاتنسوا معاناتي في مديرية ألأمن العسكري وماتعرضتُ له من تعذيب وحشي من قبل ازلام النذل صدام .
فدائيوا صدام لايستحقون الرحمة ، فلا تطلبوها لهم ولاترحموهم مطلقا ، من اجل ان نكون اوفياء مع قوافل الشهداء الين ازهقت ارواحهم الطاهرة خلال فترة حكم صدام لعنه الله في كل وقت وحين .
khalidmaaljanabi@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد محمد الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/07



كتابة تعليق لموضوع : فدائيوا صدام لايستحقون الرحمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net