صفحة الكاتب : طعمة السعدي

يا أشراف ألعراق وشيوخه وأمرائه وصناديده بلادكم أمانة في أعناقكم في هذه ألظروف ألحرجة.
طعمة السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من ألمؤسف حقا" ، بل ما يثير الألم وألحزن وألكآبة ، أن نرى قيادات بعض ألقوائم وبعض شيوخ ووجهاء ألبلاد يتصرفون بإنفعالية وغضب وردود فعل غير لائقة بهم وبمستواهم وتأريخهم عند حدوث أي حدث لايوافقهم ، صغر ألحدث أم كبر ، ويستخدم بعضهم كلمات سوقية مما يقوله ألعوام ألبسطاء . وهي لا تليق بمقاماتهم ولا عشائرهم ولا تأريخ آبائئهم وأجدادهم ، وأخص منهم ألشيوخ ألحقيقيين ، وليس شيوخ صدام حسين. ويختلف ألقائد ألسياسي عن ألشيوخ لأن الأول يمكن أن يكون من عامة ألشعب ومن بيئات ومناطق شتى فيعكس بكلامه ألبيئة وألبيت ألذي تربى فيه . لكن شيخ ألعشيرة أو ألقبيلة كما هو معروف ، ومن ألمفروض فيه ، أن يتسم بالحكمة ألبالغة وألعدل والإنصاف وألشجاعة وألنخوة وألكرم وألمعرفة ، وديوانه أو مضيفه مدرسة لأبناء عشيرته وضيوفه يجلس فيهما أبناء ألشيخ منذ طفولتهم ليتعلموا كل ألصفاة ألتي يتصف بها أبوهم ، ويتعرفون منذ صغرهم على أبناء عشيرتهم أو قبيلتهم وغيرهم من ألعشائر ألمجاورة. ومن أهم صفات ألشيخ تأنيه وتفكيره فيما يقول ، لأن أللسان مرآة عاكسة للتربية ألبيتية وشخصية المتكلم . لذلك لايمكن أن نسمع أو نقرأ كلمات نابية أو سوقية مما ينطق به سقط ألمتاع على لسان ألشيوخ وألأمراء ، بل هم قمة في ألأدب وحسن التعبير ولا يقولون قولا" إلاٌ بعد تفكير وتمحيص وتدقيق خصوصا" إذا كان الأمر يهم ألقبيلة أو ألوطن أو ألدين. ومن صفاتهم الأخرى ألهدوء وعدم رفع أصواتهم وصراخهم لأن هذا ألتصرف يقوم به ألعوام وليس ألشيوخ ألحكماء ، ولا ألقادة ألسياسيين وخصوصا" بعض قادة ألكتل ألذين لم يتعلموا شيئا" غير ثقافة ألبعث وحقبته ألسوداء ألتي طالت أكثر مما يجب ، وأثرت تأثيرا" سلبيا" شديدا" في تربية ألمواطن وأخلاقه وسلوكه وإنفعالاته وتصرفاته.
إنٌ ردود الأفعال ألعصبية ألمتشنجة ، وإثارة ألنعرات الطائفية من اي جانب صدرت ، وإستخدام لغة ألتهديد والوعيد وإثارة مشاعر بسطاء ألناس وتأليبهم ضد بعضهم بعضا" ، أو ضد ألسلطة ليست من صفات ألقيادات ألعشائرية أو ألسياسية أو ألدينية ألمخلصة لهذا ألوطن وشعبه . وهي وصفة جاهزة لتمزيق ألبلاد فنخسر جميعا" دون إستثناء  ، حيث لا رابح في ذلك غير أعدائنا ألمتربصين بنا بحقد وكراهية لا حدود لهما. من ألسهل إشعال نار ألفتنة وألحرب ، ولكن من ألصعب جدا" إيقافها وألتخلص من نتائجها ألتي تستمر عقودا" وأجيالا" ممثلة بحب أخذ ألثأر وألإنتقام من قبل كل من قتل إبنه أو أخوه أو والده أو أي قريب آخر له. وكل قتال أو حرب يأتيان بشرور لا حصر لها ، ويخسر فيها ألطرفان ألمتقاتلان خسائر كبرى حتى يجدوا أنفسهم يوم تهدأ الإمور وتعود ألعقول تتحكم بالأجساد أن سبب الإقتتال كان لايساوي واحد في ألمائة من ألخسائر ألتي ألحقها ألقتال بالطرفين كليهما ، وربما لن يحصل من بدأ ألقتال على مبغاه إطلاقا" ، بل تكون خسائره أكثر مما كان يتظلم منه قبل ذلك ، فتعود شروره وبالا" عليه ، وعندئذ يعلم أن ألحوار وألروية وألصبر ومتابعة حقوقه بالوسائل ألسلمية أفضل بكثير من ألتسبب في قتل ألناس من أي طرف كان . ولا شك أن مثيروا ألفتن وألحروب لا يقدرون شعور أمهات وآباء وأهالي ألقتلى ألذين لن تعوضهم أموال ألدنيا عن فلذات أكبادهم . ولن يفلت ألمحرضون على ألقتال أو مسببيه من عقاب ألله (يوم لا ينفع مال ولا بنون) ، (ويوم ترونها  تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها) ، وليتذكروا أن عذاب الله شديد دائم سرمدي.
لا شك أن من حق أي محافظة ألمطالبة برفع أي غبن أو عدم عدالة تلحق بها من قبل ألحكومة المركزية . كما أن للحكومة ألمركزية ألحق (بل من واجبها) إيقاف أي تجاوز يخرق ألقانون أو ألدستور تقوم به ألمحافظات كحكومة محلية أو مواطني ألمحافظة بصفتها سلطة إتحادية ، وعلى ألمحافظات أن تتذكر أنها ليست دولا" داخل ألدولة ، وإنما هي جزء منها مادامت محافظة عراقية .
لا توجد حكومة لا تخطأ ، وخصوصا" حكومة ألعراق ألتي تجذف مكوناتها بإتجاهات مختلفة لأسباب ودوافع كثيرة بعضها مدفوعة ألثمن من أعداء ألبلاد ألذين يذكرهم ألتأريخ أن العراق إذا إتحد أصبح دولة عظمى بوقت قصير ، ولم تنشأ إمبراطوريات قوية إلا في ألعراق منذ فجر التأريخ لحد ألإحتلال ألمغولي عام 1258 ميلادي. لكن إتخاذ ألقرارات من جانب واحد (بعصبية و صبيانية ) نتيجة ردود أفعال آنية لا يدل على نضوج  أو حنكة سياسية أو حكمة ، بل على قصر نظر وجهل. ويجب الإستعاضة عن ذلك بالحوار الأخوي ألصادق . وإني على ثقة أن كل سيحصل على مطالبه ألمشروعة ، إذا كانت ألنوايا سليمة ، دون إثارة ألمشاكل وألفتن ، أو الإقتتال لاسمح ألله ، شرط أن يجلس ألمختلفون مع بعضهم  بعضا" على طاولة واحدة ويناقشون الأمور بحكمة ورزانة وصبر كما يفعل ألعالم ألمتحضر (ألكافر).
إن ألكيل بمكيالين يدل على عدم الإنصاف وألعدالة ، وهو ليس من صفات المؤمن ، ولا من صفات الإنسان ألسوي ذي ألتربية ألحسنة ، بل هو خلق من أخلاق ألمنافقين ألدجالين ، ومن قال فيهم ألقرآن ألكريم (قالت الأعراب آمنا ، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم). فأن يكون تدخل تركيا ألتي لا زالت تعتبر ولاية الموصل ( ألتي تشمل أربيل والسليمانية ودهوك وكركوك ) ولاية تركية في خرائطها ألحكومية ولها ميزانية (مؤجلة) حلالا" زلالا" عند بعض (الأتقياء)  ، لكنه محرم على الإيرانيين  هو نفاق ما بعده نفاق لغاية في نفس صاحبه . وألصحيح هو تحريم تدخل ألدولتين كلتيهما كما يحرم تدخل دولة نجد والحجاز وقطر أو اية دولة أخرى كبرى أو صغرى.
وأشد ما يثير ألسخرية  وألإستهزاء ، هو إيمان ألبعض أن ألمعيد (في لغة ألجامعات) بإمكانه ان يحل محل ألأستاذ في ألتعليم وألتدريب ، وإذا حصل ذلك لاسمح ألله ، تدهور ألتعليم وألتدريب وأصبحت ألشهادات تساوي شهادات سوق مريدي ، وصار مستوى الجامعات في أسفل قائمة ألتقييم وخريجيها (مثل ألأطرش بالزفة) في عهد ألألكترونيات وألتكنولوجيا ألفائقة ألتقدم ألتي حرمنا منها منذ سيطرة ألبعث لحد عام 2003 بحيث كان إستعمال الحاسوب أو ألإنترنت محرما" ، بل جريمة. لو قال بذلك مواطن عادي لأعذرناه ، أما أن يأتي ممن في قمة (ألجامعة ، ورئاستها) فعلى مصائبنا يجب أن تنوح ألنائحات . ومن هالمال حمل جمال كما قال ألمرحوم عزيز علي.
وإذا كانت أصول ألبعض عثمانية أو إيرانية وإنتحلوا ألألقاب ويشغلون مناصب عليا أو صغرى في ألحكومة عليهم إما ان يكونوا عراقيين مخلصين لهذا البلد فقط ولشعبه ألمظلوم (كل ألشعب) ، أو ترك مناصبهم فقد عرتهم ألسلطة وأظهرتهم على حقيقتهم كعملاء أو جواسيس ومرتزقة للأجانب لا يساوون شروى نقير مهما بلغت أموالهم ألتي أتتهم ممن لا يريدون لنا خيرا". وأسأل من يغازل تركيا (مع ودي ورغبتي أن تكون لنا علاقات طبيعية ودية وندية مع دول ألجوار جميعها) ألم تقم تركيا بقطع حصة ألعراق في مياه نهر دجلة ونهر ألفرات ألعظيم ألذي ذكره الله في كتابه ألعزيز إلى أقل من ربع كمياتها تأريخيا مما سبب خسائر هائلة لإخواننا الأعزاء في ألمنطقة ألغربية قبل ألوسط و ألفرات الأوسط وألجنوب . ونفس السؤال يطرح على من ينحاز إلى إيران ألتي قطعت مياه روافد دجلة حتى ألجداول ألصغيرة ، وتضرر بذلك إخوتنا ألكرد قبل ألعرب وألتركمان وغيرهم ، ولم تكتف بذلك بل ملأت ألعراق بالأسلحة والمتفجرات من كل نوع منذ سقوط صدام ونظامه ألمقبور لحد ألآن ، إضافة إلى المخدرات الإسلامية.
إن ألظروف ألتي نمر فيها غير طبيعية. وما أكثر الأكاذيب وألتزوير وإختلاق أمور غير حقيقية ضد الحكومة تبدو للإنسان ألعادي صحيحة ، لكنها في ألواقع أساليب شيطانية يستعملها أعداء ألعراق وأيتام البعث ومجرمي ألقاعدة فيصدقها المغفلون  وألمواطن ألعادي ألبسيط علما" أن رائحتها كريهة تدل على كاتبيها. وأذكر ألمواطنين الكرام بالآية ألكريمة:
( يا أَيّها الّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبأٍ فَتَبَيَّنُوا أن تُصِيبُوا قَوماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِين ).
منحكم ألله هذا البلد ألعظيم وهذه الخيرات ، فما بالكم تختلفون في كل شاردة وواردة  ، ولا يطيق بعضكم بعضا" مثل بقية البشر؟
وهل ستهتدون؟
( إن  ألله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).
لا حول ولا قوة إلا بالله رب ألعالمين .
طعمة ألسعدي / لندن


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


طعمة السعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/01



كتابة تعليق لموضوع : يا أشراف ألعراق وشيوخه وأمرائه وصناديده بلادكم أمانة في أعناقكم في هذه ألظروف ألحرجة.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net