طريق الجنة.. مشاهدات وتأملات من وحي زيارة أربعينية الامام الحسين

ضمن سلسلة “قراءة في كتاب”، “ومن وحي اربعينية استشهاد الإمام الحسين “ع” ومن وحي مسيرة المشاية المباركة، ولأن السالكين الى الحسين القادمين من كل الجهات، هم السالكون طريق الجنة”، يضع الدكتور يحيى شامي بين ايدينا كتابه تحت عنوان “طريق الجنة.. مشاهدات وتأملات من وحي زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام”ـ والذي ضمّنه العديد من المشاهدات والتأملات التي هي اقرب الى ادب الرحلة أو الذاكرة منها الى ادب القصة او الحكاية او الرواية.

الكتاب الذي قدم له الحاج حامد الخفاف يقول: “سيمر وقت طويل قبل ان تأخذ زيارة الاربعين “اربعينية الامام الحسين”ع” بعض حقها من الدراسة والبحث. الزيارة التي تحولت الى ظاهرة دينية واجتماعية لا نظير لها في تاريخ المجتمعات البشرية من دون مبالغة. مظاهر الكرم، والشجاعة، والايثار، والتواضع والفداء، والتكافل، والانصهار الطبقي، وروح العطاء، والحيوية المنقطعة النظير، تشير الى ملامح “مدينة فاضلة” في فترة زمنية محددة. مدينة رسم ملامحها – قبل ما يقارب الالف واربعمائة عام- ، شهيد غريب، كان وحيدا فريدا، يصرخ في رمضاء كربلاء: “هل من ناصر ينصرني”، ليستجيب له عبر القرون، وعبر أصلاب الأباء وأرحام الامهات ملايين من الارواح الطاهرة تشربت بحبه، بل بعشقه الى حد لا يفهم في السياقات الطبيعية لمشاعر البشر!!

ويتابع الحاج خفاف في تقديمه: الحاج الدكتور يحيى شامي، كاتب وشاعر وأديب، ومحقق وأستاذ جامعي، وهو قبل هذا وذاك أخ كبير، وصديق عزيز، ونموذج للمؤمن الطاهر، عرفته منذ اكثر من عقدين من الزمن، دائم الحركة في حقول الثقافة التي اشرت اليها، وفقه الله – لعدة سنوات خلت – للمشاركة في زيارة الاربعين مشيا على الاقدام من النجف الى كربلاء. ولطالما حدثني عن زياراته تلك التي اخذت بمجامع قلبه، وهو الشاعر المرهف الحس، ولم يخطر ببالي انه يعد لكتابة مذكراته تلك بكتاب اسماه “طريق الجنة: مشاهدات وتأملات من وحي زيارة اربعينية الامام الحسين “ع”، ضمّنه مشاهداته وانطباعاته الجميلة والمؤثرة عما شاهده وعايشه خلال مسيرة الاربعين المباركة، حتى فاجأني به وهو يطلب مني – بمحبته وحسن ظنه بي – ان اكتب تقديما موجزا له، وكيف لي ان اعتذر عن ذلك، والمؤلف من القلة التي لها مكانة خاصة في القلب والعقل. وقديما قيل: “الامتثال خير من الادب”.

ويشير الى “ان هذا الكتاب الشيّق أقرب ما يكون منهجيا الى كتب ادب الرحلة الذي زخرت به المكتبة العربية عبر القرون ولكنه تميز بدفق كبير من المشاعر والاحاسيس الصادقة التي يعبر عنها المؤلف، وهو يتحدث عن كرم العراقيين ونبلهم وحسن ضيافتهم وتفانيهم في حب الحسين عليه السلام وآل الحسين “ع”.

ويضيف الخفاف، المشاهدات الحية اذا دونت اصبحت وثائق، ومن هنا يكتسب هذا الكتاب وأمثاله اهمية قصوى، وسيشكل – بلا شك- واحدة من المواد الاساسية لاي عمل ثقافي وديني يؤرشف هذه الظاهرة الفريدة الموسومة بـ”زيارة الاربعين”.

الكتاب الصادر عن دار المؤرخ العربي في بيروت والمتوفر في مكتبة الشيخ بهاء الدين العاملي العامة، يقع في 221 صفحة تضمن عدة عناوين ومشاهدات الكاتب اثناء سيره في مسيرة المشاية في اربعينية الامام الحسين “ع” من النهر الاسود الى النسابة.. ومواكب العزاء الحسيني.. مرورا بمضيف النور.. الى غسل الاقدام.. ووقف ابي الفضل العباس “ع”.. وصولا الى مطار النجف… ومن ثم التل الزينبي وعلى تخوم الحرم الحسيني.. ليختم الروائي كتابه بقصيدتين تحت عنوان ” الاربعينية ” و “عراق الحسين”.

الموضوع السابق ليعش الجنين

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat