صفحة الكاتب : حسين النعمة

تناسوا التعيينات وافترشوا الأرصفة
حسين النعمة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بين الحين والآخر تفتح أبواب التعيينات للخريجين وحالما يطرق ذلك مسامعهم يبادر اغلبهم بالتقديم سعيا في وظيفة تكون له مصدر العيش وقد تكون مستقبلا مصدر رفاهية، هذا اغلب ما يدور في أذهان الخريجين.


ومما لفت انتباهي وشدني للكتابة عن هذا الموضوع ظاهرة أصادفها يوميا ولم تكن تعني لي شيئا حتى قبل أيام حينما كنت ذاهبا للتسوق وطرأ على سمعي حديث شاب لا يتجاوز العقد الثالث بعد وهو في حالة من المزاح مع صاحبه وهنا أحببت أن أسمعَ حوارهما، حيث بادر حديثه للشخص الذي كنت واقفا عنده للتبضع قائلا: بأن الوزارة الفلانية فتحت باب التعيين وطلبت 7000 درجة وظيفية ومنها ما يشمل اختصاصك فعلينا أن نستعد يوم غدٍ لتقديم معاملاتنا، وهنا كان جواب الآخر "لا" وهذه الـ"لا" هي ما جعلتني أن أبادلهما الحديث لماذا لا؟ قد تكون فرصة جيدة لك خصوصا إنك تحمل بكالوريوس واختصاصك مطلوب! هنا كان جوابه من عقله اللاواعي إن الفرصة لن تكون مؤاتية أبدا فالأسماء دائما ما تكون جاهزة قبل القرعة والقليل الباقي يكون لينزه آلية الاقتراع التي ستكون فيما بعد، فلماذا أزاحم على المتقدمين وأزيد من خيبة الآمال.


وهنا شعرتُ إن الشباب بالرغم من كثرة مبادراتهم بطلب التعيين أصبح لديهم هاجس يتمثل بعدم توفيقهم في الحصول عليه، وهكذا ترتب في اللاشعور عدم الإيمان بأن تكون لهم فرصة في أي تعيين قد يكون، مما ولد لديهم أمام ما صادفهم من خيبة الأمل الإصرار على تغيير توجهاتهم وإيجاد ما يسد العوز المادي ويضمن لهم الحياة الكريمة.     


لكن مما وجدته لدى هؤلاء الشباب إن مسالة انتظارهم التعيين في أية مؤسسة حكومية أو غير حكومية لم تكن العقبة التي توقفهم وتحد من روح الشباب المتوقدة فيهم نحو العمل وكسر حاجز البطالة وانتظار فرصة التعيينات، بل إنهم وجدوا من الأرصفة الملاذ لكسب لقمة العيش في الحلال، وهكذا تبين لي إن العديد من بين مَنْ يجوبون الشوارع هم مِن الخريجين سعيا في لقمة الحلال كانوا قد تناسوا بوادر التعيينات التي تفتتح بين الحين والآخر للخريجين الذين تكون (وساطتهم) منفذهم في التعيين.      




قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين النعمة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/31



كتابة تعليق لموضوع : تناسوا التعيينات وافترشوا الأرصفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net