صفحة الكاتب : د . اياد فاضل الياسري

قرار لهدم الطبابة العسكرية وتدمير المؤسسات الصحية
د . اياد فاضل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قبل الحديث عن الهدم والتدمير , لابد من عرض نص الكتاب الذي ارسلته وزارة الصحة الى دوائرها الصحية في المحافظات ذي الرقم 52939 في 19|9|2017الذي ينص على التالي:
(لغرض تفعيل دور الطبابة العسكرية ولحاجة المؤسسات الصحية العسكرية الى ملاكات طبية وصحية وادارية يرجى تحديد عدد الملاكات الطبية والصحية (مع ذكر الاختصاص ) من ضمن المنقولين من الطبابة العسكرية سابقا الى مؤسساتكم بعد حل المؤسسات العسكرية والذين يمكن لدوائركم اعادتهم الى الطبابة العسكرية وبما لا يؤثر سلبا على تقديم الخدمات الطبية والصحية للمواطنين في مؤسساتكم الصحية ...للتفضل بالاطلاع ...واتخاذ مايلزم ..مع الاحترام ),
وبهذا النص تتخلى وزارة الصحة العراقية عن منتسبيها الذين قضوا (14) عام على ملاكها من سنة2003 ولحد الان .
ان مرحلة  الطبابة العسكرية في قواتنا المسلحة تحتاج الى عملية بناء تعتمد على طاقات شبابية تؤسس هذا الصنف وفق متطلبات العصر , بمعنى الطاقات المستهلكة لا تستطيع تقديم شيء غير الاسترخاء ومعالجة معاناتها المرضية نتيجة كبر السن .
ان تلك الكوادر القديمة لا احد يشك بقدراتها الفنية ليس ذلك فحسب , بل لهم الفضل على وزارة الصحة العراقية من عام انتقالهم على ملاكها  ولحد الان , وسنشير لذلك فيما بعد بتدمير المؤسسات الصحية .
ولكن اقل خدمة لمنتسب الطبابة العسكرية من سنة التحاقه في الجيش الى سنة 2003 هي عشر سنوات ,ثم عملوا من السنة المذكورة الى 2017 , فيكون مجموع الخدمة 24سنة ,وحسب القانون العراقي السابق بعد سنة واحدة اي 25سنة يحال على التقاعد.
وهنا ذكرنا اقل خدمة كمثال فهناك من بلغت خدمته اضعاف مضاعفة من هذا الرقم , وهذا الشريحة الان مابين مرض الضغط والسكر والامراض المزمنة الاخرى .
فكيف ترسل وزارة الصحة اناس يعانون من الامراض وتلحقهم بشكل مباشر دون عرضهم على لجان طبية ؟
وكيف تقبل وزارة الدفاع بهذه المهزلة , حيث تدخل في صفوف القوات المسلحة وفي اهم صنف يعالجها صحيا بدون فحص طبي يثبت قدرتهم على العمل؟
وهل هناك انسان يجبر على العمل في مكان لا يريد ان يعمل به ؟
فيا ترى هل سيكون له استعداد على ان يبني او سيكون عنصر فعال في الهدم؟
اما وزارة الصحة الموقرة فتشعل فتيل الازمة العنصرية بين منتسبيها والتميز العنصري بين  العسكريين والمدنيين من كوادرها الصحية منذ سنة 2003 وخصوصا في دوائر صحة  المحافظات الجنوبية والوسطية , فهذا كان عسكريا وهذا مدنيا وهكذا كل يوم فتنة طائفية .
وهناك حقيقة تتغافل عنها دوائر الصحة ومؤسساتها هي ان اغلب المراكز الصحية وخصوصا في القرى والارياف تديرها كوادر صحية عسكرية وكل عنصر منهم يدير عدة اقسام طبية بدون بديل . وغدا اذا نقلوا ستفرغ تلك المراكز من المنتسبين وتتوقف الخدمات للمواطنين ,فحينها ستقوم وزارة الصحة بحجج واهية كقلة الكوادر الصحية وعدم موافقة المالية على التعيين وما شابه من الحجج الفارغة التي تسببت فيها نفس تلك الوزارة , فهذا هو التدمير بعينه .
ان بناء الطبابة العسكرية يتطلب وجود مفكرين لهذا المشروع وليس افراد تبحث عن حل مشكلة بخلق مشاكل اخرى وتعرض المشروع للهدم منذ البداية . فهذا حل العاجز .
وعلى سبيل المثال هذه بعض الحلول :
1.    فتح باب التطوع على صنف الطبابة العسكرية من خريجي اعدايات التمريض والمعاهد الطبية مع تحديد العمر من 18ـ 35 سنة .
2.    دعوة كوادر الطبابة العسكرية  السابقة من منتسبي وزارة الصحة وحسب الرغبة من  40سنة فما دون على التطوع على ملاك الطبابة العسكرية مع وضع امتيازات خاصة .
3.    اختيار جنود من بين تشكيلات القوات المسلحة لادخالهم دورات الضماد السريعة والبالغة 9 اشهر من خريجي الثالث المتوسط ,والاتفاق مع وزارة الصحة لتدريب المذكورين في مؤسساتها الصحية .
والله من وراء القصد .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . اياد فاضل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/26


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : قرار لهدم الطبابة العسكرية وتدمير المؤسسات الصحية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net