أن تتعرّف بإنسان له صفةُ الرجل، لعمري هذا الْيَوْم ضالّةٌ ينشدها الكبار. وأن تتعرّف برجلٍ يعيش لأجل الحبر لا منه، هذا قسمًا، ندرةٌ يفتقدها قمّةٌ في الناس!
أمّا أنا، فعرفتُ سليمان ابراهيم. من قلّةٍ في الناس هو. إنسانٌ، ينظر في نفسه الفكرَ انعكاس عقل. وينظر في أخلاقه، مرآةً يرى في انعكاساتها، تواصله مع الآخر، فلا يخيب... وفِي هذه، هو رجلٌ من طينة النادرين!
التقى الكلمة، فأحبّها مغرمًا لا مرغمًا، وأمتهنها نهجَ حياة، دعوةً وممارسة. لبّى نداءها، هوايةَ قارئٍ نهمٍ، لا تني تنضح مطالعاتُه أفكارًا متبنّاة، ممّا يلائم التزاماته الشخصيّة والعلائقيّة. وكم دفعته إلى تدويناتٍ تنبعث منها مرسلاتٌ مدوّية تبقى نبراسًا لأحبّةٍ رام أن يفيدوا.
وأرسى نهجه الكلمة رسالةً تعليميّة يعتاش قوتَها ولو بسيطَ زاد. ذلك أنّه هكذا يجد سليمانُ سليمانًا! معلّمٌ هو في شخصه وفي التقاءاته الطلبة، يهديهم من مخزونه قيمًا ترقى بهم إلى ملء ذاتهم، قامةَ إنسان!
ووجد كنزه في خمسةٍ، راوحْ مكانكَ، فكرٌ وإنسان. قال عقلي، عائلتي، كتبي، تلاميذي وقرّائي! أَمَا قلتُ هذا هو صديقي سليمان، روحةً ومجيئًا.. ما يدنيكَ منه إذا ناشدتَ روحًا، يقصيكَ إذا تدنّيت!
سليمان ابراهيم، تعيش لأجل الحبر قلت، وبالحبر تخلدُ بقاءَ الكلمة... تهوى القلم يهرق دمًا يُسكركَ، حسبُه مدامًا تسكبه، لا في حلق قرطاسٍ يجفّ، بل في مسامات عقولٍ تهوى الكِبر...!!!
تباركتَ نديمًا على طاولة ميسرٍ لا يرتوي حِبره، وتبارك من توفّرتْ لعيونه مساحاتُ رؤياك... قراءةٌ لقياك!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat