صفحة الكاتب : محمد كاظم خضير

عقدة الإصلاح في العراق
محمد كاظم خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يبدو أن الإصلاح في العراق تحول الى عقدة يصعب تجاوزها الا بشق الأنفس أو بعزم حكومي لا يلين.
فمع أن الكل ينتقد الحكومة على أدائها وعلى تقصيرها في أمور كثيرة، كمحاربة الفساد والتسيب الوظيفي والتزوير، وتفشي الرشوة، والاسراف والتبذير والتنفيع، ووو، الا أنه ما ان تبدأ الحكومة بخطوة إصلاحية نادرة حتى تقوم عليها القيامة من داخل مجلس النواب ومن خارجه، وتتحول عملية اصلاح الاعوجاج الى عقدة العقد، والى معارك حامية الوطيس، أصبح الإصلاح بعبعا مخيفا لمن يريد الاصلاح، ولمن سيتضرر منه، كل حسب رؤاه، فتثار تحليلات ومخاوف وكأن الإصلاح عملية خاطئة ستتسبب بأضرار لا بفوائد، وهذه ثقافة غريبة لا يوجد مثيل لها في أي من بقاع الأرض، ولكن ردود أفعال بعض المعارضين تكشف عن مواقفهم الفاسدة.
فالكل يسمع عن «مرتش»، وليس هناك مرتش من غير راش، ولكن لا أحد يستطيع أو لا يريد كشف المستور، فهناك عقدة تقف عقبة أمام أي اصلاح مرتجى، والكل يعلم أن هناك فسادا واستيلاء على المال العام في فضيحة العقود الوهمية واختلاس في اموال الدولة ، ولكن هناك من يرفض المحاسبة والإصلاح، والكل يعلم أن هناك تزويرا لعشرات الآلاف في تسجيل العقاري ، ولكن هناك من يرفض التحقيق وتصليح البيانات، والكل يعلم أن هناك تعديات على أملاك الدولة وعلى الحيازات، وووو، ولكن هناك من يرفض ويواصل رفضه لأي محاولات تهدف الى اصلاح الخلل في العراق، هذه المعارضات تفضح مجموعة النواب التي تتهم الحكومة بالتقصير، لأن التقصير في تعريفهم يعني أن الحكومة مقصرة في تمرير كل مطالبهم ومعاملاتهم، والا ما معنى أن يقبلوا بكل شيء الا الإصلاح؟
الآن العراق والجسم الوظيفي بكامله يواجه عقبة من نوع جديد، فمع أن الجميع يعرف ويعلم ويلمس ويشاهد مدى الاستهتار في الحضور الى أماكن العمل والذي يعني أن هناك آلافا مؤلفة تقبض رواتبها وعلاواتها وحتى ترقياتها من دون أن تخدم هذا البلد، ولكن عندما أقرت البصمة على الجميع تحول الموضوع الى عقدة، فالبصمة التي أرادت الحكومة أخيرا أن تضبط التسيب الوظيفي تحولت الى معركة مثيرة للسخرية.
فقد أصبح جهاز البصمة فجأة ناقلا للأمراض، فماذا عن مقابض الأبواب وماذا عن كل شيء تلمسه الأيادي؟ فهل اقتصر تناقل الأمراض على موضوع الإصلاح؟ وهناك من ينادي بالاعتصام، وهناك من يحرضهم على ذلك، أما أتعس ما سمعناه فهو رفع دعوى قضائية تطالب بإلغاء البصمة لأنها تسبب السرطان!
فكيف تستقيم أحوال البلد بوجود أصوات نيابية ومتنفذة ترفض الإصلاح وتعارضه، بل وحتى تحاربه؟ وهل أصبح الإصلاح في العراق عقدة عصي حله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد كاظم خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/10



كتابة تعليق لموضوع : عقدة الإصلاح في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net