سياسة الحُسين , أحرجت الشمر كثيراً
حسين نعمه الكرعاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسين نعمه الكرعاوي

السياسة, الكثيرون يستطيعون خط حروفها, ولكن القليل فقط من يفقه ويدرك كيفية التلاعب بتلك الحروف, وصفها هارولد لاسويل اجرائياً, بأنها دراسة السلطة التي تحدد من يحصل على ماذا, ومتى يتم ذلك, وما هي الطريقة المتبعة للحصول عليه, فكان دقيقاً بالوصف, لدرجة جعلته يجيد أحباك تلك الكلمات, بقدرة سياسية تمتاز بالدهاء, تختلف السياسات فيما بينها, فقد نجد أن لكل دولة سياسة مختلفة, أو قد تجد في البلد الواحد سياسات متعددة, فهناك من يتفنن بأستخدام سياسة الاحتواء, وهناك من يعشق سياسة التكتل, وبين هذا وذاك, قد نجد من يعشق سياسة التفرد والهيمنة .
بينما كان أبن ذي الجوشن, يعشق لغة السيوف وصليلها, ويتفاخر بتلك الولاية المأخوذة حياءةً أن لم تكن غصباً, ويلعب على أوتار سياسة الهيمنة البطشاء, والتفرد الغاشم في الحكم, لم يكن يدرك أن هناك اماماً أسمه حسيناً, سيخلق طفاً, بريح ذلك الباب الذي خُلع بكف أبيه وداحيه, وبعمق ذلك الخندق الذي أهلك اجداد يزيد, ليجعله يدرك جيداً, بأن تاريخ سياسة النبوة التي جاء بها جده, وسياسة الولاية التي اتقنها والده, لم تأتي من فراغ, وأنه يمتلك ما يكفي من الحنكة والدبلوماسية والقوة, التي تجعل الشمر يركع متباكياً وخائباً على تاريخ اجداده الذي تناثر مع اول ظهور لسيف ذو الفقار .
بين تاريخ الامس, وحاظر اليوم, اختلفت موازين تلك السياسات, مرت العديد من العواصف, ولكن بمجريات مختلفة , فهناك من تصل لحد النزاعات, وهناك من تُستأصل منذ ظهور اول اعراض لها, تلك العواصف, أصبحت اليوم صناعية أكثر ما تعودنا عليها طبيعية, فهناك من يضن أنه قادر على فعل ما يريد ووقت ما يريد, كما جاء به هارولد, ولكنه لم يعلم أنه في الوقت الذي يريد فرض سياسته, هُناك سياسات تُرسم يسمح بمشاهدتها فقط قِبل البالغين سياسياً, فهي أكثر حكمة واقعية من أن تمر صوب أعين من لا يمتلك النظرات العميقة أو تجول في اذهانه, ولكنه للأسف سوف لن يدرك حقيقة أن عاصفته ستنتهي, وأن ورقة اماله التي تطير في تلك العاصفة, سوف تدفن تحت تلك الارض التي قرر رفع طموحه عالياً فيها ...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat