إبن سيرين وسيوفنا الذرية
توفيق الدبوس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زارني بعض الأصدقاء للإطمئنان على صحتي.وكان فيهم أخي وصديقي الحميم أبو سمير.وأبو سمير هذا يرى أمورا في منامه ويطلب مني تفسيرا لمّا رأى. فقلت له يا أخي أنا لست إبن سيرين و لا خبرة لي في تفسير الأحلام .وما تراه ويراه الناس في منامهم هو إنعكاسات لأرهاصات ومعاناة في واقع الحال. وربما هو العقل الباطن إنعكس لك رؤية في منامك..فأصر أبو سمير وروى روايته:
قال إنه رأى رؤساء الكتل السياسية التي وافقت على خروج قوات الأحتلال وبقاء مدربين فقط. رآهم متوزعين على حدود العراق وكل فرد منهم في جهة . ووراءه مجموعة من الغربان . وفي القلب دولة رئيس الوزراء وهم جميعا بقيادة الأستاذ حسن السنيد رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب وكبير المفاوضين لدولة القانون مع بقية الكتل, والذي تحقق الأمن وإستتب بفضله وجدارته. وكان الأستاذ يوزعهم بعصاه كما يوزع المايسترو الألحان الموسيقية.لحماية أجواء العراق وسماءه بعد خروج قوات الأحتلال التي جاءت بهم للسلطة .وهم من سيقوم بدور الرادارات التي تكشف لنا كل من يريد خرق الأجواء العراقية لأن العراق لا يمتلك منها شيئا, ومن يريد إختراق حدودنا وأجواءنا من أي جهة, وهم كثر ممن يريدون لنا الشر, فصاروا علينا أسودا بعد أن ضعف العراق وهرم . حيث لا يمتلك العراق طائرة مقاتلة واحدة لتحميه, وتكشف له المتسللين من القتلة والأنتحاريين ومهربي المخدرات التي إكتسحت البلاد وبشتى الطرق.فنحن لا نمتلك حتى الطائرات الشراعية التي يمتلكها مهربو المخدرات والسموم. ولا يحتكم العراق على منظومة معلوماتية مهنية كفوءة .وليس لدى العراق من القوى المسلحة البرية التي تستطيع السيطرة الكاملة بنزاهةوحرفية على حدوده.وواصل أبو سمير حديثه: أن عراكا حصل بين مام جلال وبقية الشركاء لأنه أصر على أن يكون دوره في جنوب العراق. ومهمة للأستاذ مسعود البارزاني في شماله. فإحتج الآخرون بأن هذا ليس من ضمن إتفاقية أربيل. وأن الجنوب عربي وليس كردي. فهل تريد ضم جنوب العراق للأقليم الكردي. فكان جوابه كما روى أبو سمير لا إنه ليس عربي هو فارسي. ألم يقل جماعتكم العرب هذا. ( خلي نقسمه بالنص) ويواصل أبو سمير الرواية ويقول إنه إضطر أن يتدخل لفض العراك بعد أن إشتد. ولكن لكمتين إحداهما من الدكتور أيا علاوي والأخرى من دولة السيد نوري المالكي جعلتاه يستفيق من حلمه مفزوعا.
ويتم أبو سمير حديثه الشيق والمؤلم فشر البلية ما يضحك .فالتفت يسألني كيف يترك هؤلاء البلاد سداح مداح بدون أي حماية؟ وهل عندهم بديل عن هذه القوات المحتلة إن خرجت من العراق ؟ التي يؤمن أبو سمير بضرورة خروجها أيضا ولكن ببديل. وبعد أن تدفع الحساب لما تسببت به من دمار في العراق وتدفع التعويضات عن الخسائر ودماء الشهداء و السنين التي أمضاها آلآف المعتقلين في السجون دون مبرر, وعن أسلحة عراقية وبنى تحتية دمرت. وكيف نسمح لهم بالخروج قبل إقامة الدعاوى عليهم في المحاكم الدولية لأنهم غزو العراق بقرار من مجلس الأمن لتخليص العراق كما يدّعون من أسلحة الدمار الشامل. ولم تكن لدى العراق أي أسلحة من هذه حينها, لأن العراق دمرها فعلا. وقالوا أن العراق تعاون مع القاعدة في أحداث 11 أيلول المؤلمة ولم يثبت هذا أيضا.
ويسأل أبو سمير هل فعلا إن هؤلاء القادة لا يعون هذا الأمر أم ماذا؟
ويتساءل السيد أبو سمير قائلا: أنا مع سماحة السيد مقتى الصدر بضرورة خروج المحتل وأبارك له هذا الطرح. ولكن بالتأكيد عند السيد خطة لحماية أجواء العراق ومياهه الإقليمية وحدوده. ولا بد إن سماحة السيد له رؤيا في كيفية ملأ الفراغ الأمني الكبير الذي سيحصل بعد الأنسحاب. وهو العارف بالإنهيار الأمني حاليا. وبود السيد أبو سمير أن أبين له إن كنت أعرف شيئا من هذا؟
فتحيرت في الأجابة فقلت له لماذا لا توجه هذا السؤال للأستاذ حسن السنيد فبالتأكيد عنده الإجابة.
أما ما أراه تفسيرا لحلمك يا أبا سميرفتجده في الآية الكريمة:
وسواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون.
وأختم وأقول فسبحان من بيده كل شيئ وإليه ترجعون.
وكما قلت في مقالتي السابقة(نحن وأمريكا والغربان)ساذج من يعتقد إن الكتل السياسية ستنهي الأحتلال ووفق مصلحة العراق والعراقيين.وستجد البديل عنه بقوات من بلدان أخرى. فهيّ إتفقت مسبقا على التوقيع. ولكن بصيغة أخرى وما هي إلا لعبة مكشوفة .وما هيّ إلا المسرحية ذاتها والمؤلف والمخرج نفسه.وربما يتبادل الممثلون الأدوار لا غير.
فلماذا لا يطلعوا الشعب على الحقيقة والنية فيما يفعلون؟قد يكون الجواب عند البعض إن هذا سيقرره مجلس النواب والكل يعرف إن أعضاء مجلس النواب يقرون ما أقره قادة الكتل ولا رأي لهم خلاف ذلك.فأي بلاء أكبر من هذاالبلاء؟
عسى ربي أن يهدي من تاهوا في الضلالة ويضعوا مستقبل العراق بين أعينيهم ويخافوا الله في ما جروه على البلاد من مصائب .
فأمن العراق والتفريط به كما يجري الآن ليس سهلا وأمن العراق ليس حقل تجارب, ولا يحله فتاحو الفأل وقراء الكف وضاربات الودع أو قارئات الفنجان. بل يحل بالمشورة وتبادل الرأي والأستماع لصوت العقلاء.أما آن لهم أن يستمعوا؟والى متى هذا الوقر في آذانهم؟أيوجد عاقل يترك البلاد طعمة سائغة لمن هدب ودب وبخاصة من دول اللئام دول الجوار السيء الذين لم يتورّعوا في إلحاق الأذى بالعراق وأهله.هل من المعقول أن يرى الشعب البلاد قد وضعت على كف عفريت وفي مهب الريح ولا يتحرك؟أم إنه سيتحرك فعلا ولكن بقسوة وقوة لا طاقة لأحد على إحتوائها بعد أن ملّ وسئم من تصرف المسؤولين اللا مسؤولة. وسيتحقق عندها ما خطط له من يريد بالعراق الشر. وربما نحن بحاجة لطرح الأمر على الشعب بإستفتاء. فالأمر خطير والنتائج ستنعكس على الشعب لا على القادة الذين يحتمون بالمنطقة الخضراء وبحراسة مكلفة يتحملها أبناء الشعب.وقد يحتاج الأمر إلى إعادة الكرة الى ملعب مجلس الأمن قبل فوات الأوان.لأننا لا زلنا تحت طائلة البند السابع منه.
فلا يظن أحدا إن الأمر هين ولا يستهين من بيده القرار بالشعب ومصيره. فأمن العراق وشعبه ليس لعبة.وها قد إنكشفت اللعبة.
نصحت أبا سمير أن يتدثر في نومه لكي لا تعاوده هذه الرؤيا في المنام, و يتقي الغربان وشرها. ولكنه تمتم مختنقا أربعون سنة أمضيناها والعراقي مشروع إستشهاد دائم. فهل كتب علينا أن نمضي أربعين سنة أخرى فيها العراقي مشروع قتل دائم؟وسأستشير إبن سيرين.
وقبل أن يغادر نقلت وكالات الأنباء إن 4 إنفجارا هزت مدينة الصدر أودت بحياة العشرات وكانت أمس 5إنفجارات هزت العاصمة بغداد إستهدفت واحدة منها وزارة الداخليه.هنيئا للجنة والأمن والدفاع بمجلس النواب ورئيسها .فهم من يحمي العراق بجدارة بالسيوف الذرية والقامات الليزرية وبنادق الكلاشنكوف التي بعد أن تطلق 10 إطلااقات تتجمر ولكنها تنفث غازات كيمياوية!! وجزاهم الله خير الجزاء.
اللهم إحمي العراق وأهله....
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
توفيق الدبوس

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat