اليوم الأسود في تلعفر
عبد الله المرادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الله المرادي

الإنسان يمر في حياته بتحديات و مصاعب كثيره لأن الحياة قاسية ولا ترحم أحدا ، فهي تحتاج إلى صبر و تحمل . ونحن كأهل تلعفر مررنا بأيام سوداء كثيره وخصوصا بعد سقوط النظام صدام حسين ،إذ بدأت التفجيرات والقتل والدمار وخصوصا في سنة 2005 فكانت المدينة محاصرة جدا واستمر الحصار أكثر من ستة أشهر وكان من الصعب الحصول على الطعام والدوام ، وفي هذة الأشهر خسرت المدينة عدد كبير من الشهداء وبالإضافة إلى الجرحى نتيجة التفجيرات و المواجهات بين القوات العراقية والإرهاب .
وفي سنة 2008 في احد الايام وعندما كنت جالس اقرة لامتحان الغد وأثناء ذلك وفي أوقات الغروب سمعت صوت انفجار قوي جدا و قريب خرجت مسرعا و ذهبت إلى مكان الانفجار إذ رأينا أثنان من أبناء عمامي قد استشهدوا حالا و اربعة منهم جرحى وفي حالات خطرة فكان المشهد مروعا و صعبا ،وبعده بقليل جائت سيارات الإسعاف و قمنا بنقل الشهداء والجرحى إلى المشفى والدموع تسيل والنساء يصرخن، فقد كان يوما اسود حقا وفي اليوم التالي وفي أول أيام العزاء ذهبت إلى المدرسة لكي امتحن وانا لا أتذكر شي فكل تفكيري و دماغي ذهب مع الشهداء الذين تركوا ورائهم الأرامل والأيتام ، وهكذا مضى هذا اليوم بفقدان الأحبة . وعندما أعلنوا نتائج الامتحانات و رأيت نتيجتي إذ انا راسب في تلك المرحلة انه كانت صدمة قوية لأنني فقدت أثنان من أبناء عمامي و ايضا رسوبي سنة كاملة بسبب هذا التفجير . ولم يكن هذا اليوم فقط اسودا بل قبله و بعده كانت أيام سوداء كثيره فمثلا قبله ليست بقليل و تحديدا في سنه 2007 في عصر أحد الأيام انفجرت شاحنة مفخخة للابرياء ذهبت ضحيتها أكثر من 150 شهيد و مئات الجرحى فكان هذا اليوم اسودا جدا، وبعده في 2014 عندما دخل تنظيم داعش للمدينة واضطرنا لتركها خوفاً من بطش هولاكو العصر ، حدثت أيام سوداء كثيره في هذة المدينة ولكن لا استطيع ان اذكر كلهن.
نحن كأهل تلعفر عانينا كثيراً في السنوات الماضية وسبب الكبير لهذة المشاكل هو الصراعات الطائفية والعشائرية ، فيجب علينا أن نتجنب هذة الأخطاء في المستقبل ونفكر من أجل أن نعيش بسلام وحب لأننا تعبنا كثيرا ولم نحصد من هذة المشاكل غير الخراب والدمار ، وعلينا أن نبدأ بدايه جديده و نفكر بالأجيال القادمة فيجب أن نقدم لهم الأمن والسلام كأقل تقدير واملي كبير أيضا بشباب هذا الجيل الواعي الذي حتماً سيقضي على الطائفية و سوف يبني مستقبل باهر و مشرق
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat