کتاب العبد العالم...دراسة شاملة وموسّعة عن حياة الخضر وتاريخه
الأستاذ عماد الهلالي، مواليد 1974 بغداد، ماجستير في الأديان الإبراهيميّة. لديه بعض المؤلفات مثل: أم القران تفسير وتحليل، دراسة شاملة وموسعة في سورة الفاتحة. وكتاب: العبد العالم، دراسة في حياة الخضر. ومعجم أعلام النساء في القران الكريم، دراسة موضوعية لشخصيّة المرأة في القران. وكذلك دراسة وتحقيق لكتاب تهذيب الاخلاق لمسكوية.
ولديه عشرات المقالات والبحوث المنشورة في دوريات عربية في بيروت. وهو كذلك باحث في مقارنة الاديان، ويدرس هذه المادة في الجامعة.
مراسل شفقنا تحدث معه حول بعض مؤلفاته القيمة. ويأتيكم نص الحوار:
تحدث الأستاذ الهلالي في بداية الحوار حول كتاب العبد العالم، وقال: العنوان الكامل للكتاب (العبد العالم المنهج والحياة، دراسة شاملة وموسّعة عن حياة الخضر وتاريخه من خلال القرآن والسننّة والتأريخ).
الكتاب في الحقيقة يتناول أحد الشخصيّات المرموزة على حدّمّا في التراث الإسلامي، بل في تراث الأديان الإبراهيميّة. إنّه شخصيّة حيّة بوجود الحياة على الكرة الأرضيّة، طبقاً لبعض المعتقدات الدينيّة.
شخصيّة الكتاب في الحقيقة كان إحدى همومي أثناء بحوثي في التراث الإسلامي. القرآن لم يسمّه صراحة، بل وصفه بالعبد العالم، لذلك اخترت له هذا العنوان. ولكن في الأحاديث ذكر إسمه بكل صراحة. وعلى العموم شخصيّة الخضر من الشخصيّات النادرة في التراث الإسلامي التي ستجد حولها أقوال وآراء مختلفة بل متضادة في بعض الأحيان.
وأضاف الأستاذ عماد الهلالي: الكتاب يتكوّن من مقدمة، وخمسة فصول، وخاتمة واستنتاجات للبحث. تطرقت في المقدمة عن الحوار وأهميّته بالنسبة إلى معرفة الآخر، وفي البدء كان الحوار حيث حاور الله سبحانه وتعالى مع إبليس، وآياته مذكورة في القرن. أيضاً في المقدمة تحدّثت عن النبي موسى والآخر في القرآن، ورحلته الشاقة مع الآخر هناك.
أمّا الفصل الأوّل فعنونته: الولادة والنشأة. بحثت فيه إسم الخضر ونسبه وكنيته ولقبه، وناقشت روايات الولادة. وتطرقت عن علاقة الخضر بذي القرنين، وعن جزيرة الخضراء المذكورة في الروايات، وبعض الكتب التي ألّفت حولها.
الفصل الثاني كان عنوانه: موسى والعبد العالم في القرآن. من القصص المثيرة للجدل في القرآن، هي قصّة موسى والخضر. فيها بعض الإشكالات تنافي ما اتّفقت عليه الشرائع والأخلاق، منها كيف يمكن قتل فتاة قبل أن يرتكب ذننباً على سبيل المثال. ذكرت أسباب نزول هذه الآيات الورادة فيها القصّة، كان هناك حواراً بين الرسول وأحبار اليهود. ومن ثمّ خضت في القصّة وما فيها من أسرار وتأويلات عديدة. ذكرت تأويلات عديدة لهذه القصّة من مختلف الإتّجاهات، ما عدى الإتجاهات الإسلاميّة هناك تفاسير يهوديّة ومسيحيّة لهذه القصّة.
الفصل الثالث كان بعنوان العبد… نبيّ أم عالم…؟ هذه من الأمور الحساسة جداً والمختلف عليها بين التيّارات الإسلاميّة، وبين العلماء أيضاً، بل البعض يصنّف الخضر من ضمن الملائكة. على العموم هناك من يعتبر الخضر من العلماء والبعض الآخر من الأنبياء، ولكل فريق استدلالاته الخاصّة من خلال القرآن الكريم والسنّة النبويّة. هناك أشخاص يعتبر الخصر من الأموات، والأكثريّة تعتبره من الأحياء، لذلك تابعت موضوع الخضر وماء الحياة، وكذلك الروايات التي تتطرّق عن الخضر والطوفان.
اجريت مقارنة بين الخصر وإلياس في التراث الإسلامي. حيث هناك شبه كبير بين هاتين الشخصيتين. وناقشت الروايات الإسلاميّة التي تتحدّث عن المحادثة بين الخضر والإمام علي. وعرّجت عن بعض الشبه بين الخضر وحوادثه وملحمة ﮜلﮜاش الرافدينيّة.
الفصل الرابع خصصته عن الخضر رؤية صوفيّة. كما تعلمون للخضر مقام وجاه خاص لدى الصوفيّة، وأغلب الطرق الصوفيّة، السنيّة والشيعيّة تكنّ له الإحترام، بل له مقامات عديدة في مختلف دول العالم تقدّس من قبل المتصوّفة والبعض من الناس.
وهناك للخضر مقامات عديدة في أقدس الأماكن الإسلاميّة، كبيت المقدس، ومسجد الكوقة،ووو ونادر ما تجد مدينة إسلاميّة تخلوا عن مقام للخضر. البعض من المدن يضعون مقامه فوق الجبال، كمدينة قم في إيران، والبعض تحت جسر الماء، كمدينة بغداد في العراق.
الفصل الخامس والأخير، تحدّثت عن الخضر والدعاء. هناك في الموروث الدعائي الإسلامي بعض الأدعية تنسب إلى الخضر، مدوّنة في كتب الحديث والدعاء. من أشهر هذه الأدعية هو دعاء كميل، الذي ينسب إلى الإمام علي عن طريق الخضر. في هذا الفصل جئت بنص بعض هذه الأدعية المنسوبة إلى الخضر، وشرحت دعاء كميل بأكمله.
في الختام، تحدّثت عن بعض الإسرائيليّات في قصص الخضر، و جئت بكشّاف ما صنّف عن الخضر قديماً وحديثاً. وأردفت البحث بالمصادر والمراجع المتعلّقة بالبحث.
وحول شخصية الخضر، قال الهلالي: لشخصيّة الخضر مميّزات كثيرة، ولكن من أهمّها طول عمره، وربطه بالحياة.
هنالك بعض الأراء حول الخضر. البعض یعتقد انه نبیا من انبیاء الله والبعض یعتقد انه فقط عبد صالح. ويقول الأستاذ الهلالي حول هذا الموضوع: نعم كما تتفضّلون هناك آراء حول الخصر. من يعتقد بنبوّته فهو يستدل بالأدلّة القرانيّة والروائيّة والعقليّة أيضاً. مثلاً يقول لا يمكن لنبي من أنبياء الله، أن يتعلّم من غير نبي. إذن بما أن النبي موسى تعلّم من الخضر، فالخضر نبي من أنبياء الله.
ومن يقول غير بني، بل هو ولي، أيضاً يستدل بنفس الأدلّة، حيث يقول لا يمكن للنبي أن يخطأ أو أن يرتكب بعض الأمور التي لا تليق بالأنبياء، يعتقد بعدم نبوّته.
هنالك البعض یعتقدون ان الخضر حیا یرزق و سیظهر بعد ظهور الامام المهدی (عج). وحول هذا الموضوع يقول الهلالي: نعم هناك الكثير من الشيعة يعتقد بحياة الخضر وخروجه مع الإمام المهدي، وكذلك بعض السنّة، وعلى الخصوص الفرق الصوفيّة منهم. وهذا الموضوع كان أحد المواضيع التي بحثتها في الكتاب. هؤلاء يستدلّون بالروايات على هذا الموضوع، وكذلك بما أنّ الخصائص التي يحملها الخضر هي في الكثير منها تتطابق مع فكرة المهدويّة لدى الشيعة وبعض الصوفيّة، وعلى الخصوص قضيّة طول العمر، لذلك استدلّوا بمقارنة ظهوره أو صحبته مع الإمام المهدي.
وشكرا.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat