المحاصصة .. سياسة الدمار الصامت / الجزء الاخير
ماء السماء الكندي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لنعود الى ظاهرة عدم الفرز بين الحكم والانتمائية لنرى ان هلتر كان من اكثر القادة العسكريين جشعاً في سفك الدماء وكان من اشد المستبدين بآرائهم العسكرية ولكي يجري في عروقه داء الدم اخذ يجر بأوامره آلاف من الابرياء والمجرمين ولم يزل يطغي لكن للوصول الى ماذا؟؟ لم يعش هتلر زمناً اضافياً ليوضح لنا منهجيته العجيبة و هي خليط من تصورات ما قبل الوعي حيث عاش البشر يقتل ويسفك الدماء للبقاء على قيد الحياة وهو هالك لا محال او الانجراف وراء اسس وضعها الانسان الحديث تعمل على التطبيع واشراك الدول فيما بينها ولعل هتلر كان ذي مبدأ حي عرفه البشر والذي اشار الى اليهود بأنهم صناع الافكار البشعة التي حولت الانسانية الى دواة تكتب على الجلود سيرتهم المريضة حين قال ( كان بامكاني ان اقتل جميع يهود العالم .. لكني تركت بعضاً منهم ليعلم العالم لماذا كنت اقتلهم) هذه الجملة جعلت الكثير من الناس يتمنون تواجد شخصية مثل هتلر للقضاء على اليهود وافكارهم، لكن هل ستسمح القوانين الاساسية لمثل هذا الفعل، ولان اليهود بنظر العالم هم من طغاة الفكر المموه للتوحيد الا انهم مجتمع لديه كل الصفات التكاملية التي يسعى العالم للوصول اليها وهي توحيد الفكرة والمنهج التي تتمتع بها اصقاع اليهود، بعيداً عن النسبية نأخذ من هؤلاء شطراً واحدة من قصيدة التكاتف الاجتماعي لانهم كلمة واحدة ونترك منهجيتهم المتخلفة واساليبهم الشخصية.
لم يكن لاي فرد اعزل التصور، وحيد القرار، ان ينتج بتحركاته مهما كانت واسعة نتاج مرصع بجواهر التجدد لولا وجود الاختلاف الفكري وليكن مثلاً واضحاً الحوار الناتج بين مثقف وجاهل والشخص الثالث من الطبقة المتوسطة الفكر نرى بان الجاهل يشد الشخص الثالث باطروحاته اكثر من الاجابات الوافية التي يسردها المثقف لان عنصر الغرابة في تركيبة البشر تعتبر وقفة بسيطة في شوارع مخيلته ما يشهده بعزم نحو تقفي اثر علامة الاستفهام؟؟.
لعل سقوط النظام الجائر عام 2003 أوهج شعلة الغرابة والتساؤل من ان يسقط صنم متجبر في يومٍ واحد بعد ان عاش يأكل في اجساد شعبه اربعة عقود، لا يخفى على العالم ان هذا الحاكم كان ورقة امريكية تلعب بها لتوسيع افكارها الاستعمراية وبعد انتهاء عمل هذا العميل المخابراتي (هدام) يجب تصفيته بالكامل كي لا يكشف سراً من اسرار المهنة المخصبة في حاضنات عقله المريض، بما ان اميركا بكادرها العسكري والتنفيذي تحمل من الغباء ما لايحمله اي كائن الا ان القوة والنفوذ والاسناد العربي اسفر عن احتلال العراق دون مقاومة او تصدي لان الشعب يريد الخلاص باي شكل من الاشكال ليرى نفسه امام مرآة العالم، وما ان تناثر غبار الخداع مرة اخرى حتى شحب مرآه وامتلئت مرآته بأتربة الوعود لتلتصق عليها وتعمل على رسم لوحة غبارية عجز المواطن عن رؤية نفسه مرة اخرى.
لم يكن في عملية حذف هدام من قائمة الرؤوساء العرب المندسين العاملين تحت امرة اميركا اي محاصصة عسكرية كانت او تنفيذية لان الهجوم لا يأتي بالرأيوية بل بألتحام الفكر وتسليط الضوء على توافد الافكار لحصرها في حيز الامر الواحد دون انشقاق في التصرف او التنفيذ، لتثمر هذه الجهود على وضع خط احمر لاعلان انهيار دولة تحمل من الكنوز مالم تحتويه قصص سندباد وفانوسه السحري.
هل تقضي الشراكة الوطنية التي ملئت ستار السماء باصوات وحوارات وصور القائمين بتنفيذ هذا المشروع على المحاصصة المقيتة التي جعلت العراق هزلاً ضعيفاً لا يسعه التقدم خطوة واحدة الى الامام ام انها مجرد تداعيات شأنها شأن الحملات الانتخابية وجملة في كراس الوعود الكثيرة ، لنأمل من القادة السياسيين ان يعملوا على اشراك المواطن في امور الدولة الواضحة ليكون بمثابة المطلع العام على قضايا الدولة ولا اقصد جميع القضايا بل التي تشغل الرأي العام والتي تؤثر على الشارع بصورة مباشرة لان المواطن السلطة الحاكمة وليس المستعبدة كما نأمل الخروج من كهف الانشقاقات السياسية والبناء الكتلي والتضخم التحزبي لنعمل على رصف التسميات الكثيرة تحت مسمى العراق للعراقيين.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ماء السماء الكندي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat