صفحة الكاتب : صالح الطائي

إلى الشباب (4): عش لحظات الخطر واحيي الطفل في داخلك
صالح الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال (مارتن هيدجر) في كتابه (التقنية ـ الحقيقة ـ الوجود): فالحرية ليست فقط ما يريد الحس المشترك أن يمرره تحت هذا الاسم.. تلك النزوة التي تنبثق فينا أحيانا وتدفع باختيارنا إلى هذا الطرف أو ذاك. إن الحرية ليست مجرد غياب الإكراه المتعلق بإمكانياتنا في الفعل أو عدم الفعل لكنها أيضا تكمن في الطواعية تجاه مطلب ما أو ضرورة ما، وبالتالي تجاه موجود ما.

إن هذا الواقع يدهشنا حقا، وينبغي له أن يدهشنا لأطول مدة ممكنة، وبشكل ملح، ليدفعنا في النهاية إلى أن نطرح سؤالا نلخص فيه كل تداعيات فكرنا، ثم نقدمها على طبق من ذهب لا لمن يحب الاستماع إليها فحسب، وإنما لمن يكرهون النظر إليها أيضا، فالمجازفة مطلوبة في أغلب الأحيان، وعن طريقها ممكن أن نلفت انتباه من لا يريدون سماعنا ليصغوا إلى ما نقول، أما مدى جديتهم وإفادتهم من ذلك القول فهي حتى لو لم تظهر بشكل مباشر فإنها لابد وأن تترك أثرا في خيالهم تستفزه بعض الأحداث وتظهره من خلال قول أو سلوك

 

خلال عمري الطويل عرفت كثيرا من الناس كانوا باستمرار يحاولون التهرب من الخطر، أما أنا فأدعوك لأن تعيش لحظات الخطر، فالعصف الذي تحدثه المخاطر يسهم في إيضاح مسارات جميع الطرق أمامك، ولابد وأن تجد في أحد تلك الطرق المتشعبة طريقا يقودك إلى الحقيقة أو يدفعك إلى التساؤل عنها. وحينها ستجد أنك بحاجة لأن تفكر وتواصل التفكير في الأشياء التي أنت بصدد السؤال عنها، وهذه هي الحركة التي أقصدها.. حركة لابد وان تريك ما لم تكن تراه من قبل. إن الماء الراكد الذي يبدو نقيا يخدعك أحيانا، ولكنك ما إن تحركه حتى يكشف لك عما في أعماقه

أغضب صديقك تستطلع سريرته            للسر نافذتان السكر والغضب

ما صرح الحوض عما في سريرته          من راسب الطين إلا وهو مضطرب

 

لا تخشى بعض لحظات الانفلات أو التصرف الذي لا يخضع إلى منطق العقل فأنت بحاجة لأن تتحرر أحيانا من تزمتك لتعيش لحظات مغامرة بسيطة تستنهض الطفل القابع في أعماقك ليتصرف على هواه من جديد بعد أن سجنته طويلا لتدعي بأنك أصبحت راشدا. هذا الطفل هو ملاذك الحقيقي ومنقذك من حالات التشنج الفكري التي تمر بها، فالانفلات الذي يبحث عن ملاذ في القلب يبدو صفقة مريحة ومربحة ... ولا يكلفك شيئا!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/13



كتابة تعليق لموضوع : إلى الشباب (4): عش لحظات الخطر واحيي الطفل في داخلك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net