علم العراق أم علم مهاباد ؟
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علم إقليم كردستان الحالي هو نفسه العلم الرسمي لجمهورية مهاباد الكردية التي تأسست في إيران عام 1946 والتي استمرت لأشهر قليلة انتهت بإعدام قادتها في 30/آذار /1947 في ساحة القناديل الأربعة في وسط مهاباد , وهذا العلم يعتبر رمزا لكل أكراد العالم , ولكنه ممنوع في سوريا وإيران وتركيا , وفي العراق تعتمد حكومة إقليم كردستان هذا العلم علما رسميا لها حيث يرفع في جميع مؤسسات إقليم كردستان , بالرغم من إنه لا يمت بصلة للعراق وشعب العراق وحضارة العراق .
فهذا العلم يعبر عن طموح الأكراد في إقامة دولتهم الكبرى ولا يرمز للعراق ووحدة شعب العراق من قريب , في الوقت الذي يؤكد فيه الدستور العراقي الذي يتباكى الأكراد على تطبيقه بأن أكراد العراق هم جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي , وليس جزا من دولة كردستان الكبرى , وهذا العلم بحد ذاته يمثل استفزازا وتحديا صارخا لمشاعر العراقيين , ويؤكد حقيقة إن انتماء أكراد العراق للوطن العراقي هو انتماء مؤقت مرهون بتوفر الظروف التي تسمح لهم بإعلان دولتهم والانفصال عن الوطن العراقي , وهذه الحقيقة قد صرّحت بها كل القيادات الكردية دون استثناء , بل إن البعض منهم من اعتبر الوقت الحالي مناسب للانفصال وإعلان الدولة الكردية .
وما رفض قائمقام قضاء خانقين ملا حمد لأمر رئاسة الوزراء القاضي بإنزال علم إقليم كردستان من المؤسسات والدوائر الحكومية إلا دليلا ساطعا على نوايا هذه القيادات الساعية للانفصال , ورسالة قوية من حكومة إقليم كردستان إلى الحكومة العراقية بأن حكومة الإقليم غير معنية بقرارات حكومة بغداد ولا تقيم لها أي وزن أو اعتبار ( يعني ما تشتريها بكيوة كردية ) .
ولا شكّ إن هذا القائمقام ما كان ليتصرف بهذه الطريقة لو كان يشعر أن حكومة بغداد ستحرك له طرفا , وهو يعرف جيدا أن حكومة بغداد هزيلة لدرجة لا تقوى معها حتى لتوجيه عقوبة التوبيخ إليه , والحقيقة فإن حكومة بغداد الهزيلة هي السبب في تمادي هؤلاء جميعا وتطاولهم على السيادة الوطنية بهذا الشكل المعيب , وربّ سائل يسأل هل ستبقى حكومة بغداد صامتة كصمت أهل القبور وغير آبهة لهذه الاستفزازات المتكررة ؟ وهل ستقبل أن يعلو علم مهاباد على علم العراق ؟ وأين هو البرلمان العراقي من هذا التمادي والاستهتار الكردي ؟ وأين هي صحافة العراق الوطنية من كل هذه الانتهاكات ؟
الدنمارك
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
اياد السماوي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat