سيمفونية الرماد الى اين ...؟!
د . ماجد اسد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . ماجد اسد

كسيمفونية لها تمهيدات عندما تبلغ ذروتها يوعز قائدها بالنهاية ! هذا على صعيد الموسيقى الكلاسيكية فماذا على صعيد اعادة قراءة حياة على مدى قرن من الزمن ، اي منذ نهاية الحرب العالمية الاولى ... و حتى يومنا هذا ...؟
فالسيمفونية ( العراقية ) تشترك في تأليفها وعزفها اطراف اساسية و اخرى ثانوية منها ذات الادورا المعلنة و منها المتسترة ، بعضها يتحرك تحت الضوء و البعض الاخر يتراوى خلف الستائر و في الظلام .
لكن المقدمات ليست من غير مقدمات مما ترك النهايات مرتبكة ، فكلما اقتربت من خاتمتها تجددت لترتفع الاصوات و تتداخل معلنة على نهاية ليست لأحد قدرة وضع نهاية لها !
صحيح ان الحياة عند اقدم الشعوب و اكثرها حداثة مع عصر الكتابة و مع عصر ما بعدها و بعد ان تم تفكيك الذرة واكتشاف ان الحياة لها ابعاد تجاوزت الطول و العرض و العمق و الزمن ... الخ . هي الحياة لا يمكن وضعها في بعد واحد او اخير ، فما دوّن من اجل معرفتها و سبر اغوارها لن يتوقف و لم يصب الباحث عنها بالاعياء و ليس من المحتمل ان تنتهي الحكاية عند : الميلاد / الشباب / الهرم و الموت ... فالدورة كالعنقاء كلما تحولت الى رماد توهجت فيها النيران ! و لكن ما نتحدث عن سيمفونية شبيهة بالنار ، كلما اشتعلت نارها قالت : هل من مزيد ...! سيمفونية لها ارض و لها تاريخ ولها محركات ولها سمات ... كلما حاولت جهة من الجهات ان تعدل منها استبعدتها لتأتي بمن يمدها بصخب و العنف و الاسرار !
فالسيمفونية تعزف بالادوات التي تمتلكها الكثير من الشعوب ... اي الارض و الناس و النخب ... فالتاريخ لم تصنعه الجغرافية ، و لا الطبيعة فحسب ، بل هناك العوامل - مهما بدت مؤثرة او قليلة التأثير - تتجانس مع مكونات الشعب و نخبه ومنهم في المقدمة
فالقرن الاخير لم يمضي الا عبر تحولات ومتغيرات لا يمكن استبعاد احداث العالم منها او عنها ... و لكن في النهاية يسأل الانسان نفسه : لماذا كل هذه الخسائر : فالافراد و في الممتلكات وفي الثروات ... حتى تحولت الحياة الاجتماعية والنفسية والمعرفية الى سيمفونية صاخبة مضطربة مشحونة بالصخب و الرماد و العنف و الصمت !
فهل كان الشعب العراقي يمتلك ارادته ... و هو يعبر من عقد الى عقد في التقدم نحو المجهول ... و هل كانت نخبة من انقلابيين و من بارعيين في الكلام والمواعظ والخطابة ومن امراء حرب و من لصوص اثرياء و من ... مختلف الاطياف و الثقافات ، ان السيمفونية ( العراقية ) بعد العام ١٩٢١ مكثت مشحونة بالتوتر و الوعود ... لكنها لم تترك الا ظلالاً لحكاية كلما اعدنا قراءتها اصبحت اكثر استحالة على الفهم ، بعد ان عاش العراق مئات السنين غارقا في الظلمات والموت !
الم يحن بعد قرن من العزف بأدوات الفوضى والعنف والخلافات وتبادل القتلى ... الخ . ان يترك شيئا للتاريخ غير الرماد و الالام والموت ...؟!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat